TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > منظمة "اندهرنا "

منظمة "اندهرنا "

نشر في: 25 يناير, 2014: 09:01 م

 المصابون بخيبة الأمل من فشل العملية السياسية في العراق ، والمحبطون من إمكانية إقامة نظام ديمقراطي  يضمن التداول السلمي للسلطة طبقا لما نص عليه الدستور ، هؤلاء وغيرهم من الأيتام والأرامل فضلا عن المتضررين من العمليات الإرهابية ،  أمامهم فرصة  توحيد صفوفهم بالانضمام الى منظمة " اندهرنا"  ليكونوا عنصر ضغط على أصحاب القرار لإجبارهم على تلبية مطالبهم ، وفي حال تسويف المطالب ووضعها في  أدراج السلطتين التشريعية والتنفيذية بانتظار تشكيل اللجان ثم يكون مصيرها النسيان كبقية القضايا الأخرى ، تأخذ منظمة "اندهرنا" على عاتقها  تنظيم التظاهرات الاحتجاجية السلمية والاعتصامات  لحين اكتساب الحقوق وفرض الإرادة الشعبية،  وأعضاء المنظمة أعدادهم بالملايين تجمعهم قواسم مشتركة ، من أهمها وابرزها انهم تعرضوا لنوائب ومصائب الدهر ، فاصبح واحدهم "مدهوراً " ومنكوباً  لتجرعه معاناة مريرة على مدى عشرات السنين.
بعد العام 2003  شهدت الساحة العراقية إعلان  تشكيل  منظمات المجتمع المدني،  وأعدادها تقدر بالمئات ،  بعضها حافظ على استقلاليته ، ونشاطه بوصفه يمثل السلطة الخامسة ، وأخرى  ولدت من رحم أحزاب وقوى سياسية ، فضمنت الدعم والتمويل المالي ، وحصلت على مقرات فخمة ، وسيارات  ذات دفع رباعي ، وتمحور نشاطها "أي المنظمات  المتعافية " في حث  الناخبين على التصويت لقائمة محددة ، وإقامة المهرجانات  والفعاليات الفنية وتوزيع مكرمات المسؤول "أبو الزيج الهدل " بين الرعية في موسم قرب حلول موعد الانتخابات ، أما المنظمات الأخرى المعروفة  بنشاطها في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وتحقيق  العدالة الاجتماعية  وغيرها ذات السمعة الطيبة والهداف الواضحة ،  فظلت تعاني فقدان الدعم المالي فاعتمدت على الجهود الشخصية لأعضائها ، في تحقيق أهدافها ،  ففقدت حضورها وتأثيرها  لوجود منظمات ارتبطت بأحزاب متنفذة ألغت دور السلطة الخامسة  وتأثيرها في أصحاب القرار.
 الناشطون  في المنظمات  "المغضوب عليها" ، لطالما اعلنوا  عرقلة نشاطهم ، لأنه لا ينسجم مع توجهات " القيادة الحكيمة " المنشغلة بترتيب أوضاعها الداخلية  لضمان اكثر المقاعد في البرلمان المقبل ، والغريب في الأمر ان القادة الحكماء  رؤساء القوائم يعولون على " المدهورين"  في منح أصواتهم للمرشحين ، لتتكرر اللعبة  السابقة في ولادة جيل جديد من الساسة   يلتزمون بنهج أسلافهم في السعي للوصول الى السلطة، فتتعطل فرص إقامة الدولة ، ويبقى الاضطراب الأمني علامة فارقة للمشهد العراقي  بجهود "الحكماء"  وفضائياتهم  الحريصة على بث الأناشيد الوطنية بعد تنفيذ سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة،  تضيف  أسبوعياً مئات الأسماء الى قائمة "المدهورين"  .
 "منظمة اندهرنا " تتوفر لها بيئة مناسبة لإعلان تأسيسها ، لتزاول نشاطها في جميع المدن العراقية ، ويحق لأي شخص  تعرض لنوائب ومصائب الدهر الانضمام اليها بغض النظر عن قوميته  ومذهبه ، وشروط الانتماء لا تتطلب تقديم  بطاقتي السكن والتموينية ، وهوية الأحوال المدنية وشهادة الجنسية ، باستثناء شرط وحيد هو اطلاق صرخة" اويلاخ "  في وقت واحد يتفق عليها الأعضاء بوصفها شعار المنظمة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram