هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي. (المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخ
هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.
(المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عدة على اعتزالهم اللعب حتى أن قسماً منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.
زاوية (نجوم في الذاكرة) تستعرض في حلقتها 200 مسيرة لاعب فرق النفط والطلبة والقوة الجوية والزوراء الشرطة والمنتخبات الوطنية السابق احمد كاظم عصاد الذي وُلِد عام 1976 ولعب"90" مباراة دولية، والذي يعمل الآن مدرباً مساعداً في نادي الطلبة إذ سيجد فيها المتابع الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.
بدايـاته
بدأ اللاعب احمد كاظم مسيرته الرياضية متأثراً بمدافع منتخبنا الوطني السابق راضي شنيشل، حيث قاده هذا التأثر إلى الاتجاه للعب في خط الدفاع برغم أن مواصفاته الفنية والبدنية تساعده على اللعب في خطي الوسط والهجوم ، وقد كانت البداية مع الفرق الشعبية في مدينة الشعب في العاصمة بغداد ، إذ بدأ مستواه يتطور من مباراة إلى أخرى مما جعل ثقته تزداد يوماً بعد آخر بقدراته وتكبر طموحاته في الانضمام إلى احد فرق الفئات العمرية.
وبالفعل توجه اللاعب احمد كاظم للاختبار مع فريق الناشئين لنادي النفط حيث اكتشفه مدرب الفريق المذكور خالد مجيد الذي وجد فيه مواصفات جيدة قابلة للتطور وبعد ذلك لعب لفريق شباب النفط ثم أنضم للفريق الأول لنادي الطلبة في تسعينات القرن المنصرم حيث خاض معه أول مباراة في دوري الكبار ضد نادي بابل في موسم1994 ـ1995 لتكون بدايته جيدة، حيث قرر في الموسم التالي الانتقال إلى صفوف فريق القوة الجوية الذي مثله لموسمين متتاليين1995 ـ1996و1996 ـ1997 إذ أسهم في فوز الفرق المذكور في كل البطولات المحلية في الموسم الأخير معه ، كما تم اختياره في عام 1995 إلى صفوف المنتخب الوطني لأول مرة في حياته الرياضية، ليكون هذا الاختيار اعترافاً حقيقياً بقدراته كلاعب شاب ويعد بمثابة نقطة تحول كبيرة جداً في مسيرته الرياضية حيث شارك في العديد من البطولات المهمة مع منتخبنا الوطني ومنها تصفيات كاس العالم لأكثر من مرة وكذلك الدورة العربية التاسعة في الأردن عام1999 ونهائيات بطولة أمم آسيا في لبنان عام 2000، كما شارك في بطولةLG" ". كذلك شارك في أكثر من بطولة خليجية وبطولة غرب آسيا وغيرها.
التألق مع الزوراء
في بداية موسم1997- 1998 قرر اللاعب احمد كاظم الانتقال إلى صفوف فريق الزوراء، ليبدأ رحلة مهمة من التألق والإبداع والانجازات الكبيرة جداً، فضلاً عن اتساع جماهيريته في البلد حيث أسهم في فوز الزوراء ببطولتي الدوري والكأس والمثابرة لأكثر من موسم، فضلاً عن مساهمته في فوز الفريق المذكور ببطولة الصداقة التي جرت في الإمارات عام1999، كما لعب في الزوراء إلى جانب نجوم كبار أمثال احمد راضي وحيدر محمود وحسام فوزي وياسر عبد اللطيف وعصام حمد واحمد عبد الجبار وغيرهم حيث بقي اللاعب احمد كاظم يدافع عن ألوان فريق الزوراء حتى نهاية موسم 2000 ـ2001 لينضم إلى فريق الشرطة.
رحلته مع الشرطة
انتقل اللاعب احمد كاظم إلى صفوف فريق الشرطة قادماً من الزوراء مع نخبة من لاعبي الفريق المذكور أمثال احمد حسين والمرحوم عباس رحيم وعامر قاسم وغيرهم حيث لعب للفريق المذكور حتى نهاية موسم2002 ـ2003، ليبدأ عهداً جديداً مع الاحتراف الخارجي.
إذ كانت تجربته الأولى في الاحتراف في الدوري السوري وبالتحديد مع فريق الجيش السوري الذي قدّم معه مستوى رائع جداً وبعد ذلك توجه للاحتراف في الدوري الإيراني الذي يعد من أقوى الدوريات في المنطقة، إلا أنه مظلوم إعلامياً ، إذ احترف اللاعب احمد كاظم مع الفرق الإيرانية " باص والاستقلال وأستيل أذين" وكانت رحلته مثمرة جداً ومتميزة والدليل على ذلك تنافس الأندية الإيرانية الكبيرة عليه من أجل الظفر بتوقيعه للعب لصالحها، ولولا الإصابة التي تعرض لها في الدوري الإيراني عام2010 والتي أنهت مسيرته الاحترافية في الملاعب الإيرانية، ليعود مرة أخرى للعب في صفوف نادي الشرطة كونه الفريق الذي ذهب من بوابته نحو الاحتراف الخارجي.
العودة إلى النفط والاعتزال
بعد ذلك قرر اللاعب احمد كاظم العودة إلى نفس النادي الذي تعلم في صفوفه أبجديات اللعب المنظم ألا وهو نادي النفط، حيث لعب معه موسمين متتاليين كان آخرهما في الموسم الماضي، حيث خاض آخر مباراة له في دوري الكبار مع نادي النفط ضد نادي السليمانية ليعتزل بعدها بصمت ويتحول إلى التدريب، حيث الآن مدرباً مساعداً لزميله لاعب المنتخب الوطني السابق عبد الوهاب أبو الهيل في تدريب الفريق الأول لنادي الطلبة.
فبعد أن خسرته الكرة العراقية كلاعب مهم ومتميز، فأنها ربحته كمدرب شاب يمتلك الكثير من الطموحات والإمكانات التي يمكن أن تصنع منه مدرباً كبيراً في المستقبل القريب خصوصاً أنه يمتلك شخصية قوية ومحبوبة، فضلاً عن قدراته في اتخاذ القرار بالوقت المناسب وكذلك هو يمتلك عقلية كروية رائعة جداً وهذه العقلية شهد بها الكثير من المدربين الذين أشرفوا على تدريبه سواء في المنتخب أو الأندية الكبيرة، وكل هذه الأشياء مشفوعة بتاريخه الكروي المتميز مع الأندية الكبيرة أو مع المنتخبات الوطنية.
تميز نادر
يمتلك اللاعب احمد كاظم ميزة نادرة وتتمثل بلعبه للفرق الجماهيرية الأربعة في البلد وهي الطلبة والقوة الجوية والزوراء والشرطة، إذ أن تنقله بين هذه الفرق لم يكن للبحث عن الشهرة أو إثبات الذات كما يعتقد البعض أو كما قام بعض اللاعبين الآخرين وهم قلائل من الذين مثلوا جميع هذه الفرق، بل يعود إلى رغبة هذه الفرق في التعاقد معه، خصوصاً وأن بروزه قد تزامن مع البدايات الأولية لتطبيق نظام الاحتراف في الدوري العراقي، لذلك كانت هذه الفرق تمنحه أعلى المبالغ من أجل الحصول على توقيعه، وكان دائماً هو من يفرض شروطه على إدارات الأندية على العكس من الكثير من اللاعبين الآخرين.
أجمل مبارياته
خاض اللاعب احمد كاظم الكثير من المباريات الجميلة خلال مسيرته الرياضية إلا أنه يعتز كثيراً بمباراة منتخبنا الوطني ضد منتخب كازاخستان في تصفيات كأس العالم ٢٠٠٢ التي جرت في كازاخستان، كما يعتز بمباراة القوة الجوية والزوراء في موسم 1996 ـ1997 الذي أحرز فيه الجوية جميع الألقاب المحلية.
أعز أهدافه
برغم موقعه الدفاعي، إلا أن للاعب احمد كاظم نزعة هجومية وقدرات هائلة جداً في تنفيذ الضربات الحرة المباشرة بدقة متناهية والتي كثيراً ما سجل منها أهدافاً رائعة جداً حيث يعتز في هذا المجال بهدفين، الأول لفريق الشرطة في مرمى حارس نادي أربيل إبراهيم سالم، والثاني سجله لمنتخبنا الوطني في مرمى منتخب استونيا في بطولة الصداقة التي جرت في الإمارات من ضربة حرة مباشرة لم يراها الحارس إلا وهي داخل مرماه.
مميزاته
يمتلك اللاعب احمد كاظم الكثير من المميزات الرائعة وفي مقدمتها الذكاء الميداني الذي جعله يفرض نفسه بقوة داخل الساحة، كما يمتاز بالطول والقوة الجسمانية واللياقة البدنية العالية واللعب الجماعي وصناعة الفرص لزملائه ومواكبة المهاجمين من جانب الملعب في الكثير من الطلعات، كما يجيد الرقابة الفردية على المهاجمين، فضلاً عن قدراته المتميزة في تنفيذ الضربات الحرة المباشرة، ولولا الظلم الذي تعرض له على أثر المشكلة التي حصلت في مباريات خليجي"18" في الإمارات لاستمر احمد كاظم في صفوف المنتخب الوطني لسنوات أخرى، إلا أن جرأته في تشخيص المشكلة وعدم تنازله عن رأيه فيها أدى باتحاد الكرة السابق إلى حرمانه من اللعب مع المنتخب، في حين عفا عن زميليه رزاق فرحان وعماد محمد بعد أن قدما الاعتذار للاتحاد.
أبرز المدربين
عمو بابا، أكرم احمد سلمان، يحيى علوان، أنور جسام، عدنان حمد ، باسم قاسم ،صباح عبد الجليل ، رحيم حميد ، عصام الشيخ، سيد جليل ، فلاح عبد الزهرة، وياسين عمال وعبد الإله عبد الحميد ،نزار اشرف، أيوب أوديشو، عدنان درجال، سعدي توما، ناطق هاشم، حكيم شاكر وحسن فرحان.