TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > صواب البغيرك شدخ

صواب البغيرك شدخ

نشر في: 19 يناير, 2014: 09:01 م

أقل التقديرات تقول إن بغداد فقدت مساء السبت الفائت 26 قتيلاً مع 58 جريحاً. هذا ونحن "منتصرون" على داعش والقاعدة في الانبار كما يقول القائد. ل. يا له من نصر ساحق اهتزت له أبواب سجن الطوبجي فانفتحت بقدرة قادر ليفر منه السجناء كي لا تفوتهم الفرحة بمشاركة المحتفلين باقتحام مول المنصور. سبحان الله.
لم اسمع بموت لا يحزن غير موت الطغاة. أما قتل الناس الأبرياء فلا يتجاوز الحزن عليه الا من كان له قلب أو ضمير من نوع آخر. قطعا أنها قلوب لنوع من البشر لا يحزن حتى لو قتل أبناؤه بين يديه. هل صادفكم مثل هذا النوع؟ أسمعتم بإنسان قتل له 26 من أبنائه أو إخوانه أو أخواته او بناته وجرح منهم 58، ثم لا يذرف دمعة واحدة عليهم؟ وما رأيكم لو انه يأنف حتى من أن ينصب لهم مجلس عزاء كما يفعل الناس الأسوياء عندما تحل بهم مثل هذا المصائب؟ حتما تظنون ان كلامي هذا ضرب من الخيال الجامح لا غير.
حسنا، لأزيدكم من هذا الذي تحسبونه خيالا لأسألكم: وماذا ستقولون عن الشخص ذاته لو انه لم يكتف بكل ما فعله ببرودة أعصاب يحسد عليها بل بعث ببطاقة تهنئة لأناس خارج حدود وطنه ليهنئهم بعرسهم؟
صباح امس الأحد، الذي أعقب مساء السبت البغدادي الدامي من النهضة الى حي العدل الى العطيفية والمنصور والطوبجي، حرمت على نفسي متابعة أي خبر غير رصد ما الذي سيقوله رئيس الحكومة للعراقيين. تعيشون. لم اجد أثراً لبيان تعزية منه لأهلها. ولا دمعة "خضراء" من عينيه ولو من باب المجاملة كما يفعل الجار لو حل بجاره عشر معشار ما حلّ بأهل بغداد مساء أول أمس. تجاوز كل هذا وكأن الذي حصل في بلد آخر لا يهمه لو احترق هو ومن فيه، فبعث ببرقية تهنئة للحكومة المصرية: "أعرب باسمي ونيابة عن الحكومة العراقية عن التهاني الحارة للشعب المصري الشقيق والقيادة المصرية بنجاح الاستفتاء على الدستور المصري الجديد".
لو كان في القتلى ولده، هل سيفعلها، أم ان "صواب البغيرك شدخ"؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. ابو سباهي

    لو ناديت حيا.

  2. بغدادية

    استاذي العزيز اتمنى من كل قلبي ان تترك التحدث عن شخص بعينه... والا ستحرمني من قراءت مقالاتك

  3. حيدر الخيون

    تحياتنا استاذ العقابي بختصار لقد ابتلي العراق بحكام اخبياء منذ تاسيسه فمن ملك اثول الى رئيس وزاء احول

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram