اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حرب (الخال وابن أخته)

حرب (الخال وابن أخته)

نشر في: 6 يناير, 2014: 09:01 م

الجيش سور للوطن.. جملة حفظناها عن ظهر قلب لكثرة ترديدها في كتبنا الدراسية..لم تذكر الكتب شيئا عن جيش صدام او جيش المالكي فالجيش من الشعب ويحمي الوطن الذي يضم كل أطياف الشعب، لكن قادة العراق ارتأوا تحويل الجيش الى ملك شخصي لهم ككرسي الحكم فصار أداتهم الضاربة في الحق والباطل... البسوه رداء الطائفية حين دفعه صدام من قبل ليضرب أخوته في الجنوب والوسط ويدفعه المالكي الآن ليضرب أخوته في المناطق الغربية.. جيشنا لا يستحق ذلك.. انه اكبر بكثير من صورته التي منحها له قادة القوات المسلحة الذين لا يفقهون شيئا في الحياة العسكرية.. جيشنا هو الذي خاض حروبا في فلسطين ولبنان والجولان جعلته على قمة الجيوش العربية تنظيما وأداء وشجاعة وتكاتفا.. وهو الذي خاض أبناؤه حروبا إقليمية اختلطت فيها دماء الجنود السنة بالشيعة والمسيحيين بالمسلمين والأكراد بالعرب.. كان فيه قادة كبار وعقول عسكرية تتقن فن الحرب والتعامل معها بذكاء وحكمة لكن تدخل قادة القوات المسلحة من الطارئين على الحياة العسكرية حولت الجيش الى وسيلة لتثبيتهم على مقاعد الحكم..
في أعوام التسعينات استخدم صدام الجيش لتصفية الانتفاضة الشعبانية فزرع أول بذور الفتنة الطائفية حين صار (جيش صدام) هو الذي يقتل ويعتقل.. كان أفراد الجيش من الجنود البسطاء القادمين اغلبهم من قرى الغربية وغرر بهم صدام حين وصف لهم ما جرى في الجنوب والوسط بانه فعل غوغائي شاركت فيه قوى خارجية لقلب نظام الحكم واحتلال العراق...واليوم يفعل المالكي الشيء ذاته حين يصور الوضع في الأنبار لجيشه المتكون في الغالب من (أبناء الخايبات) من فقراء الوسط والجنوب بأنه حرب على الإرهاب المتمثل بالقاعدة معتمدا على خلط الأوراق وناقرا على دف الطائفية ذاته بتخويف جيشه من دخول قوات خارجية تحتل العراق وتقضي على (الشيعة)... بهذه الطريقة يقود المالكي جيشه اليوم الى التهلكة حين يضعه بمواجهة ثورة عشائر رفضت وجود القاعدة وحاربتها باحثة عن خلاصها في الجيش العراقي لكنها عانت الكثير من تقييده لحرية أبنائها ومعاملتهم كإرهابيين وإهانته الدائمة لهم بشتى الطرق...لقد سئمت العشائر ظل الجيش الثقيل على حياتها وصبغة الطائفية التي صبغت تعامله معها فصار عدوها الجديد بعد القاعدة وداعش وبالتالي فقد وضعه المالكي تحت مطرقتين: القاعدة والعشائر بينما كان الأحرى به ان يفهم أسلوب حياة أبناء العشائر الذين كان مبتغاهم الوحيد بعد خروج القاعدة ودخول الجيش والشرطة الى مناطقهم هو العيش بكرامة... هذه الكرامة التي تسفح يوميا خلال مداهمات المناطق واعتقال الأبرياء فضلا عن مضايقتهم في السيطرات وفي كافة تفاصيل حياتهم اليومية فكل شيء بات يجري على أساس طائفي.....
امس، كان عيد الجيش ومن يتابع قناة العراقية سيجد الجيش منتصرا تتغنى الأناشيد ببطولاته وهذا خير احتفال له..لكن من يهبط على ارض الواقع ويزور اطراف بغداد الغربية سيرى كيف يغادر العديد من الجنود والضباط أفواجهم هاربين من نار داعش ونقمة العشائر ليختبئ بعضهم في منازل الأهالي الذين يرحبون بهم ويلبسونهم ملابسا محلية لحين التحاقهم بأفواج العاصمة..جنودنا اليوم يخوضون حربا لا طائل منها فحل الأزمة التي فجرها المالكي لابد ان يكون سياسيا لا عسكريا وبدلا من إلقاءه جيش العراق في محرقة وكأنه جيشه الخاص لابد ان يحافظ على حياة أفراده ويعيد لهم روحهم المعنوية المنهارة ويلجأ الى التفاوض لحل الأزمة (ديمقراطيا) ويعيد لعشائر الغربية كرامتها مستفزا شهامتهم ونخوتهم العربية لحماية أراضيهم من داعش.. بهذه الطريقة فقط يتخلص الجيش من حرب (الخال وابن أخته) ويعود جيشا للعراقيين فقط وليس لصدام او للمالكي.....

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. الناصري

    كلام منطقي ولكن الله وحده يعلم مايريد المالكي وماذا طلب الايرانيون منه لكي ينفذ الوامر بالحرف الواحد

  2. abedullah

    لا ادري ما ارد عليك بعد كل هذه السنين من الكتابة وكم سمعت وقرات لك من قبل الا انني عندما كبرت وقوى عودي مازالت بين حين واخر اقرا لك ولبعض اصحاب الاقلام الرشيقه؟ لكنني لاول مرة اشعر انني كنت مخدوعا بحروفك وببساطة هذا المقال الذي استفزني جدا لانك هل من المع

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram