الفيسبوك أحد أحدث وسائل التواصل الاجتماعي، وكثيراً ما عثرنا على أصدقاء الطفولة أو الشباب أو حتى الكهولة عبر هذه الوسيلة.
ناس تبحث عنك وأنت تبحث عن ناس.
هذا مهم، رغم ما يمثله بعضهم، ممن تعثر عليهم، من خيبات أمل، لكن ثمة بعض منهم يمثل فرحاً حقيقياً وإضافة لحياتك.
لكن الأهم هو أن تدرك: صفحتك تمثلك.
ما تضعه على صفحتك، يا صديقي، يصل الآخرين وهم من يقدرون أهمية ما تنشره أو أهميته.. يتوقف الأمر على مضمون رسالتك مواطناً من سكنة هذا العالم، بغض النظر عن أصلك وفصلك ولونك ودينك ومذهبك.
الفيس بوك واحة ديمقراطية (هايد بارك) إلكترونية تتيح الحق للجميع في أن يعبّروا عن أنفسهم بأفضل الوسائل سلمية: الكلمات والصور.
لكن، لتتذكر: قد تحمل الكلمات، في مستواها الدوني، مضامين عنفية، طائفية، والصور رسائل عنصرية وحتى إرهابية!
ليس المطلوب منك أن تكون في أفضل حالاتك، أو بالصورة النموذجية التي تعتقد بأن الآخرين ينتظرونها منك (قد تكون صورتك النموذجية وبالاً عليك) ،لأن هذه الصورة نسبية: أنت تعتقدها نموذجية بينما يعتقدها آخرون عادية أو أقل من عادية، وربما غير مقبولة.
كن نفسك.. من المستحيل أن تشبه غيرك.
لا تبتئس إذا نشرت شيئاً لم يحصل على (إعجابات = LIKE) كما توقعت بينما حصل آخر على إعجابات كثيرة بالمادة نفسها التي نشرتها أنت، وقد يكون (هو) قد أخذها من صفحتك (Share)، وهكذا لا يتعلق الأمر بـ (بوستك( إنما بـ (نوعية) و (عدد) ذلك الآخر من الأصدقاء.
هل أنت من المشاهير؟
الشهرة نسبية أيضاً.. تختلف من زمان إلى آخر، ومن جمهور إلى ثانٍ، بل المكان أيضا يلعب دوراً في شهرتك.
دانييل رادكليف الصبي الذي جسد شخصية هاري بوتر في الفيلم المتسلسل الشهير غطت شهرته كل من سبقوه من نجوم هوليوود المشاهير وربما من معه في الفترة نفسها وقد يكون أشهر من نجوم المستقبل!
هذا كان زمان الشهرة، أما مكانها: مكان الشهرة يحدد الشهير. في المجتمعات المستقرة غيره في المجتمعات القلقة، المتوترة، لأن مزاج الجمهور يتدخل في رسم صورة النجم.
في أمريكا وأوروبا ثمة عناصر خارجية كثيرة لصياغة صورة النجم: الإعلام والمنتجون والتسويق والترويج والثمن مدفوع.
في عالمنا الثالث: النجم يكون ثالثاً.. لا يعرف أحد المخرج الكبير ساتيجايت راي، مثلاً، غير المختصين بالسينما.
في العراق: الأمر يلتبس كثيراً أو قليلاً. الفيسبوك العراقي يشبه العراق: طوائف وملل ونحل وشلل وتواطؤات وانتفاعات حتى من مجرد وضع (لايك= LIKE) على صفحة أحدهم.
ثمة صحفي لا يستطيع أن ينتقد رئيس تحرير حتى لو كان يعمل (الصحفي) في صحيفة أخرى.. السبب هو الحاجة (المبيتة) مستقبلاً.
(اللايك = LIKE) لا تعني موقفاً محدداً وواضحاً، يا صديقي، فما معنى أن تضعها على صورة شخص مريض أو ميت أو طفل يشحذ في شارع؟
غالباً ما تكون (اللايك) مثل قراءة فاتحة على روح مرحوم لا تعرفه يُشيّع في شارع عام.. اجعل الـ (لايك) في موضعه ليصبح موقفاً لا مجرد تواطؤاً أو استخذاءً.
الفيسبوك العراقي صورة العراق في حروبه وانحيازاته وتعصباته ،فالجميع حاضرون: الإرهابي وداعية الحرية.. البعثي والشيوعي والليبرالي والقومي والبين بين وعليك، يا صديقي أن تختار موقفاً.
المقلق، لي شخصياً على الأقل، ثمة شللية عراقية محلية تنظر إلى الخارج الثقافي بغضب.. بينما أعرف الكثير منهم يحلمون بالهجرة!.. مفارقة واقعية لا فيسبوكية مفترضة!
رسالة إلى صديق فيسبوكي
[post-views]
نشر في: 20 يناير, 2014: 09:01 م