TOP

جريدة المدى > عام > البحث عن لورنس

البحث عن لورنس

نشر في: 27 ديسمبر, 2013: 09:01 م

 إلى خالد مطلك  يجب أن نعيش، مهما كان عدد السماوات التي تسقط فوقَنا. د.ه.لورنس عندما بلغ د.ه. لورنس الأربعين قرر أن يكتب سيرة حياته ، كان يريد أن يكتب عن حالات المسرة والسعادة التي عاشها ، بعدما تجهّم طويلاً في تأمّل مرارات الحياة وعبث ا

 إلى خالد مطلك 

يجب أن نعيش، مهما كان عدد السماوات التي تسقط فوقَنا.
د.ه.لورنس
عندما بلغ د.ه. لورنس الأربعين قرر أن يكتب سيرة حياته ، كان يريد أن يكتب عن حالات المسرة والسعادة التي عاشها ، بعدما تجهّم طويلاً في تأمّل مرارات الحياة وعبث الدنيا.. كانت الفكرة أن يسرد جزءا من حكاية عاطفية .. يكمل بها ما ابتدأه في روايته "أبناء وعشاق" التي قدم في الجزء الأول منها لمحات من حياته : طفولة أراد لها الأب أن تكون خشنة ، فعامل المنجم الذي بالكاد يعرف القراءة والكتابة أراد لابنه الرابع أن يدرك جيدا أن الحياة تحتاج إلى ساعدين قويين ، فيما الأم التي تنتمي إلى عائلة برجوازية كانت تتمنى أن يصبح أبناؤها رجال دين أو أساتذة في الجامعة .. ولأن الكتابة لم تكن مجدية في نظر الأسرة فقد اضطر لورنس أن يكتب بطريقة سرية ، وذات يوم قرأت أمه فصلا من رواية " الطاووس الأبيض " فتعجبت وقالت له : " ولكن يا ولدي كيف تعرف أن الأمور كانت تسير على هذا النحو ؟ إنك لا تستطيع معرفة ذلك " كانت تعتقد أن المرء يجب أن يعرف ما يكتب ، وظلت وصيتها الوحيدة لابنها : عليك أن ترتقي في الدنيا خطوة خطوة "
في تلك السنوات وفي أحد شوارع أكسفورد ، عاش بريطاني آخر اسمه توماس إدوارد لورنس من مواليد العام 1888 عرف باسم لورنس العرب الذي تحول إلى أسطورة في الغرب والشرق معاً،.. كان لورنس الآخر قد قرر أن يكتب عن تجربته في بلاد العرب منذ أن وَطِئت أقدامه أرض بلاد الشام، في العام 1909 ، حيث كان يسعى لدراسة تصاميم القلاع الصليبية، لتقوده تلك القدمان إلى صنع خرائط جديدة للمنطقة العربية .
***
الجلوس لكتابة تجربة الحياة والتساؤل ، ماذا فعلتَ ؟ أين أنجزت، وأين أخفقت ..أين صرعتك الحياة وأين غلَبَتها، ؟ كانت هي الهمّ الذي رافق الاثنين . 
لم يستطع د.ه . لورنس كتابة سيرة حياته ،فقد أخذته فكرة حاجة الإنسان إلى التحرر، إلى أن يكتب رواية يقول عنها في رسالة إلى الشاعر إليوت : " للإنسان احتياجات صغيرة واحتياجات أعمق .. لقد وقعنا في خطأ العيش على احتياجاتنا الصغيرة إلى أن أوشكنا أن نفقد احتياجاتنا الأعمق بصورة مجنونة " كانت هذه الكلمات هي حاشية رواية عشق الليدي تشاترلي التي هي آخر ما كتبه الروائي الإنكليزي الشهير .. فيما استمر لورنس الآخر بتسطير تجربته الحياتية في كتاب أسماه " أعمدة الحكمة السبعة " قال عنه تشرشل : لقد احتل هذا الكتاب مركزه، بين الكتب الكلاسيكية الإنكليزية. فالحال أنّ غنى الموضوع، وقوته، وميزة الأسلوب الرفيعة وتلك الشخصية الصوفية التي لا حدود لها، كل ذلك رفع هذا العمل الجبار إلى ما فوق مستوى جميع المؤلفات المعاصرة " 
فيما قال لورنس العرب لكاتب سيرته إدوارد جارنت "إن كتابي مهزلة لا تستحق أن تقرأ..فإذا أردت أن ترى بعينك كيف تشوه الأفكار الجميلة والمادة الرائعة فارجع إلى أي صفحة من صفحات الكتاب, إنني لا أعتقد بأن هناك أي ناشر يرضى حتى بأن يحرق الكتاب فكيف بحق السماء تعتقد بأني قد جئت بعمل ممتاز؟"
لا أذكر عدد الكتب التي ظهرت عن الضابط الذي عرف باسم " لورنس العرب " وجميعا كانت تنحت في أسطورته وفي دوره في " الثورة العربية " . وهي الأسطورة التي حاول كولن ولسون في اللامنتمي أن يقدم صورة مغايره لها حيث وجدنا أمامنا لورنس مغايرا ، مجرد إنسان وحيد وقلق يعجز عن إقامة علاقات إنسانية بسيطة مع الآخرين . . في الوقت نفسه جاءت سمعة وشهرة د.ه.لورنس متأخرة، بسبب قوانين الحظر الأدبي الذي تعرضت له رواياته ، لكن هذا لم يمنع النقد الأدبي الإنكليزي من وضعه في قائمة أهم روائيي بريطانيا ، حتى أن ناقدا بحجم رتشاردز يكتب مشيداً بقدرة لورنس على إخراج الأدب من العصر الفيكتوري التقليدي المتشدد ، مفسحاً المجال لشتى أنواع التعبير خصوصاً الرغبة الذاتية.
***
بدأت، حكايتي مع لورنس حين وجدت ذات " عصرية " الشاعر الراحل حسين الحسيني يجلس في مكانه المعتاد بمسرح الستين كرسي ، يضع فوق أوراقه مجلة الكاتب المصري التي تصفحتها ، فوقع نظري على مقال عن د.ه.لورنس بقلم طه حسين.. ولأنني كنت مبهوراً بكل ما يكتبه عميد الأدب العربي ، طلبت من " أبو علي " أن يعيرني المجلة وحدثته عن رغبتي في قراءة ما كتبه طه حسين ، فبدأ الحسيني كعادته يلقي محاضرة في القراءة ، ولمن لا يعرف الشاعر الراحل جيدا فإنه سيواجه إنسانا متجهما إذا كان الزائر ينتمي إلى صنف الذكور ، لكن هذا التجهم سيتحول إلى لحظات من المرح حين يكون الزائر أنثى ، كان حسين الحسيني يعتقد أنه ضلّ طريقة للأدب، بينما كان يُفترض به أن يكون ممثلا من طراز خاص على حد قوله ، ولهذا تجده يعمل في فرقة المسرح الشعبي دون أن يتقاضى أجرا، وتراه منهمكا في تنظيم شؤون الفرقة الإدارية ، مع الاشتباك الدائم في حوار حول النص الذي ينوي عوني كرومي تقديمة ، أو البحث عن نص مسرحي يعيد " بابا " جعفر السعدي إلى خشبة الستين كرسي .
ضحكت حين قال لي الحسيني وهو ينظر بطرف عينه إلى إحدى الجالسات ممن يرغبن في العمل بالمسرح : " أنت لم تقرأ أمهات الكتب بعد " فمثل هذه الجملة يراد لها تذكير الآخرين بتفوقه المعرفي ، وبمحاولاته أن يبدوَ أكثر دراية ومعرفة من الآخرين ، سلمني الحسيني المجلة بعد أن أطلق عددا من النكات ،البعض منها تذكرها أو ربما سمعها من صديق ، والنكتة حين يلقيها حسين الحسيني ليست نكتة، إنها عرض كامل بشخصياته ومفارقاته وإيماءاته ، عرض الغرض منه إثارة انتباه الفتاة الجالسة التي لابد أن تضحك ، حتى إذا اكتشفت أن هذه النكتة سبق أن قيلت أكثر من مرة .
بعد أن عطف عليّ الحسيني وأعارني المجلة ، كنت قد اتخذت قراراً ، أن أبحث بنفسي عن روايات لورنس ، وما زلت أتذكر أشياء بسيطة من مقال طه حسين الذي يبدأه بطريقته المعتادة بعرض الشخصيات :" يسميه الإنكليز أديب العاطفة ، ونستطيع أن نسميه أديب الوحدة ، فهذان الوصفان يصورانهِ أصدق تصوير ، وكلا الوصفين يطابق صاحبه مطابقة دقيقة صادقة . الواقع أن حياة لورنس كانت سباقا بينه وبين الأدب ، يفرّ هو من الأدب ، ما وجد إلى الفرار سبيلا ويجد الأدب في طلبه .. وقد يضطرّ المتسابقان أن يلتقيا ، فإذا كان بينهما اللقاء بدا بينهما حب عنيف ووصال شديد القسوة قوامه الصراع المتصل " .. وتخبرنا زوجة عميد الأدب العربي في كتابها "معك" أنها قرأت لطه حسين عددا من مؤلفات الأدب الإنكليزي مترجمة إلى الفرنسية ،.. بعد أيام تشاء الصدف أن تقع عيناي في شارع المتنبي على نسخة من كتاب أعمدة الحكمة السبعة مكتوب على الغلاف الخارجي اسم المؤلف لورنس ، تلقفت الكتاب بلهفة أملا في أن أصبح مثل طه حسين على اطلاع بخفايا هذا الكاتب .. وما أن اتخذت مكاني في باص المصلحة رقم 4 المتجه من الميدان إلى الباب الشرقي ، حتى بدأت قراءة السطور الأولى من الكتاب لأكتشف أن عميد الأدب العربي خدعني ، فلورنس لم يكن روائيا ، ففي الصفحات الأولى من الكتاب يقول المؤلف عن كتابه : " الصدفة، إضافة إلى مزاج منحرف بعض الشيء، رمت بي في خضم العمل والفعل ، وأعطتني مكاناً في الثورة العربية، موفّرة لي فرصة لكي أخوض في مضمار الأدب الذي بدا بالنسبة إليّ فنّاً من دون تقنية " أقلب صفحات أعمدة الحكمة السبعة ، أبحث عن الأدب الذي يتحدث عنه لورنس فلم أجد سوى حكايات عن الثورة العربية التي قام بها الشريف حسين حاكم مكة ضد الدولة العثمانية .. أترك باص المصلحة لتقودني قدماي من جديد إلى مسرح الستين كرسي أنتظر حسين الحسيني عله يحل لغز لورنس ، مرت ساعة حتى سمعت صوته يأتي من الممر ، كان يحمل حقيبته " السمسونايت " ما أن رأى حيرتي ، وأنا ألوّح له بكتاب عمدة الحكمة السبعة ، حتى انهالت عبارات السخرية ليختمها بجملته الأثيرة : " ألم أقل لك أنك غشيم ؟!" .
***
في شتاء عام 1910 كتب د.ه .لورنس إلى ناشر لندني يسأل عن كلفة طبع روايته الطاوس الأبيض . رفض الناشر أن يرد عليه واعتبر ان نشر رواية لكاتب مبتدئ مجازفة لا تحمد عقباها ، بعد هذا التاريخ بسنوات يندم الناشر لأن صاحب الطاووس كتب رواية تهافتت عليها دور النشر وصدرت أكثر من نسخة مزورة عنها نتيجة الطلب المستمر عليها وكانت هذه الرواية هي عشيق الليد شاترلي ، التي لا تزال تُطبع حتى اليوم. حُوّلت أفلاماً في بريطانيا وخارجها، معظم قرائه في أوروبا من النساء حسب تقرير نشرته الغارديان بمناسبة 50 عاما على القرار الذي أصدرته محكمة بريطانية ببراءة الكاتب من تهمة ترويج المجون في رواياته . 
أنهى لورنس عشيق الليدي شاترلي في لحظة كره للمجتمع البرجوازي ، استمر في كتابتها أكثر من عامين بين خريف 1927وصيف 1929 أمضى عيد الميلاد وحيدا بعد انفصاله عن زوجته ، في ذلك الوقت كان يكتب الرسائل إلى عدد من أصدقائه ، قال في واحدة منها : يبدو لي أن الأمر الرئيس بالنسبة للمرأة هو أنها ، لا يمكن تعريفها بكلمات من قبيل الحب أو الجمال أو الشرف أو الواجب أو الجدارة أو التحرر، فعلى المدى البعيد لا تمثل هذه الكلمات حقيقة المرأة " وفي أخرى يضيف :" إن ما تحتاج إليه المرأة هو الاكتفاء ، على الأقل الاكتفاء الجسدي بقدر ما هي بحاجة إلى الاكتفاء النفسي، الجنس بنفس قدر ما تحتاجه من الروح" 
