بعد أن اهتزت بغداد تحت وقع عدة انفجارات وأحداث أمنية خطيرة منها التعرض لسجن الأحداث في منطقة الطوبجي ومحاولة اقتحام المجمع التجاري في المنصور في ليلة السبت الفائتة، صار تكدس الشرطة والجيش في نقاط التفتيش وإمساك احدهم بجهاز (سونار) مشهدا كوميديا فالكل يعلم ان هذه الاجهزة تعجز عن اكتشاف المركبات المفخخة، كما ان السيطرات كلها وحتى جهاز امن وحراسة دار الاحداث (مخترقة) من قبل الارهابيين باعتراف السياسيين ومسؤولي الامن في الحكومة كما كان الحال مع كل السجون التي تعرضت لمحاولة فتحها وتهريب عناصر ارهابية منها من قبل ..ما الداعي اذن الى استمرار هذا القتل العمد والذي يجب اعتباره جريمة تحاسب عليها الجهات التي مازالت تسمح باستخدام الأجهزة الفاسدة للكشف عن المتفجرات ولماذا صمت السياسيون والاعلاميون عن فضح هذه الصفقة الفاسدة التي تتسبب يوميا بحصاد مئات الارواح البريئة، ثم يتلو ذلك انسداد مريع في الشوارع وازدحامات وتباطؤ في سير المركبات امام السيطرات بشكل يربك الجميع ويؤخرهم بهدف المرور امام (السونار) المزيف من جديد في مشهد يثير سخرية مريرة.
في السويد، اقدمت عمدة مدينة ستوكهولم التي تشغل ايضا مقعدا في البرلمان وترأس حزبا على ملء خزان سيارتها بالوقود واستقطاع الثمن من دفتر بطاقات حكومية.. كان ذلك سببا في وقوفها امام المحكمة وادانتها بتهمة الفساد واستغلال المال العام وخيانة الامانة ما دفعها الى الاستقالة من منصبها كعمدة للمدينة كما تم رفع عضويتها من البرلمان وتجميد مناصبها جميعا.. بهذه الطريقة يكافح السويديون الفساد ، بينما تعمل الحكومة او الاحزاب على تمرير اكثر الصفقات فسادا و(لفلفة) اكبر التهم التي طالت بعض المسؤولين باستغلال مناصبهم او الضلوع في عمليات فساد اداري ومالي او سياسي ولايهم ان كان ذلك تلاعبا بالمال العام او تضحية بالثروة البشرية التي تظل العنصر الاكثر انسحاقا تحت عجلة الفساد والتآمر والارهاب، وخلال تلك العمليات، لم نشهد يوما استقالة احد من منصبه او تقديم اعتذار للشعب المتضرر من الفساد فالتمسك بالمنصب اهم حتما من التمسك بالقيم والمبادئ الوطنية و(عصفور في اليد) خير من عشرة على الشجرة ..
يقول هنري وود ان بائع ضميره بالمال متاجر مع الشيطان ومن يقتل العراقيين لابد وان يكون قد باع ضميره للشيطان وقبض الثمن فقتل الانسان لأخيه الانسان افظع من ان يقدم عليه كائن يحتفظ ولو بنسبة ضئيلة من الضمير البشري.
في حياتنا مظاهر عديدة للغواية.. ومنذ صغرنا تستقبلنا الحياة بأذرع الغواية فيسقط منا من يسقط في حبائلها وينجو الآخرون بقوة ضمائرهم حتى لو خسروا الكثير ..كارثة اذن ان يصبح لفاقدي الضمائر وبائعيها والمتاجرين فيها يد طولى تئد الاطفال وتزيد من نسبة الارامل وتحصد ارواح الشباب اليانعة وتحرم عشرات الاسر من معيليها. وكارثة اكبر ان يكون للشيطان هذه القوة رغم ان قتل الابرياء لا ينتمي الى عناصر القوة بل ملامح الغدر وطعن الظهور في الظلام.. كارثة ايضا ان تظل الضمائر بضاعة معروضة للبيع فتشترى بالمال وتنفذ بوعي او بدون وعي منها جريمة قتل السلام.
صفقات مع الشيطان
[post-views]
نشر في: 20 يناير, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
هادي فوزي
أعتقد أن الأستاذة عدوية الهلالي تقصد بالفتلة والمجرمين واغادرين هم جرذان داعش الذين يحاولون السيطرة على العراق وقتل كل من يكفرونه من ( الروافض ) والشيعة باعتبارهم العدو الإول لهم فضلا عن قتل السنة من العراقيين الذين يختلفون معهم كما هو حاصل اليوم في الأنب