المصابون بخيبة الأمل من فشل العملية السياسية في العراق ، والمحبطون من إمكانية إقامة نظام ديمقراطي يضمن التداول السلمي للسلطة طبقا لما نص عليه الدستور ، هؤلاء وغيرهم من الأيتام والأرامل فضلا عن المتضررين من العمليات الإرهابية ، أمامهم فرصة توحيد صفوفهم بالانضمام الى منظمة " اندهرنا" ليكونوا عنصر ضغط على أصحاب القرار لإجبارهم على تلبية مطالبهم ، وفي حال تسويف المطالب ووضعها في أدراج السلطتين التشريعية والتنفيذية بانتظار تشكيل اللجان ثم يكون مصيرها النسيان كبقية القضايا الأخرى ، تأخذ منظمة "اندهرنا" على عاتقها تنظيم التظاهرات الاحتجاجية السلمية والاعتصامات لحين اكتساب الحقوق وفرض الإرادة الشعبية، وأعضاء المنظمة أعدادهم بالملايين تجمعهم قواسم مشتركة ، من أهمها وابرزها انهم تعرضوا لنوائب ومصائب الدهر ، فاصبح واحدهم "مدهوراً " ومنكوباً لتجرعه معاناة مريرة على مدى عشرات السنين.
بعد العام 2003 شهدت الساحة العراقية إعلان تشكيل منظمات المجتمع المدني، وأعدادها تقدر بالمئات ، بعضها حافظ على استقلاليته ، ونشاطه بوصفه يمثل السلطة الخامسة ، وأخرى ولدت من رحم أحزاب وقوى سياسية ، فضمنت الدعم والتمويل المالي ، وحصلت على مقرات فخمة ، وسيارات ذات دفع رباعي ، وتمحور نشاطها "أي المنظمات المتعافية " في حث الناخبين على التصويت لقائمة محددة ، وإقامة المهرجانات والفعاليات الفنية وتوزيع مكرمات المسؤول "أبو الزيج الهدل " بين الرعية في موسم قرب حلول موعد الانتخابات ، أما المنظمات الأخرى المعروفة بنشاطها في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وتحقيق العدالة الاجتماعية وغيرها ذات السمعة الطيبة والهداف الواضحة ، فظلت تعاني فقدان الدعم المالي فاعتمدت على الجهود الشخصية لأعضائها ، في تحقيق أهدافها ، ففقدت حضورها وتأثيرها لوجود منظمات ارتبطت بأحزاب متنفذة ألغت دور السلطة الخامسة وتأثيرها في أصحاب القرار.
الناشطون في المنظمات "المغضوب عليها" ، لطالما اعلنوا عرقلة نشاطهم ، لأنه لا ينسجم مع توجهات " القيادة الحكيمة " المنشغلة بترتيب أوضاعها الداخلية لضمان اكثر المقاعد في البرلمان المقبل ، والغريب في الأمر ان القادة الحكماء رؤساء القوائم يعولون على " المدهورين" في منح أصواتهم للمرشحين ، لتتكرر اللعبة السابقة في ولادة جيل جديد من الساسة يلتزمون بنهج أسلافهم في السعي للوصول الى السلطة، فتتعطل فرص إقامة الدولة ، ويبقى الاضطراب الأمني علامة فارقة للمشهد العراقي بجهود "الحكماء" وفضائياتهم الحريصة على بث الأناشيد الوطنية بعد تنفيذ سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة، تضيف أسبوعياً مئات الأسماء الى قائمة "المدهورين" .
"منظمة اندهرنا " تتوفر لها بيئة مناسبة لإعلان تأسيسها ، لتزاول نشاطها في جميع المدن العراقية ، ويحق لأي شخص تعرض لنوائب ومصائب الدهر الانضمام اليها بغض النظر عن قوميته ومذهبه ، وشروط الانتماء لا تتطلب تقديم بطاقتي السكن والتموينية ، وهوية الأحوال المدنية وشهادة الجنسية ، باستثناء شرط وحيد هو اطلاق صرخة" اويلاخ " في وقت واحد يتفق عليها الأعضاء بوصفها شعار المنظمة .
منظمة "اندهرنا "
[post-views]
نشر في: 25 يناير, 2014: 09:01 م