للتذكير فقط..كانت " المدى " المطبوع الوحيد الذي اعتبر إعادة انتخاب طارق الهاشمي مخالفة قانونية، ووقفت موقفاً صلباً دفع رئيس التحرير الى إقامة دعوى قضائية ضد الهاشمي حول استخدامه لمنصب نائب رئيس الجمهورية.. وكنا أول من طالب الإعلام بفضح المتلاعبين بالدستور، حين تم الإصرار على اختيار ثلاثة نواب لرئيس الجمهورية، وكتبت في هذا المكان بتاريخ 14/5/2011 أقول: "لا.. مرة ومرتان وثلاث وعشر لسلّة مجلس النواب الفاسدة"، لان دماء الشهداء الذين ناضلوا من اجل عراق جديد تساوي أكثر بكثير من المعروض علينا من بضاعة منتهية الصلاحية أطلق عليها "نواب رئيس الجهورية".
في ذلك الوقت كان نواب دولة القانون وقادتها مصرين على تمرير هذه السلّة الفاسدة من اجل الحصول على مزيد من المناصب والمكاسب.. بل إن احد ابرز قياديي دولة القانون اعتبر هذه المناصب تكليفاً شرعياً على الجميع الانصياع له، وعودة بالذاكرة إلى الفترة التالية بعد انتخاب المالكي رئيساً لمجلس للوزراء، سنجد كلاماً وردياً عن التوافق الوطني والشراكة السياسية، والتاريخ القريب لن ينسى القبلات والابتسامات والهمسات بين المالكي وطارق الهاشمي، ولن ينسى الأحضان التي كان يوزعها رئيس الوزراء على الجميع بمن فيهم العيساوي والمطلك، بل أتمنى عليكم جميعاً ان تبحثوا في موقع غوغل عن صورة القبلة الشهيرة التي طبعها المالكي على "خدود" عدنان الدليمي "، فما الذي حصل؟ هل أننا نحن الذين رفعنا الاجتثاث عن صالح المطلك ومنحناه منصب نائب رئيس الوزراء، او أننا من أرسل قاسم عطا ليعقد صفقة الصلح مع رافع العيساوي والتي رفضها الاخير، في الوقت الذي كتبنا ضد الهاشمي، كان عدد من الذين امتهنوا الصحافة " بالصدفة " يجلسون معه في نقابة الصحفيين ويتزاحمون على التقاط صورة تذكارية مع " فخامة " نائب رئيس الجمهورية.. اليوم يريد منا أصحاب صحف " خمسة بربع " ومعهم جوقة من مقاولي " تظاهرات بالروح بالدم " ان ننسى صراع المالكي المستميت وتقديمه التنازل تلو الآخر من اجل الحصول على كرسي رئاسة مجلس الوزراء، وان ننسى ان المسكين علي اللامي راح ضحية تصلبه في موضوعة الاجتثاث، ولم يخطر بباله يوما أن الذين أصرّ على اجتثاثهم سيجلسون في غرفة القيادة العامة للقوات المسلحة، وفي أروقة الحكومة يتقاسمون المنافع والغنائم مع رافعي شعارات الاجتثاث.
لماذا يريدون منا ان نصفق لحالة الإسهال التي أصابتهم فاخذوا يكتبون المعلقات عن القائد الذي سينقذ البلاد ويحررها من استعمار إياد علاوي. كتابات وأغانٍ وقصائد تصر على تحويل مؤسسات الدولة، الى حفلات " اهازيج " وهتافات وغسيل دماغ طائفي، جوقة من المنتفعين تبحث عن المزيد من العطايا، وتدعو الى ديمقراطية زائفة شعارها " كل الشعب وياك "، أنصاف كُتّاب وأشباه إعلاميين يصرون على ان زمان الوصل مع " القائد الضرورة " لم ينته أوانه بعد..إنهم أبناء ثقافة "20 مليون يبايعونك ياقائد الثورة".
تصوّر العراقيون أن مقولة "الشعراء جنود في المعركة" ستنتهي مع اول شهيد عراقي سقط في سبيل إقامة دولة ديمقراطية محترمة.. لكن الناس اكتشفت للاسف إن الآفة التي أصيب بها التغيير في العراق هم الأدعياء، والقافزون فوق سطح التغيير بمنتهى الخفة، ومشكلة هؤلاء أنهم يعتقدون أن الناس فقدت ذاكرتها ونسيت ماذا كان يعمل هؤلاء في حقبة "أم المعارك".
إن رحلة سريعة على متن "غوغل" أو الـ"ياهو"، من شأنها أن تأتي بالحقائق عارية مهما حاول البعض تغطيتها بتلال من المساحيق والحركات البهلوانية، وأظن أننا بحاجة ماسة للنبش في تاريخ هؤلاء، قبل أن نصحوا يوما لنجد الذين كانوا يمضون لياليهم وأيامهم في الهتاف لكل من يدفع اكثر، يريدون بلا خجل أن يوهمونا بأنهم قادوا التغيير بعد عام2003.
لمن يريد ان ينسى..!!
[post-views]
نشر في: 15 يناير, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو هبة / المهجر
اخي علي حسين المحترم ، هؤلاء الذين تتكلم عنهم لقد تقاسموا كعكة العراق ، بين احزابهم التي لا تملك اي برامج او اهداف بعيدة المدى، هدفهم الوحيد كيف يتقاسموا المناصب و المنافع ، بين مجموعة من اللصوص وعديموا القيم و الاخلاق ، ليقرؤا الساسة من دولة القانون و ا