ما الذي ستقولونه عني لو أني ناشدت المالكي اليوم أن يتنحى عن منصبه، او على الأقل ان يعلن بأنه لن يسعى لولاية ثالثة؟ أما سيكون جواب أغلبكم على الطريقة المصرية: يا بعدك؟ او ربما سيكون: من أنت حتى تتوقع من المالكي ان يستجيب لك؟ اطمئنوا فبحمد الله ما زلت امتلك عقلي واعرف ان ما بيني وبين الرجل لا يبيح لي مجرد التفكير بذلك. لسنا أصدقاء ولا أظن باني صاحب فضل عليه ليستحي مني. ثم اني لا امتلك سطوة أو قوة تهدد كرسيه، كأوباما مثلا، تجعله يخافني فيمتثل لطلبي.
ما دفعني لهذه الافتراضات هو طلب المالكي من عشائر الأنبار أن يخرجوا القاعدة من الفلوجة. هل ابقى المالكي خيطا من الود او التواصل بينه وبينهم كي يطيعوه؟ أمعقول ان صاحبنا لم يقرأ أو يسمع بقول من قال أن "لا رأي لمن لا يطاع"؟
قد لا يمر ببالكم اني بعد ان قرأت "منشدة" المالكي ضحكت رغم خوفي من المصائب التي أتوقعها بعد فض اعتصامات الأنبار بالقوة. ضحكت لانه ذكرني بيوم مررت به على فلكة "حجي منيشد" في منطقة الداخل بمدينة الثورة وسط السبعينات. كانت هناك خيمة ركبت حولها عدة مكبرات صوت وقد استلم الميكرفون الرفيق "ارحيّم البايسكلجي" وهو يلعلع: لتسمع إسرائيل بأننا ننذرها ان تنسحب من الضفة الغربية فورا والا فقد أعذر من أنذر! دمدمت عجوز بقربي: خايب اذكر الله يا "ارحيّم".
واضح ان المالكي يدرك جيدا بان مفتاح حل أزمة الاقتتال بيد عشائرها فخاطبهم. لم يكن مخطئا بذلك. لكن هل يعلم بأن مناشدة العشائر وانتخاءها لا يتم عن طريق البيانات والبلاغات والتهديدات من خلال القنوات الفضائية؟ لكل عشيرة قلب لا ينفتح بابه الا لمن يعرف كيف يطرقه بود وأمان وسلام.
العقل قبل الخبرة يقول ان من يشعر ان له حاجة عند عشيرة، او عند أي إنسان، فانه يستعين بوجوه لها حظوة عند تلك العشيرة و عند ذلك الإنسان لتعينه على قضاء حاجته. فهل كان المالكي فعلا واثقا بأن له حظوة عند عشائر الأنبار تجعلهم يستجيبون لطلبه بعد الذي حصل؟ أمن كل عقله يا ناس؟ ويلوم المادره بعلتي شمرها!
اذكر الله يا "ارحيّم"
[post-views]
نشر في: 13 يناير, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
هذه العشائر ياستاذ هاشم كانت مجاميع منهم البسيط ويريد بحسن نية ان تصلح الامور ومنهم الانتهازي الذي اراد ان يصعد على اكتاف المساكين من تلك العشائر ومنهم الخائن وهم كثر الذين باعوا شرفهم وضمائرهم للمختار ومنهم من ضحكت عليه السعودية وقطر وباقي حثالات العرب