الشمس في بلادي أجمل من سواها والظلام حتى الظلام هناك أجمل فهو يحتضن العراقهكذا بدأ الشاعر عمر السراي مقدم جلسة احتفالية السياب كلمته بمناسبة مرور 50عاماً على رحيله، وأيضا للاحتفال به حسب قرار اتحاد الأدباء والكتاب العرب الذي اختار عام 2014عاماً
الشمس في بلادي أجمل من سواها
والظلام
حتى الظلام هناك أجمل فهو يحتضن العراق
هكذا بدأ الشاعر عمر السراي مقدم جلسة احتفالية السياب كلمته بمناسبة مرور 50عاماً على رحيله، وأيضا للاحتفال به حسب قرار اتحاد الأدباء والكتاب العرب الذي اختار عام 2014عاماً للسياب،وطالب جميع الاتحادات العربية بإقامة احتفالات عن السياب وشعره وأثره الأدبي في أجيال الثقافة العربية .
وأضاف السراي :ـ
صباح الورد ، صباح الجمال ، صباح السنة الجديدة الذي تعلن بواباتها قلباً باسم شباك وفيقة ، وباسم بويب ، وباسم أنشودة المطر ، باسم حفار القلوب ، وباسم المومس العمياء ، نتمنى لكم سنة مدللة بالعطر .
وأنتم تفتتحون بواباتها بكل شوق وألق . أنتم بألف حب وسياب واحد . إنه واحد دائما يضيء العراق من قلبه . يسعدنا أن نبدأ عامنا الجديد باحتفالية عن بدر شاكر السياب الشاعر العربي وليس العراقي حسب . ذلك الشاعر نقل لنا الحياة عبر احترامه لأشكال جديدة في شعره ، عبر انتقاله إلى الحداثات ، عبر عالمه الذي نقله فوق كل جبل وروح ، عبر تنويماته لنا لنعيش الآن . عبر تمثاله الذي يشير إلى شط العرب ، وأنا أصر على أنه شط العراق وليس شط العرب . ونصرّ على أنه آخر الأحداث الشعرية التي تأتينا من كل حدب وصوب .
السياب ضمير الأمة العربي
ثم افتتح الناقد فاضل ثامر بكلمته البليغة عن السياب قال فيها :ـ
أهنئكم وكل العراقيين بالعام الجديد وأتمنى أن يكون عاماً سعيداً بالنجاحات .
إن احتفالنا بالسياب لن يكون عابراً هذه المرة بل سيكون معنا السياب في كل صغيرة وكبيرة من نشاطاتنا الأدبية . أشكر زميلي الشاعر عمر السراي على مفاجأته وتحضيراته لهذا الاحتفال لاسيما البوستر الذي نراه في القاعة الذي يعبّر عن مناسبة مرور 50 عاما على رحيل السياب كما يشير إلى عام 2014 الذي اختاره اتحاد الأدباء والكتاب العرب ليكون عاماً لشاعرنا الكبير السياب . لذا سنطلب من جميع فروعنا الإعداد لاحتفالية متواصلة عن السياب وأدبه . كما سنقيم مهرجاناً خاصاً للاحتفال به .
نحن لم ننس السياب أبدا لأنه جزء من الضمير الأدبي في أعناقنا ، هو والشاعرة الرائدة نازك الملائكة لأنهما اختطا طريقاً صعباً في الحداثة الشعرية العربية . واستطاعا أن يقدما انجازاً كبيراً للأجيال الشعرية اللاحقة. وكانت التجربة خلاصة مكابدة طويلة تطلع فيها السياب لتحقيق تجربة فريدة لم يحققها غيره هو والملائكة.
بدأ السياب رومانسياً ثم تطورت تجربته وتنوعت وتعمقت على نحو أكبر, كما قرأ التجارب العالمية وأفاد منها كثيرا . وهناك عوامل ذاتية وأخرى خارجية لها الدور في تكوين هذه التجربة الرائدة . عمل السياب بهدوء كبير وقدم خطوات مهمة تفاعلت مع ما تعلمه من التجربتين الأمريكية والإنكليزية بحكم إجادته للغة الإنكليزية .
كما استفاد من الموروث الصوفي والموروث المسيحي . كذلك تلقفت الأجيال اللاحقة هذه الإشارات وتعمل عليها لفتح آفاق جديدة , لاسيما القصيدة الستينية التي سعت لتطوير القصيدة الخمسينية, وقد أفلحت في ذلك .إن الشعرية العراقية مازالت بخير لأن وراءها شاعر مهم استطاع أن يتجاوز نفسه والآخرين ، ولم يقفل الباب على تجربته بل ظل يتفاعل باستمرار .
إن احتفالنا بالسياب اليوم هو اعتراف صريح بما حققه وجيله في مجال الحداثة الشعرية .
أخيراً نقول إن السياب تحول إلى جزء من النثر الداخلي الذي يمتص بشعيرات في كل تجربة إبداعية جيدة .ونسعى إلى أن تكون قصائدنا من أجل الإنسان وليس قصائد نخبوية أو مصلحية ضيقة ، بل قصيدة احتجاج وكشف للزيف .
ويعود السراي ليقول :ـ
بالأمس حين مررت بالمقهى سمعتك ياعراق وكانت دورة الأفلاك تكون في السماء هو وجه أمي في الظلام وهي المصلية العجوز ماتوشش على الحذام . سنستمر مع السياب في كل اللحظات لأنه يعيش في ضمائرنا .
وقال الدكتور جاسم محمد جسام :-
لم يكن السياب شاعراً عابرا في تاريخ القصيدة الحديثة بل كان نقطه تحول مهمة في الشعر العربي الحديث ، ومع أن السياب بدأ حياته الشعرية شاعرا رومانسياً إلا انه تحول في ما بعد بما اكتسب من ثقافة شعرية من قراءته للأدب الإنكليزي, تحول إلى مرحلة مهمة ومجددة في الشعر العربي ، حيث ذهبت الغالبية من النقاد إلى قصيدته ( هل كان حباً ) هي أول نص في الشكل الجديد، ترك أثره التجديدي على المستوى الشكلي والمضموني . وسأتناوله من محورين :-
المحور الأول
نتحدث هنا عن لغة السياب باعتباره رائداً من رواد الشعر الحر ، ترك أثره في التجديد الشكلي والمضموني .
إن اللغة الشعرية ليست صورة للأشياء أو لغة للأشياء أو عن الأشياء بل إن اللغة الاصطلاحية ذاتها مرتبطة بصورة ذهنية لا بالشيء في الخارج .