اليوم الجميع على موعد مع أمسية جميلة قد يضن البعض أني أتحدث عن ليلة رأس السنة وما تحمله تلك الليلة من امور تجعل العالم كله يحتفل بها ، لكني وددت ان أكرس كلامي عن تلك الليلة التي تزامنت مع موقعة السد التي سيقف أسود الرافدين قطباً فيها أمام المارد العماني لذلك أتمنى ان تروق لنا عبر ما سيقدمه الاسود امام المنتخب العماني مع ربان سفينتهم هادي مطنش الذي ظهرت بصماته واضحة على أداء منتخبنا الاولمبي خلال المباراة الاولى أمام منتخب البحرين التي انتهت بالتعادل السلبي وكان للحظ الدور الاكبر في الوقوف بجانب لاعبي المنتخب البحريني الذي وقف حائلا أمام تطلعات لاعبينا في طرق المرمى البحريني ، وعسى ان يفعلها مطنش لتكون ليلة رأس السنة مميزة وتبقى خالدة في ذاكرة العراقيين ويكون هو عريسها .
نترقب بشغف اليوم لما ستؤول اليه نتيجة مباراتنا أمام منتخب عُمان الذي يبحث هو الآخر عن نتيجة الفوز التي ستتكفل بتأهله على حساب منتخبنا وذلك لتساويه مع منتخبنا بالنقاط ، لذلك سيكون شعار الفريقين اليوم هو الفوز لا غيره لضمان التأهل الى المربع الذهبي ، ومن هنا تتوضح امكانية مطنش الفنية وقدرته التدريبية كونه الاختبار الأنسب له لوضع حداً لكل من شكك بقدراته التدريبية ، لاسيما انه تمكن في المباراة الماضية من فرض اسلوبه التدريبي بعد أن قاد الفريق العراقي الى بـر الأمان لكن ما كان ينقصه هو التركيز على اللمسة الاخيرة وكيفية انهائها بالصورة الصحيحة التي تضمن ملامسة الكرة شباك الخصم التي على ما يبدو ان مطنش لم يمنحها اهمية ، بل ركز اكثر على الجانب الدفاعي وكأننا نلاعب البرازيل ، بعد ان أجهد لاعبيه بالتغطية الدفاعية ووضع ثلاثة لاعبين ارتكاز في منطقة الوسط جميعهم يمتلك النزعة الدفاعية ما جعل مهاجمنا الوحيد مهند عبد الرحيم يتيه بين كماشة دفاع البحرين ، لذلك يجب على مطنش ان يضع كل هذه الامور بنظر الحسبان ويمنح مهاجميه الثقة العالية لولوج العمق الدفاعي العماني الذي لم يظهر لاعبوه بافضل حالا من لاعبينا .
نتيجة المباراة لا تقبل القسمة على اثنين ، وتبدو مهمة الاسود فيها صعبة ليس لأنهم سيلاعبون منتخب عُمان الذي لم يكون افضل حالا من منتخبنا ،بل لأهمية نتيجة المباراة التي قد تلقي بظلالها على المنتخبين الشقيقين ويجب التعامل معها بشيء من الاحترافية خصوصا ان لاعبينا بالرغم من اعدادهم الفقير لهذه البطولة الا اننا نجدهم جميعا في الفورمة كونهم يمثلون خيرة لاعبي الدوري الممتاز واستمراريتهم في اللعب تتيح لهم الفرصة لتوضيح قدراتهم الفنية العالية ، لاسيما ان خمسة من لاعبي التشكيلة الاساسية للمباراة الماضية هم من تشكيلة فريق الشرطة وحتى البديل ضرغام اسماعيل الذي قدم مستوى رائعاً بشهادة الكثيرين ممن تابعوا المباراة برغم انه اشترك قبل نهاية المباراة لكنه كان الاقرب لطرق مرمى البحرين من خلال تهديده المستمر له ، لذلك أرى ان لاعبينا جميعا مؤهلون لتمثيل العراق خير تمثيل واتوقع لهذه التوليفة خلال المستقبل القريب ان يكون لاعبوها هم عماد التشكيلة الاساسية للمنتخب الوطني ، بزيادة الاهتمام بهم وزجهم بمعسكرات تدريبية بمستوى متطور وفي دول تفوقنا في مجال اللعبة ليتسنى لهم تقديم ما عجز عن تقديمه ممن سبقهم على الاقل لنرى علم العراق يرفرف في سماء المونديال المقبل لعام 2018 ان كان في العمر بقية .
ليلـة مطنش
[post-views]
نشر في: 30 ديسمبر, 2013: 09:01 م