TOP

جريدة المدى > عام > إطلاقات ظالمة تنفي الثقافة العربية المعاصرة كتّاباً ونقاداً وقرّاءً

إطلاقات ظالمة تنفي الثقافة العربية المعاصرة كتّاباً ونقاداً وقرّاءً

نشر في: 26 يناير, 2014: 09:01 م

الحوار الثقافي (*) مع الشاعر اللبناني (الفرنسي) صلاح ستيتية (1929 - ؟) ينفتح هو الآخر على حوار ثقافي، أو أكثـر، لما صرح به هذا الشاعر بشأن قضايا متعددة، معقدة، وأحياناً تدعو للأسى، وهو يجادل المشهد الثقافي العربي، لغوياً وفكرياً، تاريخاً وراهناً، م

الحوار الثقافي (*) مع الشاعر اللبناني (الفرنسي) صلاح ستيتية (1929 - ؟) ينفتح هو الآخر على حوار ثقافي، أو أكثـر، لما صرح به هذا الشاعر بشأن قضايا متعددة، معقدة، وأحياناً تدعو للأسى، وهو يجادل المشهد الثقافي العربي، لغوياً وفكرياً، تاريخاً وراهناً، مع نظرة إلى المستقبل.
بؤرة الحوار تتمثل بموقف المثقف العربي من اللغة، لغته، الذي جاء بمجمله (الموقف) محافظاً، محنّطاً، يرفض التغيير استجابة لقطار التاريخ السريع الذي تجاوز الثقافة العربية ، إذ لقي المجددون العرب والمسلمون مصائر فاجعة بسبب خروجهم على الثبات اللغوي والفكري ،مثل الحلاج الذي قتل بسبب أفكاره (زندقته) واتهم أبو نواس بتهم شنيعة لأنه سار ضد التزمّت والازدواجية الأخلاقية لأمته، وكذا حصل لبشار بن برد.

لكن صاحب (حملة النار) يقع، أحياناً، في المطلقات والتعميمات عندما ينكر على المثقف العربي المعاصر جرأته الفكرية والفنية ويبدو لي أنه قليل المتابعة لما أقدم عليه كتاب ومفكرون وشعراء عرب من خطوات تجديدية مهمة، سواء على شكل حركات جماعية، أو فردية: حركة الترجمة والحوار الثقافي والعلمي بين المسلمين واليونان على أيام الخليفة المأمون، قديماً، وحركة الشعر الحديث التي انبثقت من العراق أواخر الأربعينات، حديثاً، ولم يشر أيضاً إلى محطات تنويرية مهمة في تراثنا العربي والإسلامي بدءاً بإخوان الصفا والمعتزلة مروراً بحركة التنوير التي قادها مفكرون مثل الطهطاوي والأفغاني ومحمد عبده ولم تنته عند سيد القمني الذي أوشك أن يفقد حياته إثر تهديدات الأصوليين. 

يدرك قارئ الحوار مع ستيتيه أن الرجل لم يكن على اطلاع مناسب بمستجدات الحركة الثقافية العربية المعاصرة وقد يكون اغترابه الفرنسي قد وضعه (داخل) ثقافة معينة استغرقته كشاعر (فرنسي) لا عربي على تماس وتفاعل مع ثقافته الأم وهو حر في اختيار (نوع) الثقافة التي يجدها أكثر استجابة لمشروعه الشعري واللغوي من غيرها حتى لو كانت ثقافة المنشأ والمنطلق، على ما في هذا الخيار من تعالٍ واضح ينظر إلى ثقافة أمته على أنها الثقافة الأدنى.
.. وإذ يقرّ صاحب (تعاكس الشجرة والصمت) بضرورة الانفتاح الثقافي واللجوء إلى (اللغة الأخرى) من منطلق أن اللغة العربية لا تستوعب التعبير عن تطور الإنسان العربي: "مع كامل احترامي للغة العربية، ولكن هي ليست على مستوى العالم الحاضر. لذلك أنا كشاعر: إما أن أخلق لغة داخل اللغة العربية، لكي أعبر عن تطور الإنسان العربي الذي أمثله، وإما أن ألتجئ إلى اللغة الأجنبية".
إن أحدث مثال يتوقف عنده ستيتيه (لغوياً) هو نجيب محفوظ الذي يأخذ عليه لغته المليئة بالأخطاء النحوية: (نجيب محفوظ لغته مليئة بالأخطاء إذا ما فكرنا بسيبويه – الحوار) .ولم يلتفت ستيتيه إلى أن لغة نجيب محفوظ الروائية جاءت في الكثير من فصولها السردية والحوارية بالعامية المصرية أو باللهجة البيضاء الوسطية. وعندما يدعو إلى الكتابة باللغة الأجنبية لم يشر إلى أي مثقف عربي معاصر يكتب بهذه اللغة، لا أمين معلوف ولا أدوارد سعيد – مثلاً لا حصراً – أو لم يذكر صاحب رواية (نجمة) لكاتب ياسين لو جاريناه بولعه في ذكر الكتاب العرب الذين كتبوا بلغة أجنبية منذ منتصف القرن الماضي كي نخفف عنه استغلاق الفكرة وأسرها له ضمن حقبة متقدمة نسبياً.
ينفي ستيتيه أي وجود للقارئ العربي وهو إطلاق آخر من إطلاقاته النقدية، وإذ نتفق معه بشأن تفشي الأمية وقيم التخلف في المجتمعات العربية المعاصر، وخضوع قطاعات واسعة في هذه المجتمعات لسطوة الدين (الدين السياسي والأصولي والمسلح) لكن المجتمعات الأوروبية المتقدمة التي تمكنت من القضاء على الأمية منذ زمن سحيق بقيت الثقافة فيها (الأنواع الأدبية والفنية موضوع الحوار) نخبوية رغم ازدهار صناعة الكتب والسينما والمسرح وسط سياقات اتصال اجتماعية حديثة وثورة معلومات مذهلة. 
يؤكد ستيتيه، بشكل صارم، عدم وجود قراء عرب، ولكن رغم تسليمنا بتفشي الأمية الأبجدية والثقافية في المجتمعات العربية المعاصرة، لا يمكن أن ننفي وجود قارئ عربي متابع لثقافات بلده وأمته والعالم، وثمة أسباب جوهرية لهذا المشهد المؤسي لم يشر إليها الشاعر المعروف: همجية الدولة الاستبدادية في مجتمعاتنا ومعاداتها للمعرفة والتجديد والجدل الفكري والفني مع ذاتها ومع العالم وعداؤها العلني والخفي للثقافة ومنتجاتها ومنتجيها: الكاتب والكتاب.
يقول في توصيف الحال: "الكاتب العربي الذي يكتب بلغة أجنبية ليس مضطرا إلى القيام بأشياء لا علاقة لها بالكتابة، كالالتزام بنظم سياسية أو بمعايير دينية. يضاف إلى ذلك أن الكاتب العربي ليس عنده دخل مادي، كما لا تقدم إلى الناشرين أية مساعدات. لا يوجد قراء في العالم العربي. القارئ عندنا هو الأكثر جهلا مقارنة مع قراء العالم".
لكن الحل، حسب ستيتيه، هو الخروج من أرض اللغة العربية إلى سماء اللغة الأجنبية (!) وقد فاته أن أعظم أدباء ومفكري العالم، عبر التاريخ، كتبوا بلغاتهم الأم: اليابانية والروسية والألمانية والإنكليزية والإسبانية وغيرها، ولم تقع روائعهم بين أيدي النقاد والقراء الأجانب إلا بفضل الترجمة. يقول: "الكاتب العربي الذي يكتب بلغة كبيرة كالإنكليزية أو الفرنسية والبرتغالية والإسبانية يمكنه أن يصل إلى القارئ بسرعة. الكاتب العربي يجب ان ينقل إلى اللغات الأخرى لكي يأخذ مساحة عالمية. ثمة كتّاب عرب كبار في كل اللغات ، الإسبانية والإنكليزية والفرنسية والألمانية، يعبرون عما يختلج في ضمير الإنسان العربي، وينقلون الصورة الحقيقية للأوطان العربية. إنهم سفراء اللغة العربية إلى العالم الخارجي".
