الدعوات لحث الناخبين على الاقتراع تتبناها جميع القوى العراقية ، سواء من الأطراف المشاركة في الحكومة او جهات ظلمها النظام الانتخابي في الانتخابات التشريعية السابقة ، فاستسلمت للأمر الواقع ، وتحاول اليوم لملمة قواها عسى ان تحقق أهدافها في الوصول الى مجلس النواب ، وتشكل كتلة قادرة على التغيير ، تمهيدا لإرساء قاعدة بناء دولة مدنية ، فشل المتنفذون في تحقيقها على مدى عشر سنوات عجاف ، شهدت انحطاطا سياسيا وامنيا وفسادا ماليا وإداريا منح العراق شرف تصدر قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم والأسوأ في تراجع الخدمات واحترام حقوق الإنسان .
في حي البياع تعرضت صورة مرشح لخوض انتخابات تمهيدية لتشويه غير مقصود ،فاثر المنظر انتباه المارة وحفزهم على اطلاق تعليقات عبرت عن رفضهم الإدلاء بأصواتهم لأي مرشح ، لاعتقادهم بان جميع المرشحين ، لا يختلفون عن السابقين في اطلاق الوعود ثم التنصل عنها بعد إعلان فوزهم ومنحهم مكافأة تحسين أوضاعهم الاقتصادية وحصولهم على سيارة مدرعة ذات دفع رباعي، وصلاحية تعيين 30 شخصا من المقربين عناصراً للحماية ، الراتب الشهري لكل عنصر 500 الف دينار مع جهاز اتصال ، يستخدم لعبور السيطرات بالاتجاه المعاكس .
المرشح صاحب الصورة قد تكون نواياه صادقة في تنفيذ برنامجه لخدمة شعبه ، ولكن المشكلة تكمن في قدرته على إقناع الناخبين، ولاسيما ان الانطباع السائد لدى معظم أهالي العاصمة بغداد انهم يرفضون منح ثقتهم لأشخاص لا يعرفون عنهم شيئا باستثناء الاسم والعشيرة والقائمة المثبتة في الصورة المشوهة التي أثارت ارتياح من شاهدها ، لان المنظر ربما كان معبرا عن استياء شعبي عام من العملية السياسية وقادتها ورموزها ومن سخرها للحصول على مكاسب شخصية وحزبية .
الكثير ممن يحق لهم التصويت تعاملوا مع شعار "العراقي ينتخب" بشكل اخر عندما حذفوا نقطة حرف الخاء واصبح "العراقي ينتحب " في تشويه اخر ينسجم مع حالة اليأس والشعور بالإحباط من أداء سياسي سيجر البلاد الى منزلق خطير ، لوجود اكثر من جهة متنفذة تريد فرض هيمنتها على السلطة ، فسخرت كل شيء لتحقيق أهدافها .
المنافسة الانتخابية من التوقع ان تكون شديدة وحامية الوطيس للوصول الى السلطة ومع بدء العد التنازلي لحلول موعد الاقتراع سينتحب العراقي يوميا ، لأنه سيشهد أحداثا أمنية نوعية ، بدأت بوادرها بنشاط واسع للجماعات المسلحة في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى ، وديالى ، وحصة بغداد ستكون انفجارات بعبوات ناسفة ومفخخات ، تستهدف تجمعات المدنيين ، وفي ظل هذا المشهد المأساوي لم يبادر احد المرشحين ليضع حدا لشعار "العراقي ينتحب " ولم يضعوا في حسبانهم الحفاظ على أمنه ، فهو بنظرهم مجرد صوت لا اكثر ، أما نحيبه المستمر منذ عشر سنوات فما عاد يسمع ولذلك شعر من شاهد صورة المرشح المشوهة في البياع بالارتياح ، وارتسمت على وجهه ابتسامة خجولة على مشهد مضحك في فصل تراجيدي طويل .
دعوه ينتحب
[post-views]
نشر في: 29 ديسمبر, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 2
الناصري
اسمعت لو ناديت حيا ......ولكن لاحياة لمن تنادي ياعراقي ..... اسمعت لو نحبت ليلا ....ولكن لا حياء عند السياسي سقط الحياء من على تلك الجباه الكالحه التي اتتنا مع الاحتلال وحولو بلادي الى مأتم كبير البكاء فيه اصبح عادة والموت الاسود برائحته تملأ الارجاء ....
ابو سجاد
انا لااعرف بالضبط مامعنى الانتخابات انت تنتخب شخص وتعطيه صوتك وبعد ذلك الاصوات تذهب الى المهيمنين على الاحزاب والقوائم والكتل اذن اين مرشحك انه ذهب ادراج الرياح انت تنتخب نفس الوجوه الكالحة مثلا انا لااريد هؤلاء رؤساء الاحزاب ولا رؤساء الكتل اريد من هؤلا