برز اسمه وسطع نجمه بقوة خلال الأسبوع الماضي وتناقله الملايين من العراقيين ممن يتابعون أو لا يتابعون كرة القدم وذلك كونه تردد كثيراً على شاشات التلفزة وصفحات الصحف الرياضية وبين عامة الناس لما قدمه من مجهود سخي خلال المباريات الثلاث التي خاضها منتخبنا الأولمبي بكرة القدم وحفر اسمه بقوة على عناوينها وترك بصماته الجميلة بتسجيله أربعة أهداف جميلة ومهمة تكفلت بتأهل العراق إلى الدور ربع النهائي من بطولة آسيا تحت 22 عاما المقامة حالياً في سلطنة عُمان .
مروان حسين لم يكن طارئاً أو غريباً على تلك اللعبة بحكم ما يمتلكه من مقومات اللاعب الناجح الهداف الذي صفقت له جماهير الأبيض الزورائي عندما تلاعب بمدافعي الخصوم وسجل أهداف في غاية الروعة على مدى المواسم التي قضاها مع النوارس ليكون النورس الطائر المميز الذي ذاع صيته خلال أيام قلائل وهو يهز شباك المنتخبات السعودي والأوزبكي والصيني ، فقد أبى حسين إلا أن يترك أثراً على شباك تلك المنتخبات ويجعل العراق من شماله الى جنوبه يتغنى باسمه ، فهكذا هو العراقي الذي يصمم على أمر ما يحققه بإرادته التي لا تلين .
مروان حسين حقاً أنموذجاً للاعب العراقي الذي يسعى لأجل تحقيق الفوز للعراق ومنحه فاتورة التفوق وبطاقة التأهل إلى الأدوار النهائية من خلال أدائه الذي تميز به بمعية بقية زملائه في الفريق بعد أن نفذوا ما أملاه عليهم الحكيم شاكر الذي على ما يبدو انه يدخل على عقولهم محاولا توجيهها بالطريقة التي يراها مناسبة لتحقيق الفوز للعراق من مباراة إلى أخرى ، ومروان كان واحداً من اللاعبين الذين امتازوا بالهدوء والمهارة والإبداع والتفكير السليم خصوصاً داخل منطقة الصندوق للخصوم عندما تفنن بتسجيل الأهداف التي أثلجت قلوب الملايين من العراقيين الذين عانوا ما عانوه خلال الفترة الماضية من جفاء المهاجمين لهم ليعود مروان ويعيد المياه إلى مجاريها.
تساؤل مشروع: من أين أتى مروان، هل نزل من كوكب آخر؟ الجواب انه جاء من الدوري العراقي الممتاز الذي يضم العشرات مثل مروان لكن للأسف فهذا الدوري قد تلاشى وتناساه محبوه وأصبح في خبر كان بعد أن تم تأجيل منافساته إلى ما بعد بطولة آسيا ، لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تؤجل مباريات الدوري بمجرد أن 23 لاعبا تم استدعاؤهم لصفوف المنتخب الاولمبي، وهذا التخبط هو من أوصل كرتنا إلى ما هي عليه الآن بعد أن استقر ترتيب منتخبنا الوطني عند المركز 115 خلال آخر تصنيف لـ(فيفا) قبل أيام قلائل ، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يؤجل دوري يضم 16 فريقاً تتنافس من أجل الحصول على اللقب أسوة بجميع دول العالم الأخرى .
والدوري الذي أنجب مروان حسين قادر أن ينجب العديد مثله لاسيما إن هناك لاعبين مغمورين لم تسلط الأضواء عليهم ومن الممكن أن يكونوا بدلاء للاعبي الأمس يونس محمود ونشأت أكرم وهوار محمد وقصي منير وغيرهم من اللاعبين الذين أبدعوا وصنعوا لنا المجد ، ومن هنا قد لا يساورنا القلق بعد اليوم ولم نخف إطلاقاً طالما وجدنا البدائل الذين بإمكانهم أن ينسونا رعيل السفاح لنبدأ بفترة مروان ومهند وسيف ومهدي وضرغام وأمجد وعلي بهجت وعلي فائز ووليد وجلال الذين منحونا الثقة المفرطة في المطالبة بالانجازات ثانية بعد أن غادرناها لفترة طويلة.
مروان حسين أنموذجاً
[post-views]
نشر في: 20 يناير, 2014: 09:01 م