TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > في الطريق الى دكتاتورية عسكرية

في الطريق الى دكتاتورية عسكرية

نشر في: 20 يناير, 2014: 09:01 م

أدعوك اليوم لقراءة تدوينة كتبها صديق شاعر وإعلامي معروف، ، على صفحته في الفيسبوك، استأذنه في نشرها لأنني وجدت فيها تلخيصاً لمأساتنا اليومية بما ترويه من واقعة حقيقية يتعرض لها كثير من المواطنين، لكنهم للاسف لا يملكون صفحات على الفيسبوك ليسردوا لنا تفاصيل ما يتعرضون له.. فقد كتب الصديق عبد الزهرة زكي:
"صباح اليوم في الطريق إلى العمل، تعرضت إلى اعتداء سخيف من قبل شرطة يعملون ضمن دورية مشتركة في شارع ابي نواس، شرطي نزق ساعده ضابطان أكثر نزقاً منه، وجميعهم بعمر أولادي، لم تكن لهم من مهمة يقومون بها سوى الإذلال والاعتداء وحتى رفع الأيدي في محاولة منهم لتطوير المشكلة إلى عراك تفاديته احتراما لنفسي في مكان عام، وما كان للأمر أن يمر بسلام بعد ساعة من الجدل والكلام السخيف والتهديد بالاعتقال.. في بلد كهذا لا يستطيع إنسان مثلي الاطمئنان، ليس على حياته حسب، وإنما حتى على كرامته... لا مجال سوى الكف عن كل شيء.. سأعتكف في بيتي، سأتوقف عن الكتابة نهائيا، سأنهي علاقتي بعملي.. سأنتظر الموت أو مغادرة البلد في أية فرصة".
وتحت تأثير الفضول الصحفي الذي يرفض أن يفارقني، تابعت تعليقات كثيرة على هذا الحادث، بالمقابل وجدت صمتا نيابيا وحكوميا على مثل هذه الانتهاكات جعلني أتساءل: ما الذي يمنع القائد العام للقوات المسلحة من أن يخرج إلى شوارع العاصمة ويرى ماذايفعل جنوده الأشاوس وكيف حولوا المدينة إلى غابة من السيطرات التي لا همّ لها سوى مضايقة الناس والتحرش بالنساء وفرض لغة التهديد والوعيد على كل من يعترض؟
والسؤال الأهم هل هناك من يحاسب الأجهزة الأمنية؟ أم أنها دولة وحدها؟ أسأل في إطار محاولة النظر في طريقة اهانة زميلي الإعلامي، فما بالك بمواطن بسيط لا يعمل في الإعلام، ماذا سيفعل حين يجد امامه اشاوس عمليات بغداد وهم يهددونه بالاعتقال تحت بند المادة 4 إرهاب؟
كل يوم ارى الناس وهي تنحشر في السيارات والكيات وعلى وجوهم امارات اليأس والإحباط، لا يملكون سوى الدعاء على من اقترح هذه الخطة الأمنية، رافعين أيديهم الى السماء طالبين من الله أن يكشف عنهم هذه الغمة التي أطلق عليها سهوا اسم "قيادة عمليات بغداد".
طبعا سأكون ساذجاً لو إني سألت عن الأموال التي أهدرت على قيادة عمليات بغداد، فالأرقام أكثر من قدرتي على الحساب، تضاف إليها السيارات المصفحة والحمايات ومخصصات سكن وخطورة وما بينهما من الأموال التي تصرف بدون وجه حق..
كبار قادة عمليات بغداد لم نر لهم سجلا حافلا في الملف الأمني، بل إن العديد منهم كانوا جزءا من منظومة أطلق عليها "جماعة كل شيء تحت السيطرة" فيما العبوات الناسفة وكواتم الصوت والمفخخات تطارد العراقيين في المدن والقرى والأقضية، البعض من هؤلاء جزء من ماكنة إعلامية دائما ما تفاجئ الناس بسيل من التصريحات والبيانات المتناقضة.
مشهد اهانة المواطن من قبل افراد السيطرات وقوات سوات أصبح عاديا، اشاهده كل يوم وأنا أفكّر في تاريخ طويل من القهر والإذلال والمحسوبية وشراء الذمم، تصورنا أنها امور غادرتنا إلى الأبد.. فوجدنا انفسنا امام قوات امنية تعلن قوتها ووجودها بمثل هذه الألاعيب التي لا تعبر عن كفاءة في تحقيق الأمن، بقدر ما هي اساليب متهالكة.. مهينة ومحبطة للمواطن..
يحدث هذا بينما تجار الوهم ومروجوا الخرافات الفاسدة يصرون على ان يبيعوا للناس فكرة تافهة مثل: "هذا الشعب لا يصلح معه الا قائد قوي يحكمه بقبضة عسكرية حديدية".
ووسط فوضى اغاني ام المعارك واهازيج شعراء المنازلة الكبرى ياتي السؤال مرارا: لماذا لايعلنها المالكي ديكتاتورية عسكرية؟ لان هناك اليوم الكثير من يرغب فيها.. والديكتاتورية تجد بيئتها الطبيعية بين الرغبة والتملق والانتهازية .
لماذا لا يخرج القائد العام للقوات المسلحة، ويعلن جمهوريته العسكرية، خصوصًا أن له هذه الايام جمهورًا ومتيمين وعشاقًا.. جمهور يعبر عن فرحته بتخوين الاخرين واتهامهم بالعمالة والارهاب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. أبو سعد

    لانريد ان نذهب بعيدا ولكن منذ تاسيس الدوله وتربتها خصبه لصناعه الدكتاتوريه أو الرمز في كل مراحلها وينطق المثل التالي علينا (أذا كان رب البيت على الدف نافرو فما بالك بالعيال!!)

  2. محمد

    السلام عليكم الكاتب العزيز ان المشكلة حسب وجهة نظري البسيطة هو ان سبب المشكلة هي الادارة اول ماتبداء في الدوائر الحكومية الى ماتوصل الى راس الدولة (بالمقانة مع دول اوربا المعاملة في وزاراتنا تاخذ اشهر واذا كتاب من وزارة الى اخرى تاخذ سنوات وبدون رقابة وحس

  3. ابو سجاد

    الم يعلنها المختار دكتاتورية لقد اعلنها منذ استلامه السلطة وكان اعلانه حين قال ماننطيها وقد نجح بالفعل حين وجد البيئة الخصبة لدكتاتوريته انا شخصيا اعمل في دائرة ملاكها الفعلي ثمانون موظفا اكثر من ثلثيها مع الدكتاتور والثلث الاخر نصفه ليس مع هذا وليس مع ذل

  4. الناصري

    السلام عليكم......اود ان اسأل الكاتب المحترم وظاهرا بالامكان ان نعده صاحب ذاكره حديده ....كم سيطره امنيه كانت موجوده في بغداد قبل الاحتلال الامريكي الايراني للعراق كم سيطره امنيه ؟؟؟؟ الاعلامي الجر لابد ان يكون منصف وعادل عندما يقارن بين وبين وبعدين على ق

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram