بعض التعليقات التي جاءت تحت عمودي الأخير، الذي نشرته على صفحتي في فيسبوك، اتهمني أصحابها، وهم أصحاب المالكي بلا شك، بالخيانة وبأني ضد تحرك جيشنا للقضاء على أوكار الإرهاب في صحراء الأنبار. أحدهم علق بنشر لافتة مصورة تقول من دون ذكر اسم القائل "في الحرب لا يوجد شخص اسمه معارض بل يوجد شخص اسمه خائن والوقوف ضد سيادة الوطن وجيشه اسمه خيانة"! اضطرتني هذه اللافتة الى العودة لقراءة ما كتبته من جديد خوفاً من ان يكون هناك خطأ مطبعي قلب المعنى. لم اجد فيه غير اني عبرت عن فرحي واملي بجيشنا ان يحقق حلم خلاصنا من التفجيرات والمذابح اليومية.
يبدو ان الذي أغاظ "الربع" هو نصيحتي لرئيس الوزراء الحاج نوري كامل المالكي ان لا يذهب الى هناك وان لا يتدخل في شؤون جيش يقود حرباً على الأرض ضد مجرمين سوَّدوا حياة الناس وصبغوها بالدم. أهذه خيانة؟ سبحان الله.
يا جماعة الخير، بلدنا يحكمه نظام برلماني يكون فيه رئيس الوزراء هو القائد العام للقوات المسلحة طبقا للدستور. لسنا سفينة على سطح في هذا كما يقولون. فهناك بلدان كثيرة تشبهنا ونشبهها. مهمة القائد العام للقوات المسلحة هنا إعطاء الموافقة على شن الحرب، أي حرب، ضد الإرهاب أو غيره. أما على الأرض وعندما تدور المعارك فيتحمل مسؤوليتها رئيس أركان الجيش. باختصار، ينتهي دور السياسي ويحل الرصاص محل الكلام. وأي سياسي يزج نفسه في الميدان لا يتخلص من تهمة انه يحوش النار لقرصه ولايته. والمالكي، أو غيره، ان فعلها يكون مثل الذي لا يجب الغيبة عن نفسه.
أما محاولة البعض إسكاتنا عن اتهام المالكي بانه أخر موافقته على تحرك الجيش لسحق المجرمين حتى تلوح لوائح انتهاء ولايته الثانية لعله يكسب بها "أجر" الثالثة، فهذا امر لم نبتدعه بل يكشفه الواقع والتواريخ. ما معنى ان لا يتحرك إلا عندما تبقى من ولايته 4 أشهر فقط؟
روي عن الرسول الكريم انه مر ذات يوم بأناس وقد تجمعوا حول بيدر من التمر. سألهم عنه فأجابوه ان فلاناً أوصى بالتصدق بتمر بستانه كله بعد ان يتوفى. وبما انه توفي فها نحن نجمع تمر البستان لنتصدق به. رفع الرسول حشفة تمر تالفة وقال: لو تصدق بهذه قبل مماته أفضل من هذا البيدر بعد مماته.
إنه الميدان يا بو حميدان
[post-views]
نشر في: 27 ديسمبر, 2013: 09:01 م