النائب أحمد العلواني طائفي.. لا شك عندي في هذا، لكنني أندّد بقوة بطريقة اعتقاله ونشر صورة القاء القبض عليه، وبقتل شقيقه ومرافقين له. ولقد أودعت موقفي هذا في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فتساءلت تعليقاً على الصورة التي بدت فيها يدٌ قاسية تُرغم العلواني على طأطأة رأسه بالقوة الغاشمة: "اذا كان نائب يُعامل بهذه الطريقة فكيف هي حال المواطن العادي عندما تلقي القوات المسلحة القبض عليه؟"، ووصفت هذا العمل بالمشين، وهو كذلك حقاً.
النائب العلواني طائفي بامتياز. والعديد من تصريحاته المدوّنة في الصحف والمسجّلة تلفزيونياً والمحفوظة في "يوتيوب" تُدينه بهذه الجناية المقيتة، لكن هذا لا يُبرر للقوات المسلحة بأي حال خرق مبادئ وقواعد حقوق الإنسان في عملياتها.. لن تكون قوات مسلحة وطنية اذا لم تتقيد بهذه المبادئ والقواعد.. لا ينبغي أبداَ أن نقبل بأن تعمل قواتنا المسلحة بالطريقة التي كانت تعمل بها قوات الدكتاتور صدام حسين.
العلواني طائفي.. نعم هو كذلك، لكن هل هذا النائب الأنباري هو الوحيد الذي يتعيّن أن تُلقى تبعات الطائفية عليه؟.. للعلواني أشباه وأمثال في التعصب الطائفي الكريه بين أعضاء مجلس النواب والوزراء. هؤلاء ليسوا من الأنبار وحدها ولا هم سنّة فقط.. بين النواب والوزراء ورجال الدين الشيعة طائفيون كثر.. أكثر من نظرائهم السنة، وهؤلاء جميعاً، سنة وشيعة، هم السبب في هذا التسونامي الطائفي المدمر الذي يجتاح بلادنا ويتلف حياتنا الاجتماعية والسياسية منذ سنوات عدة. تريدون وقف هذا المدّ؟ اعتقلوهم جميعاً وليس العلواني وحده، ولكن من دون انتهاك حقوق الانسان كما حصل مع العلواني.
العلواني لم ينبثق من باطن الارض مثل نبتة وحشية متفردة.. انه الابن الشرعي للنظام السياسي الذي أوجدته قوى وأحزاب الاسلام السياسي الطائفية خلافاً لأحكام الدستور.. النظام القائم الان يتعارض مع الدستور الذي لم تتضمن أي مادة فيه ما ينصّ على تقاسم السلطة حصصاً على وفق الطائفة والمذهب والقومية.
العلواني طائفي وداعم للإرهاب ويستحق الاعتقال؟... حسناً، لماذا تركتم الآخرين من أمثاله؟ لماذا عاملتم طائفياً آخر وداعماً للإرهاب ومحرضاً عليه، هو مشعان الجبوري، بأفضل مما يستحقه مناضل وطني، وهو الخادم الذليل لصدام وابن صدام وسارق أموال الشعب والمحرض على الطائفية والإرهاب؟.. لماذا استقبلتموه بالأحضان والولائم الباذخة وفتحتم له مكاتبكم، بما فيها مكتب رئيس مجلس الوزراء، واسكنتموه فيللاَ من فئة الخمس نجوم وسمحتم لقناته التلفزيونية المسمومة التي كانت تشتمكم وتشتم طائفتكم وأئمتكم وتمجّد صدام وتُعطي دروساً علنية في كيفية صنع المتفجرات؟.. كيف سمحتم لقناته بالبث من بغداد خلافاً وانتهاكاً للقواعد المعمول بها في هيئة الإعلام والاتصالات والمطبقة على سائر القنوات التلفزيونية؟
خصم الكلام، إنكم لم تفعلوا بالنائب العلواني ما فعلتموه لأنه طائفي أو محرّض على الإرهاب.. فعلتم ذلك ربما لأنه رفض أن يكون طوع بنانكم كما فعل الإرهابي مشعان.
لماذا العلواني؟
[post-views]
نشر في: 29 ديسمبر, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 5
الناصري
صح لسانك وقلمك يا استاذنا الكريم .....من يعطي للمالكي الولاء يتحول بقدرة قادر من طائفي الى وطني ومن حرامي الى شريف ومن ارهابي الى حبيب المالكي .. . عراق الحضاره الى اين .............
فادي أنس
لاأعتقد بأن أحمد العلواني طائفيا كما يريد السيد عدنان حسين تصويره لنا. العلواني تم أتهامه بالطائفيه لأنه ندد بطائفية الأخرين وتحديدا المالكي ومن وصفهم بأنهم عملاء أيران. السيد عدنان حسين يتحدث عن أهمية مراعاة حقوق الأنسان خلال الأعتقال وأنا أقول بأن قوات
ابو سجاد
لاياستاذ عدنان اطماءن انها ليست توسانامي انها زوبعة وستنتهي كما انتهت قضية المجرم مشعان وكما قضيت المطلك المشمول بالاجتثاث وكماقضيت الهاشمي وجريمة الحويجة التي لم نعرف عنها شىء لحد هذه اللحضة ولا المفسدين ولا السارقين ولاقضايا المليشيات التي قتلت ونهبت و
Ammar
وكيف يكون التعامل مع الإرهابي وقاتل الأبرياء هل من الممكن ان يقدم له الزهور ام حمله على العرش
فراسرالمساعدي
قوات تداهم ويطلق عليها النار وتخسر بعض جنودها ماذ وكيف تلقي القبض على نائب اكثرة خطاباتة طائفية بامتياز كيف تلقي القبض هل تفرش لة الارض بسجادة حمراء وتنثر لة الورود تقول تفضل حضرة وصاحب السمو من فضلك نريد منك ان تسافر معنا بغرض التحقيق الشفاف والجميل الى