خرجت مريم الريّس، المستشارة عند رئيس الحكومة، أمس بتصريح نفت فيه انها قالت أن عدد الإرهابين بالعراق يصل الى 500 ألف إرهابي. أنهت تصريحها بدعوة وسائل الإعلام الى "توخي الدقة في اخذ تصريحات المسؤولين"!
نفي الريّس واتهامها للإعلام، على نفس الرنة المعهودة من المالكي وجميع مستشاريه ومستشاراته ومقربيه ومقرباته، يخصمها المثل العراقي بقول "إلما يعرف يركص يكول الكاع عوجه". هؤلاء، وفي أكثر من مناسبة، قلنا لهم اننا، ومن أيام الابتدائية، تعلمنا درس "الكلمة ومعناها". ومع هذا يصرون على مخاطبتنا وكأننا بلا عقول. انهم يعاملون هذا الشعب على انه "غشيم" ويكفيه ان تدغدغ عواطفه الطائفية ثم قل له ما تشاء وسيصدقك. كتبنا في ذلك مرارا حتى بتنا في حيرة. ان تكلمنا قالوا لنا أنكم تتربصون بالمالكي ورهطه. وان سكتنا نخاف ان يفسروا سكوتنا بأنهم نجحوا في الضحك على عقولنا وذقوننا أيضا.
في نفيها تقول حضرة المستشارة ان مقدم أحد البرامج التلفزيونية سألها: "هل يعقل ان يكون العدد 11 ألف معتقل؟"، فكانت إجابتها "لماذا تستكثر هذا العدد، فمن الممكن ان يقف وراء أي عملية أكثر من الف شخص؟"! أليس من حق العاقل ان يسأل: وكم عملية إرهابية تحدث في العراق كل يوم؟ أما سيصل العدد، لو ضرب بألف، الى ملايين؟ وتكلك الأخت خلي الإعلام يتوخه الدقة والحذر وليس هي التي يجب ان تتوخاهما!
ثم، وبكل براءة وبساطة تؤكد بأنها قالت "من الممكن ان يكون العدد هائلاً جداً وقد يصل الى 500 ألف إرهابي". يعني هذا قولها وليس قول الإعلام. مع ذلك تقول ان: ""التصريح المنسوب لي هو أن هناك 500 ألف إرهابي يتواجدون في العراق ولم يتم إلقاء القبض عليهم، وهذا التصريح بكل تأكيد عارٍ عن الصحة". أين هو العري الصحي أو غير الصحي يا سيدتي؟ ومن هو العاري: العدد ام قضية إلقاء القبض عليهم؟ فالعدد أنت من جاء به وليس الإعلام. فهل تقصدين انهم مقبوض عليهم مثلا والإعلام قد طمس الحقيقة؟ فإن كانوا "مقبوضين"، فمن أين جاء هذا "الإسهال" الإرهابي اليومي؟ المسألة تحتاج مستشارا صحيا من الخضراء ليجيب. خوفي ان يكون هو الآخر "عاريا" عن الصحة!