لا ثقافة عربية، إذن، بانعدام الكاتب والقارئ العربيين = لا وجود لكتاب عربي (!) حسب ستيتيه، وهذا الغياب يؤدي بالضرورة إلى غياب النقاد العرب، وهنا يختار ستيتيه أسهل الحلول من دون التعمق في جوهر الأزمة الثقافية العربية أو – على الأقل – معرفتها كما يليق بمثقف مثله كي يتسنى له الحكم المناسب ومحاولة الكشف عن عوقها أو محدوديتها أو انكفائها، وهي أزمة تتجلى في غياب حرية التعبير وتدهور التعليم وتسييس الثقافة وحصارها ووضعها في خنادق متقابلة لتخوض حروب الأحزاب والأيديولوجيات المتصارعة، لا المتحاورة، ودفع المواطن العربي، بشتى السبل، بعيداً عن فرص التحقق الذاتي نفسياً واقتصادياً وتربوياً وبالتالي ثقافياً.
يقول ستيتية: ".. وإذا لم يكن هناك من قارئ، فليس هناك من كتاب. العالم الحديث معقد. وإذا ما أراد كاتب ان يكتب شيئا متحررا، ومطابقا للواقع المعقد، عليه أن يكتب بلغة الآخر التي تصبح لغته. عبر لغة الآخر وعبر الكتب العربية المترجمة إلى اللغات الأخرى يجد الكاتب العربي من يقرأه وينتقده فعلا. ليس في العالم العربي نقاد. النقد الموجود هو على مستوى مفهوم الإنسان العربي. النقد العربي الذي يكتب في الصحف والكتب نقد وصفي فقط".
يشير ستيتيه إلى أن القرآن أمر بـ "التملص من الشعر". "لا بل الحكم عليه. وهذا شيء غريب في أن يكون للشاعر تلك الأهمية في العالم العربي القديم حتى يصبح موضوع اهتمام كتاب سماوي. لا بل تخصص له سورة اسمها "الشعراء". "لم يحدث ـ مع حفظ المسافات ـ هذا الاهتمام بالشعر من قبل ثقافة معينة إلا عند سقراط، وأفلاطون ناقل الفكر السقراطي، هو أيضا يهاجم الشاعر وينفيه من المدينة، ويضعه خارج قانونها".
إن موقف الإسلام من الشعر، إبان فترته الأولى، كان سياسياً بامتياز، فالنبي محمد وصحبه من الخلفاء الراشدين كانوا انتقائيين بشكل حاد، وكانوا خير من مثل الحاكم في نظرته إلى الثقافة، فقربوا منهم الشعراء الذين تقربوا منهم ومدحوهم وعبروا عن العهد الإسلامي (الجديد) طمعاً بحظوة أو أعطية أو ثواب آخروي، في أسطع أحوال التواطؤ بين المثقف والحاكم، على خلاف الجاهلية التي كان فيها الشاعر هو الحاكم (سلطة المثقف) فـ "الشعراء يقولون فيرضي قولهم ويحكمون فيمضي حكمهم وصار ذلك سنة يقتدى بها وإثارة يحتذى عليها".. حتى أن شعر حسان بن ثابت لان وضعف في الإسلام". (سامي مكي العاني، الإسلام والشعر، سلسلة عالم المعرفة). 
بينما كان موقف فلاسفة اليونان فلسفياً نقدياً قابلاً للقبول أو الرفض بلا تبعات خطرة قد تصل حد القتل في الثقافة الإسلامية.
في العودة إلى اللغة العربية ومحاولات تحديثها يتخلى ستيتيه، في موضع لاحق، عن انفتاحه اللغوي والحضاري على الآخر ودعوته للمثقفين العرب بالكتابة بلغة أجنبية من أجل التفاهم مع العالم الخارجي، ويعود لبنانياً قُحّاً، بل مسيحياً تقليدياً وهو ينوه بجهود الشعراء والمعجميين اللبنانيين (المسيحيين) دون سواهم (!) وعلى ما لهؤلاء من فضل كبير على اللغة العربية وفنونها الأدبية، لكنه فضل جاء إلى جانب آخرين، مسلمين أيضاً ومن بلدان عربية غير لبنان وحده، استبعدهم ستيتيه وعدّهم دون زملائهم العرب والمسلمين الآخرين:
"لقد ظل الوضع على ما هو عليه من الثبات حتى دخلت الحداثة العالم العربي في بداية القرن التاسع عشر، وبصورة خاصة في نهاية هذا القرن، فيما سمي بالنهضة الأولى، التي انطلقت من لبنان".
"كان اهتمام اللبنانيين يوم ذاك منصبّاً على إنعاش اللغة وتجديدها وإخراجها من القيم الدينية المعهودة. هذا العمل كان على أيدي أدباء مسيحيين، خصوصا البساتنة. فمعجم اللغة العربية "المحيط" كان من عملهم". 
سؤال من كاتب السطور: ألم يكن "القاموس المحيط" استمرارا لـ واعتماداً على قواميس ومعاجم سبقته، شأن أي معجم في العالم، في مقدمها (لسان العرب) للغوي مسلم هو ابن منظور؟
المفكر العراقي الراحل هادي العلوي وضع قاموساً جديداً، تجديدياً، للعربية، إضافة إلى إسهاماته البحثية وهو يقرأ قراءة (مغايرة) للتراث العربي والإسلامي من منطلق ثوري. ربما لم يسمع به الأستاذ ستيتيه!
.. ورداً على سؤال: إذن، كان التجديد الأول كان على يد كتاب مسيحيين. ما الذي منع الشعراء والكتاب المسلمين من القيام بذلك؟
يقول ستيتية: "ربما لأنه لم يتشجع عالم أو أديب مسلم على القيام بعملية لغوية من شأنها أن تعتبر تهديدا للتراث الإسلامي. خذ مثلا آخر: أول شاعر مجدد باللغة العربية هو جبران خليل جبران يدخل ميدان الحداثة بكتابه الأكثر حداثة "النبي" مستعملا اللغة الإنكليزية، وهو الكاتب باللغة العربية لم يسع إلى ترجمة كتابه إلى اللغة العربية". مرة أخرى: المثال، هنا، يدعو للتأمل.. جبران المسيحي اللبناني!
خلاصة: صلاح ستيتيه شاعر فرنسي، بالنتيجة، وارتبط بعلاقات وثيقة مع شعراء فرنسيين مشاهير، مثل بيار جان جوف، أندريه بيار دومانديارغ، إيف بونفوا، أندريه دو بوشيه، رينيه شار وغيرهم.
عرف ستيتيه كمثقف ناشط في مجال حوار الثقافات وعدّه الكثيرون حاملاً لنبراس الثقافة الحديثة في بلده لبنان والعالم العربي والشرق وبلده الثاني فرنسا، أسس الكثير من المجلات والمطبوعات بالفرنسية وكتب في مجلات وصحف فرنسية شهيرة مثل "لي ليتر نوفيل"، "لانوفال ريفوفرنسيز"، "ديوجين" وغيرها.
إن مثقفاً مرموقاً وشاعراً كبيراً ودبلوماسياً محترفاً مثّل بلده في أكثر من دولة مثل الأستاذ ستيتيه، عرف عنه ريادته منذ منتصف القرن الماضي لحركة التجديد الشعري والحوار الثقافي، استطاع في إجابات عدة أن يشير إلى مواطن حساسة في ثقافتنا العربية والإسلامية، وجاءت منطلقاته الفكرية متجانسة مع دعواته التحديثية، شعرياً ولغوياً وفكرياً، مثل إشارته إلى وطأة القرآن، ثقافياً ولغوياً، على تفكير المثقف المسلم والعربي، لأنه معيار نقدي وأسلوبي وفكري (آيديولوجي) يمثل الخروج عليه كفراً وإلحاداً، وهنا يشير إلى ضرورة إخراج اللغة من ربقة الدين وسطوة التعاليم العتيقة التي لم تعد تتلاءم مع سيرورة العالم المعاصر، وتقع على المثقف العربي مهمة التجديد. لكنه يتعثّر عند مطبين أساسيين: الأول، توقفه عند تجارب أدبية وأسماء إبداعية صارت كلاسيكية في ثقافتنا العربية فجاءت أغلب استشهاداته قديمة، ليبدو – عبر الحوار المذكور – غير مطلع على اشتغالات الكتاب والشعراء العرب المعاصرين، ولم يتابع كفاية مجمل النتاج العربي الجديد بأسمائه ومسمياته المعروفة - أحدث اسم في الحوار هو نجيب محفوظ (!) - وما تضمنه هذا النتاج من مواجهات فكرية وسياسية مع المؤسسة العربية التقليدية ودعاة الإسلام السياسي وفقهائه الذين أمروا بتحريم الكثير من الكتب الجريئة وهددوا المفكرين المتنورين والراديكاليين العرب بالقتل، بل تعرض الكثير منهم فعلاً لمحاولات اغتيال ،مثل نجيب محفوظ أو اغتيلوا ،مثل فرج فودة أو حوصروا وهددوا ومنعوا من الكتابة ،مثل سيد القمني.
المطبّ الثاني هو تلك العصبوية اللبنانية التي لا تستقيم مع مثقف تحديثي وشاعر تجديدي حمل لواء الحوار الفكري والإبداعي ونال على جهوده أكثر من جائزة أدبية.
هكذا، لا تقود المقدمات (المنطلقات) الصحيحة إلى النتائج (الاستنتاجات) الصحيحة دائماً، وعلى وفق سياق فكري وإجرائي متوقع، بل مطلوب.
(*) نشر حوار ستيتية الذي اجراه صالح دياب في موقع قنطرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

في مديح الكُتب المملة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

مقالات ذات صلة

علم القصة: الذكاء السردي
عام

علم القصة: الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الاولالقصّة Storyالقصّة وسيلةٌ لمناقلة الافكار وليس لإنتاجها. نعم بالتأكيد، للقصّة إستطاعةٌ على إختراع البُرهات الفنتازية (الغرائبية)، غير أنّ هذه الاستطاعة لا تمنحها القدرة على تخليق ذكاء حقيقي. الذكاء الحقيقي موسومٌ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram