ان العلاقة بين الشرطة والمجتمع تعتمد أساسا على احترام الإنسان في كل الظروف وان تنفيذ القانون لازم لردع من يفكر في الخروج عن أحكامه. ولكن هذا لا يكفي في ان يكون رجل الشرطة أداة صماء مجردة من المشاعر والأحاسيس بل يجب ان يعلم ان نجاح رسالة الشرطة تتوقف

ان العلاقة بين الشرطة والمجتمع تعتمد أساسا على احترام الإنسان في كل الظروف وان تنفيذ القانون لازم لردع من يفكر في الخروج عن أحكامه. ولكن هذا لا يكفي في ان يكون رجل الشرطة أداة صماء مجردة من المشاعر والأحاسيس بل يجب ان يعلم ان نجاح رسالة الشرطة تتوقف على تقيده بالمبادئ والقيم الإنسانية وهذا يترتب عليه دائما تعميق الفهم للواجبات المتبادلة بينه وبين الجمهور. وللوصول الى ذلك لابد ان يضع نصب عينيه ان الأعمال التي يقوم بها لا تمثل شخصه وإنما تمثل الدولة بمجموعها ولهذا فان عليه ان يقوم بتنفيذ الخدمات الموكلة إليه بتجرد ونزاهة وإخلاص ودقة بشكل يجعل الآخرين يشعرون مباشرة بهذه المزايا والتي لابد ان تحملهم مختارين على احترام القانون الذي يمثله والنظام الذي يسعى لترسيخ قواعده فلا انتهاك لحرية ملتزمة بالحدود التي وضعتها القوانين ولا منع لم يرد على تحريمه نص او امر ولا حرمان من حق بممارسة صاحبه في نطاق من الشرعية و لا تهاون في تنفيذ إجراء يهدف الى توطيد النظام او دعم القانون بل مساواة تجعل من المواطنين أنداداً في حرياتهم وحقوقهم والتزاماتهم ومعلوماتهم وقدرة حازمة تشد ازر القانون وتدعم الأمن وتوصي بالثقة وتجعل من الحياة المشتركة بين الناس نعيما يتمتع المواطنون بخيراته وتنهل العناصر الخيرة من ينابيعه وان يحرص دائما على ان يكون معروفا من قبل الناس الذي يؤدي عمله نحوهم وان يقدم نفسه اليهم في اطار من التهذيب والاحترام والجدية ويسبغ على وجوده المهابة والتقدير بحيث يجعل من هذا الوجود ذاته عاملا من عوامل الطمأنينة واحترام القانون . 

يشكل حفظ النظام بالنسبة لرسالة الشرطة احد المظاهر التي تبتدئ بها المهارة البدنية التي تجمع بين الأداء الفعال و بين القدرة على التعاون مع الناس . و ليس المقصود من خدمة حفظ النظام بهذا المجال المعنى الواسع الذي يمتد الى عمل او إجراء او يهدف الى تدعيم القانون و توطيد النظام و إنما تلك الخدمة التي يقوم بها الشرطي بمواجهة الجمهور أثناء مختلف أنواع التجمعات و التي تساعد الشرطي على تكييف مواقفه بالنسبة الى كل نوع منها ومهما كان شكل الخدمة فانه يترتب على الشرطي بشكل عام ما يلي :-
1- ان يكون عارفاً بالقوانين و الأنظمة المتعلقة بهذه التجمعات و متدرباً على الإجراءات العملية التي يستطيع بها مواجهتها ، و الأساليب الشكلية التي يجب ان تتفق مع الأحكام القانونية عندما يباشر هذه الإجراءات. .
2-ان يتفهم جوهر المهمة الموكلة إليه و يدرك الغاية منها و يستوعب التعليمات الصادرة بشأنها .
3- ان يتقيد بالدور التقليدي المسند إليه و يحافظ على الانضباط و حسن التطبيق و ان يكون عمله متمماً لمجموع العمل الذين يقوم به رفاقه دون إخلال او تقصير .
4- ان يضع باعتباره ان هذه المهمة ليست قائمة بحد ذاتها إلا بالقدر الذي تفرضه الضرورة و أنها تندرج في عداد الخدمات العامة التي تتطلب التعاون الوثيق مع الجماهير لأنها فرضت بالأصل لمنفعتهم و تجنبهم الأذى و الاعتداء .
5- ان يكون ، في أي عمل يقوم به من هذا المضمار، ممثلاً للقوة العامة التي تجمع بين الحزم و النصح و بين الشدة و الأخوة و توازن بين متطلبات النظام و كرامة الإنسان .