TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > الإنترنت تحت مراقبة الأجهزة الخاصة

الإنترنت تحت مراقبة الأجهزة الخاصة

نشر في: 14 يناير, 2014: 09:01 م

ليست الحكومات وحدها من يسرقنا، بل الشركات من أمثال غوغل والفيس بوك، الذين يتسللون إلى حياتنا الخاصة، فكيف يمكننا التخلص منهم؟وإن كانت هناك أمور كثيرة وأحداث قد يتذكرها العالم عن عام 2013، ولكنه بالتأكيد سيكون العام الذي قام فيه رجل شجاع (سنودن) نبهنا

ليست الحكومات وحدها من يسرقنا، بل الشركات من أمثال غوغل والفيس بوك، الذين يتسللون إلى حياتنا الخاصة، فكيف يمكننا التخلص منهم؟
وإن كانت هناك أمور كثيرة وأحداث قد يتذكرها العالم عن عام 2013، ولكنه بالتأكيد سيكون العام الذي قام فيه رجل شجاع (سنودن) نبهنا إلى خطورة ما تفعله بعض الحكومات بمراقبة الأجهزة التكنولوجية الحديثة، وتسجيل البيانات الخاصة بالمشتركين فيها ومراسلاتهم، ولم يكشف لنا سنودن مدى استفادة تلك الشركات، غوغل، ياهو، الفيس بوك.. الخ من تلك البيانات، والتجسس علينا ايضاً.
ونحن نعلم اليوم بالتأكيد ان كل ما يجرى على المواقع الإلكترونية، يتم تحت مراقبة دقيقة،
لقد ضحّى سنودن بنفسه وحريته من أجل إثارة انتباهنا إلى ما يدور في الخفاء، وتنبيه العالم، أن هذه التكنولوجيا، ليست بريئة تماماً.
ودرجة التطفل والتعدّي على حياتنا الخاصة كانت صادقة، حتى بالنسبة لخبراء التكنولوجيا كالأجهزة الأمنية والعسكرية، فهم في الوكالات التي يعملون فيها إنما يؤدون واجباتهم تحت سلطة القانون والديمقراطية (وهذه هي السياسة).
المأزق الديمقراطي
إننا نعرف أن الديمقراطية تمقت السرّية، لأن الناس لن تعرف بما يدور بعيداً عنهم وباسمهم، فكيف يمكن الموافقة على ما يجري، إن لم يعرفوا به؟!
وهناك بالمقابل عملياً، فلو حاول النظام الديمقراطي رفع النقاب عن السرّية، فان ذلك سيتم ضمن نطاق ضيق، كي لا يؤثر ذلك على قرارات اتخذت سراً من اجل حفظ الأمن مثلاً، ففي الولايات المتحدة يتم ذلك في قاعة سرية.
أما في بريطانيا، فهناك ما يطلق عليه "معلومات حول معلومات" أي أن ما يقال :إن ما تفعله "ناسا" و(GCHQ)، هي مجرد تقصي بعض المعلومات، ففي حالة الـ "آي فون" مثلاً، أو غيرها من الأجهزة الذكية، فيتم تسجيل رقم الهاتف، ومدى طول المكالمة، الموقع الجغرافي للهاتف في خلال المكالمة.
أما في حالة الـ"إي ميل"، فان المعلومات المأخوذة ستكون عنوان المرسل، وعنوان المرسل إليه، والمعلومات التي تضمنتها الرسالة والتاريخ والوقت أيضاً.
وهذه الأمور تبدو مخيفة، لأن الناس بشكل عام لا تعرف عنها شيئاً، وهي تكشف مثلاً كل ما قرأه الشخص على الموقع الإلكتروني، وأين كان الشخص الذي يستخدم الهاتف.
والأكثر من ذلك، ان كل تلك المراقبة للناس تتم بدون حصول تفويض إعلامي.
ومع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية "الحرب على الإرهاب" وتلك الستراتيجية السياسية، تطلبت السيطرة على قوى الحرب، أي مراقبة كل شخص على الأرض، والحرب على الإرهاب، سهّلت تلك المهمة لأمريكا وحلفائها، ولكنها في الوقت نفسه، أساءت إلى السياسة الخارجية لأمريكا، وأثارت عدة أسئلة حول مستقبل الإنترنت كنظام عالمي، وقد حققت "الحرب على الإرهاب" بعض النجاح في الأشهر التي تلت أحداث 11/9، ولكنها كقرار ساسي فقد أدت إلى كارثة ستظهر تأثيراتها على المدى الطويل.
إن ما سيحدث لاحقاً سيحقق ما تنبأ به كل من جورج أوريل وألدوس هكسلي، فأوريل قال ان نهايتنا ستكون من قبل تلك الأشياء التي نخافها، في حين ان نهايتنا ستكون من قبل أشياء نستمتع بها وتسعدنا، فكل تكنولوجية جديدة، تبدأ كشيء ساحر وخلاق، ولكنها تنتهي إلى سيطرة عدد من الشركات عليها، لتبني كل واحدة منها إمبراطورية صناعية منها، وهذا ما يقوله الباحث القانوني تيموثي وو. وكان (وو) قد تساءل "وماذا سيكون مستقبل الإنترنت، وهل يكون مختلفاً؟ واليوم قد يبدو الجواب بـ(لا)، وقبل ما كشفه سنودن، كان من الممكن ان نجيب بـ(نعم)، فشركات الإنترنت قد سيطرت على فعاليات وتحركات بلايين من الناشطين على المواقع الإلكترونية، وقد فعلت ذلك بناء على طلبات صدرت من شركات ووكالات مراقبة أجنبية، ولكنها بقيت في السر، بعيداً عن أولئك الذين يستخدمون تلك المواقع.
لقد قدمت لنا شركات الإنترنت خدمة (مجانية) براقة، وسمحت للآخرين بمراقبتنا، والحصول على البيانات الخاصة بنا كافة.
وفي اندفاعنا نحو الخدمة "المجانية"، فشلنا في كيفية ربطنا، والاتفاق الذي تم، على صورة "موافقة المستخدم"، يتضمن: "انك تستبدل شيئاً من خصوصيتك "على شكل معلومات شخصية" لخدمات رائعة مجانية، وهذا الأمر يتضمن: ان بعضاً من سرّيتك ستستبدل مقابل الخدمات المجانية التي تمنحها لك "غوغل، الفيس بوك، ياهو، سكايب والخ"، أي ان سرّيتك هي بضاعتك التي تتاجر بها، ولا يعني ذلك، ان المسؤولين عن المواقع الإلكترونية يقرؤون رسالتك الخاصة، بل إن من يقوم بتلك المهمة فهي ناسا، وفي عالم النتْ، فالشركات والأشباح يعرفون كلّ ما تقرأ، وكم استغرقت من الوقت على صفحة واحدة معينة.
والآن، ما الذي يمكن عمله؟
كل هذه الأمور انكشفت حديثاً- ويعود ذلك إلى شجاعة سنودن، ففي أقل من ثلاثة عقود، حولنا التكنولوجيا الحرّة إلى أخرى مسيطر عليها، والسؤال اليوم، هل يمكننا تحرير أنفسنا من هذه الفوضى، أم ان علينا ترويض أنفسنا لمستقبل مراقب بشكل كامل؟
إن الإنترنت بحاجة ونحن بحاجة إلى رقابة أجهزة برلمانية، وخبراء مستقلين، ونحن سنكون أيضاً بحاجة إلى تغييرات قانونية، وتغيير مفهوم "معلومات عن معلومات" ولا يمكن لأية دولة الاطلاع عليها إلاّ بتصريح ينص على ذلك، وجمع معلومات كثيرة عن شيء ما يجب إيقافه، وعلى شركات الإنترنت الحفاظ على سرية جميع المعلومات التي يضعها مستخدمو النت على مواقعهم الخاصة.
عن كتاب جون نوتون
(ما الذي تعرفه عن الإنترنت)
 عن: الأبزرفر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

القضاء ينقذ البرلمان من "الحرج": تمديد مجلس المفوضين يجنّب العراق الدخول بأزمة سياسية

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram