TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > في الفلوجة لنا أطفال

في الفلوجة لنا أطفال

نشر في: 6 يناير, 2014: 09:01 م

حدثان التصقا بذاكرتي منذ دخولي بريطانيا إلى اليوم. الأول، حين كنا في سهرة تضم مجموعة من الطلاب العراقيين في مدينة كارديف، التي كنت ادرس بها، واتصلت زوجة أحدنا به لتخبره بان الشرطة يطلبون حضوره فورا لبيته. خير؟ ان جيران زميلنا اشتكوا عليه لان أطفاله يلعبون بالشارع في ساعة متأخرة من الليل. كان ذلك بحدود الساعة العاشرة مساء. عاد صاحبنا مسرعا الى بيته. عرفنا منه، في اليوم التالي، ان عدم الاهتمام برعاية الأطفال من قبل أسرهم جريمة وتركهم لوحدهم بالشوارع ليلا قد يرغم الدولة على سحبهم الى مراكز الرعاية. أنزعج زميلنا واخذ يسب ويشتم بريطانيا كلها لأنها تتدخل بين الأب وأبنائه. أجبته بوقتها والله انه لبلد عظيم ودولة تستحق الاحترام الى يوم الدين، فزعل مني.
الثاني، يوم قام القنصل الإيراني في مدينة مانشستر بذبح خروف عيد الأضحى بالشارع العام. جن جنون أهل المدينة وطالبوا بترحيل القنصل فورا. لقد شاهد أطفالهم عملية ذبح الخروف "على الهواء". طالب بعضهم إيران بدفع تعويضات لأهالي الأطفال الذين شاهدوا حزّ رأس الخروف لان `ذلك سيسبب لهم إعاقات نفسية في المستقبل.
تذكرت هذين الحدثين صباح اليوم وانا أتابع ما ينقل عن سقوط الفلوجة بيد إرهابيي "داعش" ومحاصرتها من قبل قوات الجيش حتى قيل انها عادت بلا ماء او كهرباء او غذاء. لم تحضر صورة في ذهني غير حالة أطفالنا هناك. أطفال يعيشون تحت سلطة ذباحين بامتياز. رؤية وجوههم لوحدها، عدا عن سكاكينهم، تكفي لتعقيد مليون جيل نفسيا. هل فكر مسؤول عراقي امني او غير امني بهؤلاء؟ يا إلهي، كم هو عدد الأطفال المرتجفين والجائعين في الفلوجة هذا الصباح؟ وكم منهم اشتم رائحة الذبح والبارود قبل وبعد ان ينام؟ أيلعبون مثل باقي الأطفال؟ وبماذا يحلمون؟ وكيف يرون لون السماء؟ وهل هناك أفق في الفلوجة يرونه ويراهم؟
 ثم، هل فكر بهم رئيس الحكومة وهو يجتمع مع أحفاده ليفطر هذا الصباح؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 5

  1. الناصري

    سيدي الفاضل احبب اصحح الك معلوماتك المظلله بغشاوة الطائفيه ...ان من يمسك بارض الفلوجه ليس داعش وانما رجال العشائر الذين ثارو ضد الفاسد الفاشل الذي سرق اموال الشيعه قبل السنه والذي اغرق بغداا بجيفة الفساد قبل المياه الآسنه ثوار العشائر واطفالهم يحاصرهم الف

  2. الناصري

    سيدي الفاضل احبب اصحح الك معلوماتك المظلله بغشاوة الطائفيه ...ان من يمسك بارض الفلوجه ليس داعش وانما رجال العشائر الذين ثارو ضد الفاسد الفاشل الذي سرق اموال الشيعه قبل السنه والذي اغرق بغداد بجيفة الفساد قبل المياه الآسنه ثوار العشائر واطفالهم يحاصرهم الف

  3. جاسم الاسدي

    اتمنى حفاظا على المصداقية والرأي الاخر نشر التعليق اولا ممكن يتفضل علينا الكاتب ويقول كيف ذهب للدراسة في كاردف وعلى نفقة من ولماذا؟؟.. وثانيا ماهو الهدف من حشر رئيس الحكومة واحفاده في الموضوع هل هي شيطنة رئيس الوزراء؟؟.. ثالثا اذا كان العقابي شفاف وحريص ع

  4. حازم والي

    ما تطالب به من الاهتمام باطفال الفلوجة وكبارها هو ما يقوم به رئيس الحكومة وقوات الجيش العراقي الابطال وما يريده كل عراقي شريف يريد الخير لهذا البلد، هذا البلد الذي لن ينهض الا اذا خلا من امثالك انت وباقي كتاب المدى ممن يدسون السم بالعسل

  5. ameen

    عاشت يمينك يا عزيزي حازم والي لقد اصبت عين وجوهر الحقيقه

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram