ضيّفت اللجنة الثقافية في نادي العلوية الدكتور كاظم المقدادي للحديث عن تاريخ الصحافة الساخرة وفن الكاريكاتير باعتباره من المهتمين في هذا المجال وبصفته رئيسا لصحيفة (الكاروك) التي ظهرت خلال سنوات التغيير وتوقفت بسبب مخاوف أمنية من قبل صاحب المطبعة والم
ضيّفت اللجنة الثقافية في نادي العلوية الدكتور كاظم المقدادي للحديث عن تاريخ الصحافة الساخرة وفن الكاريكاتير باعتباره من المهتمين في هذا المجال وبصفته رئيسا لصحيفة (الكاروك) التي ظهرت خلال سنوات التغيير وتوقفت بسبب مخاوف أمنية من قبل صاحب المطبعة والمحررين بحسب قول المقدادي، كما ضيفت الفنان والإعلامي عاصم جهاد الذي يجمع مابين الكتابة الساخرة وفن الكاريكاتير.. وقال المقدادي في معرض حديثة: ما يميز بين الفكاهة والسخرية هو الجانب الذي يجمع بين الضحك والسخرية بما يعد من أساليب المواجهة.. وهناك من يعتبر صاحب النكتة إنسانا عديم الشخصية بعكس المتجهم، وأنا أرى صاحب النكتة هو صاحب الشخصية لأن هذا النوع من الفن ليس تجريحاً وإنما هو عبارة عن نقد بليغ يعبر عن موضوعات كبيرة وعميقة، فالصحافة الساخرة في كل أنحاء العالم يسمونها ملح الطعام وهي صحافة شعبية تبحث عن الفضائح لكشف المستور، الصحافة الساخرة بدأت في الثلاثينات على يد نوري ثابت، فهو موهبة فنية وصحفية وفكاهية وأدبية ومن أوائل الصحفيين الذين وظفوا عبارات النقد والسخرية في المقالات الصحفية آنذاك، كان التاريخ يومها يشير إلى بداية العقد الثلاثيني من القرن الماضي، كان نوري ثابت يكتب بأحرف مستعارة للتغطية على مقالاته التي كانت تؤجج الحماسة والعزم في نفوس القراء، وكانت كتاباته تتميز بالأسلوب الساخر والنقد اللاذع، كتب نوري ثابت مقالاته بتوقيع أ.حبزبوز وهو اسم مختصر لشقي بغدادي اسمه أحمد حبزبز في جريدة البلاد، ومن رسومها الساخرة حمار يقف أمام مجلس النواب يبدو عليه آثار العمل والتعب وحبزبوز يقول له: لماذا لا تدخل؟ فيجيبه الحمار: في المجلس أناس كبار ومثقفون. يرد عليه حبزبوز: ادخل فهم جميعاً مثلك.. ولقد عزز نوري ثابت نجاحاته وشهرته عندما أصدر جريدته الفكاهية الرائعة حبزبوز. ولقد استمرت بالصدور سبعة أعوام متتالية وانطفأ صوتها الفكاهي ونبضها.. وكذلك ظهر ميخائيل تيسي الذي أصدر صحيفة كناس الشوارع وكانت صحيفة مرعبه وقوية جداً في عام 1925 كأول ظهور لرسم الكاريكاتير في العراق على اعتبار ان الجريدة كانت تضع رسما كاريكاتيريا ثابتا في أعلى صفحتها الأولى، يعبر بطرافة عن اسم الجريدة ، يظهر فيه شخص حافي القدمين، رث الثياب، يجول في شوارع المدينة رافعا مكنسته متأهبا لضرب كل من يأتي أمراً مخالفا للذوق والنظام والقانون على رأي صاحب الجريدة، وقد ذيل الرسم بتعليق محور عن بيت شعر يقول: من لم يمت بالسيف مات بضرب المكانس تنوعت الأسباب والموت واحد، والرسم موسوم في أسفله بتوقيع سريع وغامض.. وبدوره وصف الفنان والإعلامي عاصم جهاد فن الكاريكاتير بأنه كالموسيقى يحاول ان يستفز عقلية المتلقي لكنه محلياً واجه ظلما كبيرا وتحديات سياسية ولم يستطع ان يثبت جدارته إلا بعد عام 203 انتعش قليلاً لكنه سرعان ما تراجع بسبب ضغوط سياسية، وهو فن يختزل الكثير بخطوط بسيطة قد تشكل هاجساً مفزعاً لدى السياسي، وهنا تكمن أهمية الرسام في موهبته في هذه المدرسة، والكتابة الساخرة هي أيضاً جزء لا يتجزأ من هذا الفن الذي يصل إلى الناس من دون حواجز.
وفي مداخلة للشاعر محمد جبار حسن قال: الفن الساخر بحاجة إلى ثقافة قبول فليس السياسيون وحدهم يتطيرون من الصحافة الساخرة أو الكاريكاتير، أذكر حادثة أدت إلى مشكلة كبيرة في دار ثقافة الأطفال حين رسم الفنان علي المندلاوي صورا كاريكاتيرية لمنتسبي الدار عندها اعترض أحد الشعراء البارزين في العراق على حجم أنفه في الصورة وثار غضباً وقاطع الرسام.
وأوضح الأستاذ طه رشيد أن هذا النوع من الفن ينقسم إلى مرحلتين ما بين 68 و2003، فالرسوم كان معظمها يتضمن موضوعات اجتماعية، وبعد 2003 نشطت الصحافة الساخرة، لكن مشكلتنا تكمن في الصحافة الورقية التي تبدو ضعيفة في هذا المجال بعكس الصحافة الإلكترونية مثل الفيسبوك وغيره.