TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حارس البوابة الغربية

حارس البوابة الغربية

نشر في: 20 يناير, 2014: 09:01 م

استقرار الأوضاع الأمنية في العراق وباعتراف سياسيين  ومسؤولين، يحتاج الى جملة إجراءات في مقدمتها اعتماد مشروع حقيقي للمصالحة ، ومن يراهن على الخيار العسكري في معالجة تدهور الملف الأمني ، سيقع في  أخطاء كثيرة عواقبها وخيمة  ، ولاسيما ان هناك من يدفع صاحب القرار لخوض هذه المغامرة ، في وقت  تفاقم الخلاف بين الأطراف المشاركة في الحكومة ، حول الكثير من  الملفات العالقة ، في مقدمتها الاعتراض على إدارة الملف الأمني  وغياب مبدأ الشراكة في إدارة  الدولة .
الاحتلال الأميركي للعراق افرز عملية "سياسية هزيلة"  على حد تعبير مراقبين دوليين ،  ومراكز بحوث دولية معنية بالشأن العراقي فضلا عما تنشره صحف غربية ،  أكدت ان القوى العراقية  وعلى مدى اكثر من عشر سنوات،  لم تستطع ان تجد لها قواسم مشتركة تنقذ البلاد من الانحدار نحو منزلق خطير ، بفضل بروز نزعة الاستحواذ والهيمنة والتشبث بالسلطة بدعوى تمثيل الأغلبية ، وإلغاء مظلوميتها ، وعلى هذه الأكاذيب وغيرها ، ضاعت فرص بناء دولة مدنية ، وانشغل الجميع في تحقيق مكاسبهم على حساب مصالح العراقيين .
 في أجواء فوضى المشهد السياسي العراقي ، هناك من ادعى بانه  قادر على دحر الإرهاب ، وبسط الأمن ، فتقمص شخصية البطل ، واخذ على عاتقه  حراسة البوابة الغربية ، والشمالية والجنوبية ، بدعم أميركي ، ورغبة في جعل صحراء العراق مقبرة  للإرهابيين .
الباحثون عن البطولة ، من حكام المنطقة العربية ، يعتقدون  بان حمل لقب البطل يمر عبر  بوابة تحقيق انتصار عسكري ، سواء  بالقضاء على الانتفاضات الشعبية او خوض حرب مع دولة جارة  لعدة سنوات تنتهي  بقرار خارجي ، تصدره عادة الجهات التي  تقف وراء اندلاع الحرب .
من يبحث عن البطولة في وقت تشهد فيه الساحة الإقليمية  حروبا داخلية ،  سيصبح مثل "الأطرش بالزفة " لا يسمع ما يدور حوله ، ولا يعير اهتماما لقعقعة السلاح ، وكيف تحولت مدن صغيرة  في سوريا الى مكان لتجمع عناصر  جماعات متشددة ، توفرت لها حواضن لتنفذ مخطط إشاعة الدمار والخراب ، العراق اليوم مرشح لاستقبال السيناريو السوري ، والاحتمالات مفتوحة ، والحرب الداخلية بدأت تدق الأبواب  بقوة ، نتيجة اتساع الخلاف  بين الأطراف المشاركة في الحكومة ، وجعل الأزمات تتفاقم لتصل الى طريق مسدود ، والعملية السياسية  العرجاء بحسب الوصف الشائع  عنها ، لا تخلف الا الكوارث وحينذاك  لن تتوفر لحظة واحدة لإجراء إصلاحات ، وحتى إعلان الندم ، اما  وثائق الشرف وما تحمل من بنود لتحقيق السلم  الاجتماعي ،  فسينطبق عليها المثل الشعبي الشائع " من يقرا ومن يكتب " والأطرش بالزفة  يدعي تحقيق انتصارات على الأرض، وبات قريبا جدا من حمل لقب حارس البوابة الغربية .
يا جماعة الخير من السياسيين والمسؤولين العراق بحاجة الى "مواقفكم الوطنية "  اتركوا  الخلاف ان كنتم قادرين ، وتحملوا الأمانة  بحفظ امن شعبكم ، وهو بدوره سيمنحكم ثقته   وسيدلي بأصواته  لقوائمكم الانتخابية ، ومنها قائمة حارس البوابة الغربية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. الناصري

    ههههههههههههههههه.......مجرد ان قرأت العنوان وبدأت بالضحك عفوا ولكنه يشبه قول العراقيين قبل ثلاث عقود حارس البوابه الشرقيه .......ولكن شتان مابين الشرق والغرب

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram