TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "كريسمس" المالكي

"كريسمس" المالكي

نشر في: 30 ديسمبر, 2013: 09:01 م

الآن وقد عرف العراقيون ان رئيس مجلس الوزراء يحتفل نهاية كل عام على طريقته الخاصة، وأن "معاليه" لا يريد ان يغلق العام ابوابه دون ان يصدح اسم العراق من على شاشات الفضائيات ويتصدر لائحة الخبر الاول في معظم وكالات الانباء، لا بد أن نتساءل: كيف يفكر معالي نوري المالكي الذي يملك في خزنته مفاتيح المال والسلاح والسلطة؟
لا حدود في جمهوريات الكذب والخديعة والانتهازية و الجهل، لأي شيء، سوى الكأبة، وارقام تحصي عدد القتلى والمهجرين والمشردين من مدنهم وقراهم، وإحصائيات بعدد عمليات النصب والاحتيال وسرقة اموال المساكين.
راجعوا معي هذه التواريخ جيدا.. 29/12/2011 أثيرت قضية طارق الهاشمي.. 25/12/ 2012 صدرت مذكرة اعتقال لرافع العيساوي.. هل تريدون احداث اخرى اختتم فيها " معالي " نوري المالكي اعوامنا المليئة بنشر الكآبة ومعارك المصير..هاكم: في 30/12/2013 موقعة فتح الانبار.. نهايات تحاصرنا باخبار الفواجع والرصاص وتطهير المجتمع من كل من يخالف ، سواء في القول او الفعل " معالي " رئيس مجلس الوزراء.
تريدون المزيد تذكروا هذا التاريخ جيدا 5/12/2012 ففي هذا اليوم بالذات أطلقت البروفة الاولى لقيام دولة الرجل الأوحد، قوات عسكرية تنتظر الاوامر للزحف المقدس على اقليم كردستان، وقوى امنية تتأهب لاعتقال كل من يطالب بمحاسبة رئيس مجلس الوزراء ومساءلته، ومتظاهرون يهددون بتعليق من يعارض الحكومة على اقرب عمود للكهرباء، بروفة سبقتها محاولات عدة كان فيها " معالي " السيد المالكي ، يصر على ان يخلع زيه المدني ليرتدي البدلة العسكرية ، ظنا منه ان العراقيين لا يمكن السيطرة عليهم الا باستدعاء نموذج "القائد الضرورة".
لنستمر في لعبة الارقام ففي 7/ 12 /2012 وفي خطاب حاد اصر "معاليه" على تذكيرنا جميعا، بأن قوانين مجلس قيادة الثورة المقبور لاتزال حاضرة ويمكن استخدامها ضد كل من تسول له نفسه الحديث عن الديمقراطية والشفافية وحق التعبير واحترام الاخر، لان كل هذه الكلمات والمصطلحات يجب ان لا يكون لها وجود في جمهورية الرجل الواحد .
في هذا اليوم وفي ساعة محددة من الزمن؟، هاجم المالكي جميع شركائه السياسيين، بدءا من الذين اعترضوا على ما يحصل من انتهاكات في السجون، ومرورا بمن لوحوا بفتح ملف السلاح الروسي، وانتهاء بمن طالبوا ان تكون لعبة الشراكة الوطنية ذات قواعد محترمة لدى الجميع.
مع أن الأرقام واحدة وجداولها واحدة، غير أن معانيها تتغير من بلد الى اخر، كل عام تتصدر اخبار قادة العالم وزعمائه، وهم يشاركون شعوبهم الافراح والمسرات بنهاية عام ، والسعادة باستقبال عام جديد، لكن بطل فيلم "مختار العصر" مصر على ان ينهي كل اعوامنا بعبارة واحدة "لن اعطيها".
يملك رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون 277 عضواً في البرلمان.. لكنه انحنى لرأي المعارضة حين رفضت قرارا بضرب سوريا.. يملك " معالي " نوري المالكي 89 نائبا، لكنه يصر ان يجعل منهم قادة للمجتمع.. النواب الذي انحنى لهم كاميرون كان آباؤهم واجدادهم ، اسقطوا من قبل بطل وطني بحجم ونستون تشرشل وأداروا ظهورهم لاهم شخصية بريطانية في القرن العشرين مارغريت تاتشر، فلا مكان للسياسيين المعصومين من الزلل .. المكان الوحيد هو مشاركة الناس افراحهم واحزانهم والاهم البحث عن المسرة والسعادة.
ليست المشكلة في أن " معالي " رئيس مجلس الوزراء يكره الفرح.. لكن المشكلة ان " معاليه " لم يقدر على الوفاء بوعوده التي قطعها للعراقيين منذ عام 2006، فقد مرت سنوات والناس لم تر ملامح دولة جديدة تكون الغلبة فيها لمؤسسات مستقرة ومستقلة، ولا إشارات إلى أن دولة الفساد ستغيب الشمس عنها، فإنجازات " معاليه " في الثماني سنوات الماضية لا تتعدى انتصاراته في الصراع على الهيئات المستقلة ومحاولة تحجيم دور القضاء والبرلمان، واطلاق يد الفاسدين والانتهازيين، ولم يحدث في سنوات الكآبة الماضية سوى محاولات مستميتة لإزاحة كل الشركاء واعتبارهم خونة ومتآمرين على وحدة وسلامة الوطن.
هكذا يريد منا المالكي ان نمضي معه كريسمسا مليئاً بالدماء والعبرات والاسى والخوف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. احمد عبد الرزاق

    لم تنصف الرجل لان هنالك كثيير من التعقيدات المره ومنها سراق نفط العراق بكردستان وهنالك ارهابيو القاعده بالانبار والكل لايتصرف بوطنيه وحرص على مال الشعب فكيف تريد دوله باحلام ورديه وهؤلاء شركائك بتربصون بك

  2. المدقق

    احلى بشارة واحلى هدية للعام الجديد تلك التي اتت من خلال رفع خيم الفتنة والكراهية .. فكل العراقيون فرحين بما قامت به القوات المسلحة الباسلة في ملاحقة وضرب تنظيم داعش ورفع خيم الذل التي اصبحت ملاذا لتنظيم القاعدة الارهابي . اقول كل الشعب العراقي من شماله ال

  3. q

    ادركنا من انت ولارأي ل(........)

  4. ابو سجاد

    اعضاء الائتلاف جميعا وبدون استثناء يتحملون هذا التهور وليس المختار وحده يااستاذ علي لماذا يلوذوا بالصمت عندما تاتي العاصفة رجاء القي عليهم المسؤولية جميعا ولاتخص

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram