من بين ابسط حقوق المواطن على دولته، إن كانت لديه دولة، أن تضمن له ما يحمي إنسانيته. تزداد تلك الحقوق نوعاً وكماً في الدول الغنية خاصة تلك التي تدر عليها الأرض تلقائيا مليارات الدولارات، كما تفعل ارض العراق. لا فضل لحكومة او رئيس او مسؤول بما "تمطره" أرضنا من نفط يكفي لملء جيوب العراقيين بالخير من المهد الى اللحد. استغراب الشيخ زايد، الموثق بالصورة والصوت على اليوتيوب، وعرضته عليكم مرة هنا، وقسمُهُ بالله انه لا يعلم بان مواطناً إماراتياً واحداً يسكن بالإيجار، يجب ان يشهر بوجه أي مسؤول حكومي يدعي انه صاحب الفضل علينا. من صدام الى المالكي ومن أتى ويأتي قبلهما او بعدهما.
الذين عاشوا لاجئين منا في دول الغرب، وكثير منهم الآن في مراتب عليا بالسلطة، يعرفون جيدا ان تلك الدول لم تمنحهم قطع أراضٍ يبتلون ببنائها بل بيوتاً او شققاً عامرة دون ان يدفعوا فلسا واحدا للدولة. في بريطانيا التي عشت فيها ، يعرف العراقيون على الأقل ان محدودي الدخل، وليس الفقراء، سواء من أهل البلد او الأجانب الذي يقيمون به كلاجئين، تمنحهم الدولة مساكن تتحدد مساحتها وفق حجم العوائل المستفيدة. ورغم ان الإيجار رمزي، إلا ان الدولة تتكفل أيضا بدفعه. وفوق هذا وذاك من أصناف الدلال، تمنح بريطانيا هؤلاء المستفيدين حق شراء السكن الذي خصصته لهم بأسعار مخفضة جدا. في حكومتنا الحالية اعرف أسماء كثيرة استفادت من هذا الكرم الإنساني واشترت وباعت تلك البيوت محققة أرباحا كبيرة.
لم اسمع من أي عراقي او غير عراقي ببريطانيا انه تسلم سكنا بحفل بهيج يحضره رئيس الوزراء ليجير المنح لصالحه. مئات الألوف من تلك المساكن توزع على المحتاجين لها ولم يرد ذكر اسم رئيس الحكومة، ليمنّ على أي إنسان. أمر طبيعي جدا. فالبيوت ليست ملك رئيس الوزراء ليمنّ بها على الناس. ولو فعلها لأصبح مسخرة بحق، لأنه سيضع نفسه في موضع الذي وهب ما لا يملك.
هل فيكم أحد يدلني على الدافع الذي يجعل المالكي يذهب الى الناصرية اليوم لتوزيع أراضٍ على فقرائها وكأنه ورثها عن أبيه؟ الأرض أرضهم والأموال من نفطهم، فمن ذا الذي صيرهم فقراء ليكشخ برؤوسهم الحكام؟
من يستغل فقراء الشعب في بلد غني ليصبح حاتم طائي العصر ومختاره عليهم، يحتاج حقا دخول مصحٍ إنساني ليشفى من علة أعاذكم الله منها.
لا خلفة الله عليكم
[post-views]
نشر في: 18 يناير, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
والله كلما اردنا ان نبتعد عن ذكرى النظام السابق وطاغيته السفاح لايسمح لنا المختار بذلك كل يوم يخرج لنا ويذكرنا به فلا يختلف عنه بشىء وكانه من المعجبين به والمقلدين له اللا لعنة الله عليهما