اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > دكاكين لبيع البحوث والأطاريح الجامعية .. أسعارها تتراوح ما بين 50-75 ألف دينار

دكاكين لبيع البحوث والأطاريح الجامعية .. أسعارها تتراوح ما بين 50-75 ألف دينار

نشر في: 19 يناير, 2014: 09:01 م

" لدينا بحوث تخرج لجميع الاختصاصات " فيما  إعلان آخر يقول : " مستعدون لكتابة الأطاريح الجامعية "  ..ملصقات تنتشر    على واجهة معظم  مكاتب الطباعة في باب المعظم وشارع فلسطين ، .. هذه  الإعلانات  كانت دافعي للبحث عن ه

" لدينا بحوث تخرج لجميع الاختصاصات " فيما  إعلان آخر يقول : " مستعدون لكتابة الأطاريح الجامعية "  ..ملصقات تنتشر    على واجهة معظم  مكاتب الطباعة في باب المعظم وشارع فلسطين ، .. هذه  الإعلانات  كانت دافعي للبحث عن هذه الظاهرة التي ظهرت منذ سنوات لكنها تفشت في السنوات الأخيرة وانتشرت في معظم الجامعات والكليات  ظاهرة الاستعانة بكتاب للبحوث ورسائل الماجستير والدكتوراه ليست جديدة كما أخبرني طالب الدكتوراه  م.ص الذي ضحك عندما حاولت ان استفسر منه عن  حقيقة ما يجري قائلا : يبدو انك لا تعيش في العراق هل تريد من هؤلاء ان يكتبوا لك  أطروحات دكتوراه .. وأشار إلى الطلبة الجالسين في كافتيريا الجامعة ..انهم جاءوا إلى الكلية ليس رغبة في الدراسة وإنما المعدل هو الذي اختار لهم هذه  الكلية او تلك ولهذا تجدهم لا يملكون الرغبة في القراءة او متابعة البحوث وأضاف : أتمنى ان تختار من تشاء من الطلاب وتساله عن اخر كتاب قراه في اختصاصه وسوف تعرف اين وصل مستوى التعليم في العراق .. تركت الطالب لأذهب الى احد أصحاب محال الطباعة في باب المعظم لأعرف حكاية هذه الملصقات  .
 
جامعة باب المعظم 
منطقة باب المعظم التي تضم مجمعا لكليات جامعة بغداد تعد أكثر الأماكن التي تتوفر فيها المكتبات المتخصصة ببيع التقارير الفصلية وبحوث التخرج، والتي يطلق عليها البعض تندرا كلمة جامعة باب المعظم 
صاحب إحدى المكتبات أشار لـ( المدى ) أن سبب قيام بعض المكتبات ببيع البحوث للطلبة هو بسبب توافد الطلبة علينا لإعداد بحوث لهم .وإن بعض الاختصاصات والبحوث التي نعدها لا تقتصر على بحوث التخرج فحسب بل نعد أيضا التقارير الفصلية التي يطلبها الأساتذة من الطلبة ،ونحن ليس لدينا شخص معتمد لإعداد البحوث فقط ،ولكننا الآن اصبحنا نعتمد على الإنترنت ،وأسعار البحوث تتراوح حسب أهمية البحث ،فهنالك بحوث قيمتها 50 ألف دينار وأخرى 75 ألف دينار . 
وعن الأسباب التي تدفع الطالب إلى اللجوء لشراء البحوث بيّن صاحب المكتبة ان أغلب الطلبة لا يريدون أن يُتعبوا أنفسهم بالإعداد للبحث واستعارة المصادر لأنها حقيقة علمية وتتطلب جهد ا،وقد شخصنا ان المئات من الطلبة الدارسين حالياً ليس حضورهم لغرض الدراسة بل للنزهة ، لذلك يلجأون إلى شراء البحوث لكي يضمنوا الحصول على درجة جيدة ونيل الشهادة لكنهم لا يمتلكون أي وعي ثقافي بماهية الشهادة التي حصلوا عليها، وبالتالي أن هؤلاء يمثلون ورما سرطانيا داخل جسد الأسرة التعليمية بحسب قوله.
ظاهرة تواجه مستقبل البحث العلمي 
بكر سالم طالب تخرج العام الماضي من كلية القانون في بغداد يؤكد لـ( المدى ) أن ظاهرة شراء بحوث التخرج الجاهزة للاختصاصات العامة تعد من اخطر الظواهر التي تواجه مستقبل البحث العلمي في البلاد، و أنا اعتقد ان مطالبة طلبة البكالوريوس بإعداد البحوث تأتي لأجل تعويدهم وإعدادهم لمراحل متقدمة من البحث والدراسة ،وإن من واجب الأستاذ المشرف متابعة الطالب في هذا المجال وفي حالة تهاونه في دفع الطالب لشراء البحوث يعد الأستاذ مشاركا وخائنا للأمانة التي أوكلت إليه بحسب قول سالم الذي يرى ان تكليف الطلب ببحث التخرج يجب ان يكون في بداية العام الدراسي وان يتم تحديد عنوان دقيق للبحث وتحديد مصادره ويتابع إعداده على مراحل من قبل الأستاذ المشرف ،ليكون البحث متكاملا في نهاية العام الدراسي وان يكون الأستاذ جادا في متابعة الطالب وتذليل ما يواجهه من عقبات.
الأوضاع وتأثيراتها
الطالبة رنا نعمان معهد تقني في بغداد لها رأي آخر في هذا الموضوع هو أن مساعدة الأستاذ للطلبة بسبب الظروف الصعبة التي نعيشها، وهي التي تدفع بعض الأساتذة للتساهل مع الطلبة في هذا المجال ،ناهيك عما يعانيه الطالب من ظروف معيشية صعبة وعدم الوصول بشكل مبكر إلى المعهد بسبب الزخم المروري والعطل والوضع الأمني كذلك قلة المصادر بعد الحرق والسلب والنهب التي تعرضت له المكتبات ،وكذلك فان مراكز الإنترنيت في الجامعات ليست بمتناول الجميع ..وإزاء ما تقدم فأنا أقولها بصراحة ،لا يلام الطالب حين يعتمد على البحوث الجاهزة لأنها الدواء الوحيد المتوفر لدينا على حد وصف نعمان !
صداقة تربوية بين الطالب والمشرف
مها طالبة في كلية التربية للبنات جامعة بغداد أوضحت لـ( المدى )أنها واجهت صعوبة في كتابة بحث التخرج الذي يعد المشكلة الكبرى والمعقدة لي بحسب قولها، مبينة ان حكاية بحثي بدأت بعد شهر من مباشرتي في المرحلة الأخيرة من الدراسة الجامعية، التي من المفترض أن أقوم بكتابة بحثي فيها ،إذ قامت رئاسة القسم بتوزيع أسماء الطالبات على المشرفين وأنا وقع اختيارى على أستاذ لا يستجيب للطالب مطلقاً وهي من المسائل التي ليس لها حل أساساً ، مها تضيف أن اختيار موضوع كتابة البحث يتم تأجيله من قبل المشرف بين أسبوع وآخر، ولا يوجد تعاون بين الطالب المتخرج والمشرف أحياناً ،فأنا لا أعرف كتابة المتن والهوامش والمقدمة والخاتمة مما اضطرني لشراء بحث جاهز من إحدى المكتبات وعرضته على مشرفي ولحسن حظي فإن عنوانه مشابه للعنوان الذي كلفني به المشرف ، وطالبت مها الجهات ورئاسات الجامعات بالاهتمام في إيجاد صداقة حقيقية ما بين الطالب والأستاذ والمشرف أساسها الاهتمام في الجانب التربوي والعلمي .
الظاهرة بدأت منذ التسعينات
الدكتور عادل الحميري اختصاص الهندسة الكيماوية بيّن لـ(لمدى )أن ظاهرة بيع الرسائل والبحوث الجامعية والأطاريح بدأت بالظهور بنسبة 20% في مطلع التسعينات نتيجة الظروف المادية الصعبة التي عاشها العراقيون وبالأخص أساتذة الجامعات والكادر التدريسي لعموم العملية التربوية ، الحميرى أوضح أن تلك الأسباب دفعت بعض الأساتذة إلى كتابة بحوث التخرج والرسائل للطلبة ( مقابل أجور)، و ان هذه الظاهرة استفحلت في الفترة الحالية نتيجة التطور الحاصل في عالم الإنترنيت وعزوف الطلبة عن المشاركة في الندوات والمؤتمرات التي تقام في الكليات والمعاهد وتردد وخوف الطلبة من المشاركة في هذه المناسبات لأسباب عديدة ،من أهمها عدم قدرتهم على المشاركة في المناقشات وورشات العمل، وهذا الأمر يحصل تحديدا منذ المراحل الأولى في الدراسة الجامعية، وأساتذة الكليات والجامعات شخصت هذه الحالة وتقع المسؤولية الرئيسية على رؤساء الأقسام من خلال متابعة الطلبة وتوزيعهم على شكل مجاميع للتعلم في كيفية كتابة البحث والمشاركة في الندوات، وقد تكون الكليات والدراسات الإنسانية هي الأكثر رواجا في هذه الحالة من خلال اعتماد الطلبة على شراء البحوث الجاهزة كون الكليات العلمية وخصوصاً الهندسية والطبية على تماس مباشر مع المختبرات أو العمل الميداني .
الظاهرة ليست في العراق فقط
الدكتور سعد محمد أوضح لـ( المدى ) أن كتابة بحوث التخرج مقابل ثمن أو الاستنساخ عبر الإنترنيت سببها ودافعها الحصول على الدرجة العلمية مما تساعده في الحصول على وظيفة وهو فاقد للكفاءة التي تحتاجها الوظيفة التي شغلها وهنا مربط الفرس، ويضيف: تتقدم على الكفاءة معايير أخرى هي الواسطة والمحسوبية ،وهذا ما يجعل لتجارة الشهادات سوقاً رائجاً في العراق ،وأشار محمد إلى معلومة هامة ان هذه الظاهرة ليست في العراق فقط بل موجودة في العديد من البلدان العربية، خصوصاً تلك الجامعات التي تمنح الألقاب العلمية وهي على علم بأن الشهادة التي ستمنح للطالب قد كتبت من قبل شخص له شأن كبير فى كتابة البحوث والرسائل الجامعية وحتى شهادات الدكتوراه ،مؤكدا حصول البعض من المسؤولين في العراق على شهادات الدكتوراه ( وقد تحفّظ على ذكر الأسماء ) كون المقربين والمختصين على علم بذلك ،إن خطورة ما يحدث لا تكمن فقط في كونه انتهاكا علنيا وإنما هو نوع خطير من أنواع الفساد، محمد بين ان وزارة التعليم تخطو خطوات مقبولة للحد من هذه الظواهر التي تحصل بسبب التراكمات و الإهمال الذي أصاب مجال التعليم لعشرات السنين .
التشخيص الدقيق للبحث
لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي راي اخر في هذه الظاهرة فعند سؤالنا لمدير إعلام الوزارة قاسم محمد أوضح لـ( المدى ) في اتصال هاتفي أجرته معه أن الوزارة تعد هذه الظاهرة سلبية ،وبالفعل هناك تشخيص من قبل الوزارة والجامعات والكليات، والبحث المقدم هو جزء من متطلبات النجاح ،محمد أضاف أن واجب التدريسي وأساتذة الاختصاص هو التشخيص الدقيق للبحث ومعرفة إن كان من مصادر حقيقية أو تمت الاستفادة من الإنترنيت ،أو معرفة مصادر البحث وإمكانية كتابة الطالب وقدرته على كتابة البحث ،ولهذه الأسباب اتخذت الوزارة أساليب جديدة يتم من خلالها تعريف الطالب على كتابة البحث وإيجاد المصادر ومشاركته في الندوات التي تقيمها الأقسام ،كذلك الاستفادة من التدريب العملي ،مؤكداً أن للأستاذ دور مهم للحد من ظاهرة شراء البحوث الجاهزة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. مصطفى جبار

    بحثي بعنوان حرب الثلاثين عاما في اوربا

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram