إذا كنت من الذين يتابعون الأخبار، فأتمنى أن تقرأ هذه العناوين المثيرة، وتقول لي هل هذه الأحداث تجري في دولة بها برلمان منتخب، وجهات تنفيذية ترفع شعار القانون اولا وأخيراً؟
العنوان الاول: النائب كاظم الصيادي تتذكرونه أكيد، انه بطل نزال الملاكمة الذي فاز فيه على احد القادة الأمنيين، لان الأخير تجرّأ وخالفه في الرأي.. الصيادي لا غيره خرج علينا امس ليقول: ان لا مكان للسنة في خارطة الدولة العراقية في السنوات القادمة، فحسب تحليل الخبير الاستراتيجي الصيادي فان الحكومة القادمة سيشكلها التحالف الوطني حصرا وسيسمح " سيادته " للاكراد بالمشاركة باعتبارهم ممثلين عن السنة لا غير.
العنوان الثاني: وزير العدل حسن الشمري، يهاجم الذين نشروا تصريحه الاخير حول السجون.. تتذكرونه بالتاكيد ما قاله السيد الشمري وبالحرف الواحد: "قيام رؤوس كبيرة في الدولة بتسهيل هروب عناصر وقادة القاعدة من سجني أبو غريب والتاجي لتعظيم دور التنظيم في سوريا وتخويف الولايات المتحدة من النظام الذي قد يخلف الرئيس السوري بشار الأسد، ". الوزير اكتشف ان كلامه مجرد تحليل شخصي يتحمل الخطأ والصواب، وانه مجرد احتمالات وليست معلومات واقعية..
لماذا إذن النفير؟ وحديث الوزير تبيّن في النهاية انه مجرد جمل مزوّقة ومرتبة تضاف إلى أرشيف كوميديا الحكومة، ذلك أن فقرات العرض الذي قدمه لنا السيد الشمري، ربما تكون موجهة لجمهور من جزر الواق واق، فالسيد الوزير الذي توهم من قبل بأنه مبعوث العناية الإلهية، وإنه حامي الشريعة.. وان الناس ستسأل عنه يوم القيامة.. لم يخبرنا لماذا لم يعتبر دفاعه المستميت عن قانون الاحوال الجعفرية مجرد كلام يقبل الخطأ والصواب، واصر ان يوحي للناس، بان الله اختاره لهذه المهمة لوحده دون غيره من العراقيين؟.
هل هناك ما هو أسوأ.. نعم، سأخبر جنابك أن صالح المطلك الذي ظهر في مؤتمر متحدون يطالب باستقالة الجميع شاهدناه امس وهو ييبتسم في اجتماع مجلس الوزراء وكأن لسان حاله يقول "كان عرضا مشوقا اليس كذلك؟".
ولكي تطمئنون فإن صورة العنف الطائفي في العراق عادت بالسلامة الى واجهات معظم صحف العالم.. ولا تسأل، ماذا كانت افتتاحية الغارديان البريطانية ليوم امس، فالعنوان واحد في معظم صحف العالم "العراق على حافة الهاوية".
هذه هي الاخبار التي امامكم: معارك الساسة ضد الناس، وعنف الناس في ما بينهم، وصلافة البعض ممن يعتقدون أن بناء النظام يتم بطريقة خطف الكراسي والتسلل الى مؤسسات الدولة بشعارات كاذبة، عليك ان تمسحها عند مدخل باب الوزارة.. ولهذا نجد أن أخبار العنف والخراب التي تتصدَّر نشرات الأنباء، هي نتيجة طبيعية للسياسة الجاهلة او لنسميها السياسة الخبيثة..
والان هل تريد ان تسأل: هل كثير على هذا الشعب المسكين ان يسمع او يقرأ ان احد مسؤوليه سيودع السجن لانه اختلس اموال الناس.. ولهذا أتمنى وأنت تتابع صولات حنان الفتلاوي ضد الجميع.. ان تلاحظ عزيزي القارئ الخبر الذي نشرته الصحف الإسبانية والذي يقول إن ابنة ملك اسبانيا ربما تتعرض للسجن 11 عاما.. واريد منك ان لا يذهب بك الخيال بعيدا فتتصور ان الاميرة متهمة باطلاق صواريخ على منازل المواطنين، او انها قامت باستعراض عسكري في احد احياء مدريد تحت سمع وبصر الحكومة، وربما تقول انها سرقت اموال الحصة التموينية اسوة بالمواطن البريطاني فلاح السوداني، او انها اهدرت على كهرباء إسبانيا 32 مليار دولار، من ضمنها المليار الذي يتمتع به المواطن الامريكي ايهم السامرائي.. لاتفرح جريمة هذه المراة انها لم تقدم كشفا حقيقيا الى دائرة الضرائب.. وانها، وهذا الاخطر في نظر القضاء الاسباني، سهلت لزوجها الحصول على مناقصات وعقود تجارية.
وستسأل لماذا لا نقرأ مثل هذه الاخبار على واجهات صحفنا، لان تلك الشعوب، زعيمها الحقيقي ليس الرجل الجالس على الكرسي، وإنما القانون الذي يعلم الجميع ساسة ومسؤولين ومواطنين ما هي واجباتهم، وأين تنتهي حقوقهم؟
والآن، هل انت مُصرّ على معرفة الفرق بين ديمقراطيتنا العرجاء وديمقراطيات دول المؤسسات.. هل تريد ان تعرف الفرق بين الأميرة الاسبانية والنائبة "ام حاتم"؟ فاسمح لي أن أورد لك ما سيقدمه "سدنة" برلماننا الموقر لأهالي مدن الصفيح وضحايا العمليات الإرهابية، فقد أعدوا لهم خطة متكاملة لإشاعة الفوضى والخراب.
ورطة وزير العدل
[post-views]
نشر في: 8 يناير, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 4
Abu Heba
للأسف لم اجد شعبا في العالم مثل شعب العراق ذليل قبل الاهانة ويخاف السلطان ويخاف ان يخسر وظيفته وأهلنا في الأنبار يعانون ويهجرون من كذبة خلقها الهالكي داعش والقاعدة لا توجد هاتان اللقطان في الأنبار او الفلوجة ، عندما اقدم الهالكي والقوات القذرة لسو
جعفر حسين
اتمنى ان يتم القاء القبض على أكثر من 95% من السياسيين وأعدام غالبيتم وأتمنى ان يتم القاء القبض وأعدام الكثير الكثير جدا جدا من الصحفيين المرتزقة من أمثال ... لك الخيار أيها الكاتب النزيه والوطني جدا جدا جدا !!
محمد سعيد العضب
نحن ياخي الكاتب حسبما تثبت الاحداث والوقائع والحجج الدامغه نعيش ليس في دوله مترهله من اعلاها الي اسفلها لا راعي فيها, بل تحول رعاتها الي حراميها فحسب, بل يبدو اننا تعيش في حديقه حيوان ليس بلد راقي متقدم نظيفه ومنظمه , بل بحديقه حيوان دوله وسل
د.سمير
تحية لقلمك الذي يفضح هؤلاء الساسة اللذين يحكون والذين وصلوا الى السلطة في غفلة من الزمن . أقول ان صدام تمت محاكمته على واقعة تم اختيارها بدقة لانها كانت تمثل مذهب معين ودفعوا بسبب محاولة أغتيال رئيس الدولة عدد كبير من الأبرياء. ومن ناحية منطقية وقانونية ا