لم يعد لورنس يطمح بكتابة رواية عن حب لم يسعد به ، فالأمر تحول إلى ارتياب في العواطف التي تريد طبقة البرجوازيين فرضها على المجتمع .. تدور عشيق الليدي تشاترلي حول السير كليفورد تشاترلي، رجل واسع الثراء ألحقت به الحرب عاهة وتركته مشلولاً ومصاباً بعجز جنسي، فانصرف إلى الكتابة والتأليف لتعويض فشله في علاقته الحميمة مع زوجته الليدي تشاترلي، وهي في أوج شبابها وأنوثتها. لم تكد تمضي فترة حتى ضاقت ذرعاً به وأقامت علاقة مع ميلورز، بستاني يعمل لدى زوجها، تحوّلت في ما بعد إلى علاقة روحية على رغم الاختلاف الطبقي الشاسع بين العاشقين، وتُوّجت في ختام الرواية بمولد طفلهما والاستعداد للزواج، حيث نجدها تغادر بيت الزوجية لترتيب حياتها من جديد.
يكتب الناقد هارولد بلووم أن ثورة الليدي تشاترلي ، وإن كانت تأخذ طابعا جسديا ، فإنها قريبة لثورة نورا بطلة مسرحية إبسن الشهيرة "بيت الدمية ".ويضيف الناقد الشهير أن لورنس كان معجبا بطريقة إبسن في نسج الأحداث وفي القدرة على رسم ملامح شخصياته النسائية .
حينما حاول لورنس نشر الرواية رفض جميع الناشرين عمله، وذلك للإباحية التي وصف بها العلاقة الحميمة بين الليدي تشاترلي وعشيقها، مما دفعه إلى طباعتها سرا وتوزيعها.. وفي المرتين الثانية والثالثة طبعها في كل من فرنسا وإيطاليا من دون تصريح، وكذلك طبعت في أميركا من دون استئذانه.
يكتب لورنس إلى طليقته : تلقيت عرضا متأخرا من المزورين الأوروبيين يحددون لي نصيبا مقابل حق الملكية عن كل النسخ المبيعة في الماضي ، والتي ستباع في المستقبل لو قبلت أن أعتمد طبعاتهم ، قلت لنفسي على قاعدة : من لا يظلم يظلم ، وكان علي أن أقبل العرض . تمكنت بعد ذلك من نشر النسخة الفرنسية الرخيصة ، وحثني الناشرون الإنكليز على عمل نسخة منقحة ووعدوني بمقابل كبير ، وأصروا على أن تكون رواية نظيفة لا تحتوي على الألفاظ الفاضحة ..كنت قد بدأت أستسلم للإغراء وأبدأ في تنقيح الرواية وتهذيبها ، ولكني وجدت أن ذلك مستحيل ،لأنه يعني أن أقطع أنفي بالمقص ليصبح أجمل شكلا .. ومع ذلك وعلى الرغم من كل المعارضات فإنني أعرض روايتي ككاتب أمين وصحي وضروري لنا حاليا .. الألفاظ التي تصيب بالصدمة الشديدة في البداية سيعتادها القارئ بعد ان يمضي في قراءة الرواية ، هل يرجع ذلك إلى أن العقل يفسده الاعتياد ، لا على الإطلاق إن الألفاظ تصدم العين ولكنها لا تصدم العقل مطلقا .. إن أعظم الكفر ضد الحقيقة الجنسية هو اعتبارها عملا مشينا مع أننا جئنا من خلاله ، المحافظون التقليديون يحرصون على عدم الخوض في المسألة الجنسية مع أولادهم واعتبار ذلك من المحرمات ، لكنهم ينسون أن الغريزة هي المعلم الأول ، وهي التي تقود أبناءها للحقائق دون معلّم " 
***
حاول لورنس العرب أن يهرب من الشهرة التي أخذت تلاحقه بعد صدور كتابه "أعمدة الحكمة السبعة" ، ويذكر المقربون منه أنه ، كان يعاني من شعور بالذنب ، ولهذا رفض وسام الشرف من ملك بريطانيا، ، فقرّر الاختباء في شخصية أخرى، وقام بتغيير اسمه وتطوّع كجندي في سلاح الجو البريطاني، ولكن سرعان ما افتضح أمره وتم فصله من الجيش، وعرض عليه ونستون تشرشل أن يكون مستشاره الخاص ، ولكنه اعتذر ليعيش سنواته الأخيرة معتزلا في كوخ في ضواحي لندن حيث كتب أحد المقربين له ، بعد موته، بأن لورنس كان يدفع الأموال لأحد الأشخاص كي يقوم بجلده يوميا، ومات بحادثة بعد أن انقلبت دراجته النارية في العام 1935، وعمره ستة وأربعون عاما، لتضع مجلة التايم صورته على صدر غلافها وتحتها عبارة تشرشل لن يظهر له مثيل مهما كانت الحاجة ماسّة إليه. 
***
مات د.ه.لورنس وعمرة خمسة وأربعون عاما ،وكتب في آخر رسائله : أعرف أن الشجرة ستموت في النهاية ، فهل سأتخلى عن زرع بذرة ،سيكون ذلك جبناً وغروراً .
لم يعترف النقاد بلورنس إلا بعد مرور عقود على وفاته، فتحوّلت صورته من مجرد كاتب خليع إلى ممثل للأدب الإنكليزي في مرحلة الحداثة ووُضع أدبه في مكانته بين الموروثات الأدبية في الرواية الإنكليزية، وفي حياته القصيرة التي لم تتعدَّ الـ45 عاماً، ألّف لورنس نحو 800 قصيدة وأكثر من 13 رواية و10 مسرحيات، إضافة إلى مجموعاته القصصية ومؤلفاته في أدب الرحلات وكتاباته النقدية والرؤى الفلسفية ، إلى جانب رسم لوحات فنية تعرضت هي الأخرى للمصادرة والحظر .. وفي العام الماضي كشفت جريدة الديلي تلغراف عن العثور على مخطوطة جديدة للورنس كانت عبارة يوميات كتبها على شكل رسائل ، في هذه اليوميات نكتشف أن عشيق الليدي تشاترلي هي سيرة لورنس مع زوجته ،ففي السنوات الأخيرة من حياته عانى الروائي الشهير أمراضاً عدة تسببت بإصابته بعجز جنسي ، ليكتشف في ما بعد أن زوجته تقيم علاقة مع شاب يصغرها بسنوات مما أدى إلى الفراق بينهما .
تكتب صاحبة نوبل دوريس لسنج : " إن العشاق غالباً ما يتصرفون بغرابة ولا يرغبون في أن يطّلع أحد على محادثاتهم الغرامية ،ولكن لورنس يجعل عشاقه يركضون تحت المطر، فشجاعته على وجه الدقة هي التي تقربه أحيانا من حافة الحكاية الهزلية ،فالروائي الأكثر دهاءً والأقل موهبةً كان سيزيل هذه الفقرات الموحية بالسخرية ،ولكن بالنسبة لـ "لورنس" فإن الروعة تتجاور مع الغرابة في أغلب أعماله " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

في مديح الكُتب المملة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

مقالات ذات صلة

علم القصة: الذكاء السردي
عام

علم القصة: الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الاولالقصّة Storyالقصّة وسيلةٌ لمناقلة الافكار وليس لإنتاجها. نعم بالتأكيد، للقصّة إستطاعةٌ على إختراع البُرهات الفنتازية (الغرائبية)، غير أنّ هذه الاستطاعة لا تمنحها القدرة على تخليق ذكاء حقيقي. الذكاء الحقيقي موسومٌ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram