أتابع ما يكتبه القراء الأعزاء من تعليقات على عمودي مجرد كلام، واحترم كل ما يكتب، لكني اجد في بعض تعليقات القراء الحكاية خير تجسيد لما يحاول بعض القراء فعله بكتاب الأعمدة حين يعلقون على مقالاتهم بأسلوب ليس فيه لباقة او تهذيب او حتى ثقافة حوار حقيقية تدفع الكاتب الى محاورتهم للوصول الى قناعة او اتفاق او حتى طرح وجهات نظر مختلفة دون ان يفسد ذلك أسلوب الحوار الحضاري.. ما يؤسف له ان وسائل التكنولوجيا الحديثة منحت كل من تمكن من استخدام الفيس بوك فرصة مهاجمة فلان او علان سواء من كتاب الصحف او أبناء الفيس بوك الذين يطرحون قضايا حيوية للنقاش والمؤسف اكثر انهم يمنحون انفسهم الحق للانتقاص من الآخرين وإلقاء التهم عليهم جزافا لتشويه صورهم في أعين قراءهم.. ولكن اذا كان من يتكلم مجنونا فربما يكون من يستمع او يقرأ عاقلا فيعمد الى تحليل الكلام وعندها يكتشف فيه شحنات من الحقد والضغينة او تصفية حسابات قديمة بأسلوب هجومي.. في مقالي السابق طرحت قضية توريط الجيش العراقي باستمرار من قبل زعماء العراق في حروب او نزاعات لا يستحق الدخول فيها لأنه جيش العراق وليس جيش القادة... وما زلت أقول ان دم الجنود العراقيين الذي يسيل الآن في أراض عراقية هو دين في رقبة المالكي سيفشل حتما في تسديده فكل شيء يمكن تعويضه الا أرواح الأبرياء..أردت ان يصل ندائي الى كل من يقرأ مقالي بضرورة سحب الجيش من محرقة يصر المالكي على إشعالها بتهديداته وصفقاته المشبوهة مع الوجوه المزيفة ممن نصبوا انفسهم زعماء لعشائر الأنبار بينما تغوص أيديهم في وحل العمالة والإرهاب بينما يحاول رجال الأنبار الحقيقيين ان يتجنبوا هذه المغامرة وان يحموا أهاليهم ومحافظتهم وبلادهم كلها من إرهاب داعش والقاعدة دون صفقات وجعجعة إعلامية..
كلامي هذا لا يأتي من فراغ فانا امرأة شاءت الصدف ان اشهد حدثين تاريخيين الأول في كربلاء مدينة طفولتي وشبابي حيث شهدت تفاصيل الانتفاضة الشعبانية وأسرارها الغريبة والثاني في الأنبار حيث تزوجت وأنجبت وعشت تفاصيل ما يسمى حاليا ثورة العشائر ويسميه بعض آخر حملة تحرير الأنبار من داعش والقاعدة... منزلي في بغداد الآن يحتضن ثمان عوائل نزحت من نار المواجهة المحتملة بين الجيش والعشائر وقصص تلك العوائل وما شهدوه من حقائق تمنحني الحق في التعبير عن معاناتهم وعن معاناة الجيش في مناطقهم لكن كلامي هذا لم يعجب احد القراء كما يبدو فالقى علي تلك التهمة الجاهزة التي تلصق ببساطة بكل من يتحدث باعتدال عن قضية تحتاج الى انحياز طائفي..لست طائفية ولن أكون شيعية او سنية يوما ما فانا عراقية ومسلمة ولا أتفلسف بل أقول ما اشهده بنفسي من حقائق ووقائع تاريخية سمحت لي ظروفي بالاقتراب منها... كما أقول لمن يحاول تكميم أفواه الكتاب غير الطائفيين او التهجم عليهم بأسلوب خال من الاحترام والتحضر والمنطقية ان يستغلوا الفيس بوك للمجاملات والتعليقات المرحة فقط ويتركوا صنعة الكتابة لأصحابها لأننا لا نملك سلاحا غير أقلامنا نحارب به التعصب والطائفية ونبلغ الحقائق للناس وسنبقى نخيلا باسقات في هذا المجال مهما تزايد حولنا طنين البعوض...
لست طائفية...
[post-views]
نشر في: 10 يناير, 2014: 09:01 م