TOP

جريدة المدى > مواقف > الخوف من أنفلونزا الخنازير يغلق المدارس في العراق

الخوف من أنفلونزا الخنازير يغلق المدارس في العراق

نشر في: 27 أكتوبر, 2009: 06:16 م

ترجمة : عمار كاظم محمد الخوف من فيروسH1N1 انفلونزا دفع تقريبا 2500 مدرسة إلى إغلاق أبوابها في أنحاء العراق كافة فيما دعاه بعض المسؤولين في وزارة الصحة برد الفعل العنيف أو الرعب. العديد من الآباء حبسوا أطفالهم في البيت ومنعوا ذهابهم إلى المدرسة أو يقومون بإرسالهم وهو يرتدون الكمامات الواقية .
وكان البعض منهم قد اشتكى من كون وزارة الصحة لم تزودهم بالمعلومات الكافية حول هذا المرض . يقول الدكتور جليل الشمري مدير عام صحة بغداد الكرخ « إن هذا هو أحد الآثار الجانبية للديمقراطية» واصفا معظم عمليات إغلاق المدارس بكونها غير قانونية . ومنذ شهر آب الماضي فإن هناك 51 حالة من الإصابات بمرض أنفلونزا الخنازير قد تم العثور عليها بين صفوف القوات الأمريكية في العراق وأبدى المسئوولون هنا مخاوفهم من أن الفيروس يمكن أن ينتشر إلى العراقيين في جميع أنحاء البلاد . وحتى الآن فإن العراق كان لديه 121 حالة مؤكدة من حالات الإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير وثلاث وفيات فقط مع عدم اعتبار الإصابات لدى أفراد الجيش الأمريكي طبقا لوزارة الصحة ومع ذلك فان الخوف هنا قد أخذ مكانه الخاص ساعد في ذلك العديد من المعلومات السيئة والارتياب العام . وقال الدكتور إحسان جعفر مدير عام مديرية الصحة العامة في بغداد « إن عدد الحالات في العراق هو رقم غير ملحوظ مقارنة مع الدول المجاورة حيث أن نسب العدوى فيها كان أعلى بكثير مما هو عليه الحال هنا وقد وصف عملية إغلاق المدارس خارج بغداد بكونه أمراً غير قانوني ملقيا باللوم على التصريحات غير المسؤولة والتي سببت تشوش الناس وخلق حالة من الرعب لديهم . واضاف الدكتور الشمري ان وزارة الصحة قد قامت بتركيب اجهزة فاحص ضوئي حراري في المطار لاكتشاف المصابين بالحمى من القادمين الى البلاد والكشوفات الأخيرة للنواسخ الضوئية لم تطلق أية اشارة بخصوص هذا الموضوع مؤخرا فهم لن يوقفوك لأنه ليس لديك حمى على حد قوله . المدارس في العراق تمثل بيئة خصبة للمرض بسبب الأعداد الكبيرة من التلاميذ وبسبب النقص الحاصل في عدد الأطباء والممرضات بالاضافة الى الشروط الصحية السيئة حيث الخدمات الصحية ليست متوفرة في أغلب المدارس « على حد قول صفاء نصيف داود مدير إحدى المدارس في منطقة العامرية في بغداد والذي حضر اجتماعا حاشدا للمسؤولين عن المدارس يوم الخميس الماضي وقد قامت مدرسته بطرد 17 تلميذا للاشتباه بكونهم يحملون اعراض الانفلونزا . ويضيف صفاء قائلا « ان المشكلة الرئيسية تكمن في أنه لا يوجد هناك خدمات او مستخدمون للتنظيف بما فيه الكفاية و أكثر المدارس تحتاج الى اعادة تأهيل واعادة بناء المرافق الصحية فالطريقة الوحيد لايقاف انتشار المرض يكمن في غسل الأيدي وتابع قائلا ان لجان الصحة الحكومية قد قدمت بمافيه الكفاية لتوعية الناس وازالة الخوف من فيروس H1N1 . تقول ألحان إبراهيم رمزي وهي مديرة مدرسة حضرت ذلك الاجتماع أن طلبة مدرستها لا يبتعدون مسافة كافية عن اقرانهم ولا يرتدون الأقنعة الواقية بسبب المرض . وفيما يتعلق بمدرسة الشبلية الابتدائية فقد تم اغلاقها يوم الأحد الماضي بعد التبليغ عن اصابتين من حالات انفلونزا الخنازير وكان معظم الآباء والمدرسين خائفون من المرض . يقول أبو مصطفى وهو أب لأربعة أطفال بانه حتى لو تمت اعادة فتح المدرسة فلن يرسل اطفاله اليها حتى يتأكد من المدرسة بنفسه . وتقول زهراء أحمد وهي طالبة في الصف السادس الابتدائي يقع بيتها قرب المدرسة أنها شعرت بالخوف والحزن منذ اغلاق المدرسة مضيفة بان والدها قد اعطاها في البداية قناعاً لكي ترتديه لكنه بعد ذلك منعها من الخروج بسبب الفيروس وهي تفتقد مدرسيها وصديقاتها في المدرسة على حد قولها . بالقرب من المكان كانت قسمة حمزة تعتني بحفيديها التوأمين والبالغ عمرهما تسعة اعوام بمساعدة أختها وداد . تقول قسمة انها تشعر بالملل من الاهتمام بالاطفال وانها محبطة بسبب قلة المعلومات حول هذه المرض من الهيئات الصحية أو المدارس . مضيفة أنه « يجب عليهم أن يعلنوا عن خطة بهذا الخصوص فنحن لا نعلم أي شيء فكيف سيأمن الناس ارسال اولادهم الى المدارس ؟ ، نحن نسكن جوار المدرسة وعلى الرغم من ذلك لم يطلعونا وقد ذهبت الى الحارس لأسأله عن موعد فتح المدرسة من جديد وقال لي انهم سيفتحونها يوم الأحد القادم لكنني لا استطيع أن اثق بكلامه اريد مسؤولي المدرسة أن يعلمونا بذلك «. وقالت قسمة حينما طرق المراسلان على بابهم انها اعتقدت بأنهم فريق طبي جاء لتلقيح أطفالنا وتضيف وداد اختها قائلة « حتى اذا اعلنت المدرسة بأنها أمينة لعودة الأطفال اليها فنحن لا نعرف ان كانوا صادقين أم يكذبون علينا « وعلى الرغم من أن منطقة العطيفية التي تسكن فيها هذه العائلة كانت بعيدا نوعا ما عن أحداث العنف الطائفي الذي هز البلاد فيما مضى لكن قسمة تقول بان السكان اصبح لديهم الآن ما يخافونه بسبب المرض حيث أن جيرانها واصدقاءها يبقون أطفالهم في البيت حتى مع بقاء المدارس مفتوحة . عن : هيرالد تربيون

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram