TOP

جريدة المدى > مسرح > "أيام سعيدة".. في تصوير بيكيت الموحش للتجربة الإنسانية

"أيام سعيدة".. في تصوير بيكيت الموحش للتجربة الإنسانية

نشر في: 20 يناير, 2014: 09:01 م

تُعرض مسرحية " أيام سعيدة Happy Days " لصمويل بيكيت، الحائز على جائزة نوبل، على مسرح يونغ فِك Young Vic  بلندن في الفترة 23 كانون الثاني ــ 22 شباط 2014.  وهي مرآة تتّسم بالمرح للمرونة البشرية على درجة عالية من القوة و الإقناع مثلما كانت حا

تُعرض مسرحية " أيام سعيدة Happy Days " لصمويل بيكيت، الحائز على جائزة نوبل، على مسرح يونغ فِك Young Vic  بلندن في الفترة 23 كانون الثاني ــ 22 شباط 2014.  وهي مرآة تتّسم بالمرح للمرونة البشرية على درجة عالية من القوة و الإقناع مثلما كانت حالها يومَ كتبت للمرة الأولى عام 1961.
و تقوم ممثلة المسرح والسينما المحبوبة جوليت ستيفنسون بظهورها الأول هنا على مسرح يونغ فِك Young Vic بدور ويني Winnie في تحفة صمويل بيكيت الفنية الوجودية هذه. و هذه الدراما، التي أخرجتها ناتالي أبراهامي، تمثّل تعهداً بقدرتنا الإنسانية الفريدة على الأمل.
ففي " أيام سعيدة " تخيّل بيكيت واحدة من أكثر صور المسرح بقاءً في الذاكرة : و هي صورة امرأة متوسطة العمر تُدفن إلى خصرها في كومة كبيرة من الأرض. و كانت الحال بالنسبة لبطلته أن النهار و الليل ما عادا يعنيان شيئاً لها، و ساعات اليقظة و النوم يدلّ عليهما فقط رنين الجرس، و هكذا تواجه ويني Winnie يأسها الوجودي من التحولات و التسليات السخيفة، وتمايلات التفاؤل و تشظيات الذكريات. و تبقى مقاومتها العنيدة لليأس و الشعور بالخيبة قويةً كما هي حال الشيء الذي  يذكّر بالمرونة البشرية حين كُتبت المسرحية أول مرة عام 1961.
إن صمويل بيكيت ( 1906 ــ 1989 ) هو إحدى المواهب الدرامية الشامخة في القرن العشرين. و قد نال جائزة نوبل للأدب في عام 1969 ،و من بين مسرحياته العديدة " بانتظار غودو "، " الشريط الأخير لكراب "، " نهاية اللعبة و أنا ". و كان شخصية طليعية في مسرح اللامعقول و غالباً ما تُبرز مسرحياته شخصياتٍ في عالم عائم مجرد من المعنى. و يتّسم تصويره الموحش للتجربة الإنسانية في الغالب بدعابةٍ سوداء، و تأكيد على  الطبيعة السريالية لوجودنا في الحياة.
و تُعد الممثلة جوليت ستيفنسون، التي تقوم بالدور الرئيس هنا، واحدة من أروع ممثلي جيلها، بأدوارها الحاصلة على الجوائز في المسرح إضافة إلى الأداءات التي لا تنسى في السينما والتلفزيون. و قد التحقت جوليت بفرقة شكسبير الملكية عام 1978 و صعدت من الأدوار الثانوية إلى الرئيسة ــ و كان أداؤها دور أيزابيل في " الصاع بالصاعMeasure for Measure   "  " و دور كريسيدا في " ترويلوس و كريسيدا "، و هما لشكسبير، قد أكسبها الترشيح لجائزة أوليفر. و في عام 1990 حققت اختراقاً في السينما بتمثيلها دور نينا ( الذي كُتب خصيصاً لها ) في فيلم أنثوني مينغيلا، " عميقاً بجنون "، التي فازت عليه بجائزة الفيلم البريطاني و الترشيح لجائزة بافتا. و في السنة التالية فازت بجائزة أوليفر لأدائها دور بولينا في " الموت و الآنسة في البلاط الملكي ". كما قامت بأدوار أولى في العديد من المسرحيات، و رُشحت لجائزة بافتا على أدوارها المميزة في تمثيليات تلفزيونية.
أما المخرجة ناتاليا أبراهامي، فإنها أخرجت مسرحية " بعد الآنسة جولي " في عام 2012، وكانت مساعدة مخرج لبينديكت أندروز على إنتاجه " ثلاث أخوات " الفائز بجائزة. و أصبحت مخرجة مساعدة بمسرح يونغ فِك في ربيع عام 2013. و كانت في عام 2005 قد فازت بجائزة " جيمس منزيس ــ جِكينغ ترَست " للمخرجين الشباب لعملها في عدد من مسرحيات بيكيت. كما يتضمن نشاطها الفني الماضي أعمالاً مسرحية أخرى، مثل " امرأة في حب "، و" فانيا "، و " حلم ليلة صيف ".
 عن: yareah

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

السحب المطرية تستعد لاقتحام العراق والأنواء تحذّر

استدعاء قائد حشد الأنبار للتحقيق بالتسجيلات الصوتية المسربة

تقرير فرنسي يتحدث عن مصير الحشد الشعبي و"إصرار إيراني" مقابل رسالة ترامب

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته
مسرح

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته

فاتن حسين ناجي بين المسرح الوطني العراقي ومهرجان الهيئة العربية للمسرح في تونس ومسرح القاهرة التجريبي يجوب معاً مثال غازي مؤلفاً وعماد محمد مخرجاً ليقدموا صورة للحروب وماتضمره من تضادات وكايوسية تخلق أنساق الفوضوية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram