TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الأردن.. صعوبات وخيارات

الأردن.. صعوبات وخيارات

نشر في: 6 يناير, 2014: 09:01 م

يشتبك الساسة الأردنيون مع هواجسهم ومخاوفهم، من اتفاق فلسطيني إسرائيلي، لايأخذ مصالح الأردن بعين الاعتبار، ومن مخاطر نشوء دولة جديدة تقتطع أراضيها من العراق وسوريا، ويحكمها تنظيم القاعدة ، وتدور الأحاديث عن خطط ستراتيجية يجري وضعها على عجل، للتعامل مع أية مفاجآت سياسية قد تأتي من الحدوده الغربية، وتتمثل بوضع غور الأردن تحت السيادة الإسرائيلية، ما قد يجبره على إعادة النظر في اتفاقية السلام المعقودة عام 1994 مع الدولة العبرية، فيما عينه الثانية تراقب ما يجري في الأنبار، وتحصي خسائر النظام السوري في المناطق المحاذية لحدوده، لصالح قوات جبهة النصرة، وإمكانية توحد أهداف المقاتلين المتشددين هنا وهناك، في بناء دولة سُنّية، تخوض حروباً مذهبية، لن يسلم من تداعياتها.
من ناحية فإن "اتفاقية الإطار" التي يروجها جون كيري، مرفوضة لمساسها بالحدود الأردنية الفلسطينية، وتمحو حق العودة، وتفرغ الأرض المحتلة من سكانها، وتذوّب الدولة الفلسطينية على مراحل، وبديهي أن تواجد قوات أمريكية أواسرائيلية، على الحدود الأردنية مع الدولة الفلسطينية العتيدة، مخالف لاتفاقية وادي عربة، وواضح هنا انسجام الموقفين الرسميين الأردني والفلسطيني، الرافض للفكرة من أساسها، أما بالنسبة لحق العودة فلابد من الرجوع للقرارات الدولية بهذا الخصوص، وهي جميعها تعترف بهذا الحق، وتحث الدولة العبرية على تسهيل عودتهم، أما اتفاقية كيري، فتنص على أن تمنح دول الخليج بطاقة حق الإقامة الدائمة، للعاملين فيها من الفلسطينيين اللاجئين، وتساهم في توفير نفقات إعادة تأهيل اللاجئين في أماكن وجودهم، إلى جانب منحها الدولة الإسرائيلية والدولة الفلسطينية حقاً مشتركاً في السماح لأي لاجئ من الخارج، بدخول الأراضي التي تسيطران عليها بغرض الزيارة ،مع حق الإقامة المؤقتة.
وإذا كانت إقامة دولة فلسطينية قادرة على الحياة وذات سيادة على كامل الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس"، من الثوابت التي يتمسك بها كل فلسطيني وأردني، فان اتفاقية كيري تنص على بقاء المستوطنات ذات الكثافة السكانية تحت السيادة الإسرائيلية، ومنـــح قاطنــــيها حق الحصول على الجنسيتين الإسرائيلية والفلسطينيـة، والإتفاق على وضع تعريف مشترك لعبارة "الكثافة السكانية"، مع تفكيك المستوطنات الصغيرة ذات الكثافـــة العشوائية، كما أن الخبث يبرز على ملامحها بسلخ الضفة عن القطاع، وترك سكانه رهناً للتحولات السياسية في المنطقة، وهي بالتأكيد ليست في مصلحتهم، وواضح أنها لن تكون في مصلحة الأردن أيضاً.
على الحدود الشمالية والشرقية لمملكة الهاشميين، تمكنت جبهة النصرة من تثبيت اقدامها، بينما داعش تسيطر على مساحات واسعة من صحراء الأنبار، ورغم حدة الهجمة عليها من مسلحي العشائر والجيش العراقي، فإنها لن تتخلى بسهولة عن المناطق التي سيطرت عليها، وإذا تمكنت من الصمود في الفلوجة والرمادي، فإن فرصتها في التواصل مع عناصر التنظيم في سورية ستكون ممكنة، وسينقلب الصراع إلى حرب بين الأطراف السُنّية، وعندها فإنَ الأردن سيواجه أخطر تهديد سياسي وأمني، ذلك أن دولة داعش ستكون محاطة بخلال مذهبي شيعي ضاغط، لايترك أمامها جُغرافياً غير البوابة الأردنية، لتحافظ على مقومات وجودها، وستجد نفسها، مجبرة على التمدد، وتوسيع قاعدة نفوذها صوب الأردن، خصوصاً مع وجود مئات الأردنيين بين عناصرها المقاتلة.
يؤكد مطلعون على ما يدور في مطبخ القرار الأردني، على عمق المخاوف من وضع اتفاقية الإطار الأميركية المنشأ موضع التنفيذ، دون إحاطة الاردن علماً، أومراعاة مصالحه، كما هو في كل الأحوال أمام مواجهة محتملة مع قوى التشدد، تستدعي بناء شبكة تحالفات إقليمية ودولية واسعة، وعدم التردد في إتخاذ كل التدابير السياسية والدبلوماسية الممكنة لتعطيل اتفاق من وراء ظهرها، حتى لو استدعى الأمر خطوات انقلابية حادة في مواقفه الإقليمية، ومع ذلك كله، أو قبله، النظر بجدية إلى الجبهة الداخلية المرتبكة، والمخترقة سياسياً واقتصادياً، وسط منطقة مهددة بتصاعد حروبها الأهلية الطائفية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram