اليوم بمجرد نشر الحلقة "200" من سلسلة "نجوم في الذاكرة"التي تتحدث عن مسيرة اللاعب الدولي السابق احمد كاظم اشعر بنوع من الارتياح المصحوب ببعض القلق لوصولي إلى هذا الرقم الذي اعتقد أنه لم يسبقني أي زميل آخر بالوصول إليه من قبل في قضية الحديث عن نجوم الكرة العراقية.
فارتياحي يتمثل بمساهمتي المتواضعة جداً في تقديم سيرة ذاتية مضغوطة لمئتي نجم عراقي سابق للأجيال المقبلة وكذلك لكل الباحثين في الشأن الرياضي، لأن هناك بعض النجوم من الذين تناولتهم في هذه السلسلة قد غادروا الذاكرة الرياضية تقريباً وبعضهم كاد تأريخهم الرياضي يضيع بسبب ابتعادهم عن الساحة الرياضية منذ سنوات عدة أو حتى عقود، لكن من خلال البحث والتقصي استطعت أن أحفظ تأريخهم وأقدمه إلى المتابعين في كل مكان، لأن عملية الوصول إلى ما نشرته في هذه السلسلة باتت من الأمور السهلة جداً كوننا نعيش في زمن التقنيات. أما سبب قلقي فيتمثل بأنني كنت قد قررت أن أتوقف عند سيرة "200" نجم، لأنني اشعر أني تعبت من جانب ومن جانب آخر لرغبتي الكبيرة بأن تتولى مؤسسة "المدى" أو إحدى المؤسسات الرياضية مثل اتحاد الكرة أو اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية أو وزارة الشباب والرياضة أو محافظة بغداد أو أحد الأندية الرياضية طبع هذه السلسلة عبر أربعة أجزاء، إذ كل جزء يتحدث عن مسيرة "50" نجماً سابقاً، إذ أن هذه الرغبة بدأت تلحّ عليّ كثيراً، لأن عدم جمع هذه الحلقات في أربعة كتب سيؤدي إلى ضياعها في المستقبل وبالتالي ضياع الكثير من تأريخ نجومنا الكبار وأيضاً ضياع جهدي هذا.
لكن الذي جعلني أترّيث في قرار التوقف ومواصلة الحلقات هو أن بعض النجوم لم أتطرق إلى مسيرتهم الكروية ومنهم من نجوم السبعينات ومنهم من نجوم الثمانينات وآخرين من حقبة التسعينات في القرن المنصرم فضلاً عن بعض نجوم العقد الأول من القرن الحالي من الذين اعتزلوا اللعب، لذلك اشعر أن تجاهلهم سيؤدي إلى حصول ضعف في هذه السلسلة من جانب ومن جانب آخر يجعل بعض النجوم يتساءلون عن سبب تجاهلهم برغم أنهم قد يمتلكون تأريخاً رياضياً أفضل بكثير من الذين تواجدوا في هذه الحلقات.
ومن هذا المنطلق قررت أن أتوقف عند الحلقة "220" إذا الله سبحانه وتعالى منحنا العمر والصحة والتوفيق في كتابتها، لأن وصولي لهذا الرقم له دلالات عدة لعل في مقدمتها إنصاف بعض النجوم الذين لم يتم التطرق إليهم في الحلقات "200" السابقة، كذلك أن الرقم"220" يعني أنني تطرقت إلى 20 تشكيلة دولية مثلت منتخباتنا الوطنية في العقود الأربعة الأخيرة حيث أرغب إذا تمت المباشرة بطبع أجزاء هذه السلسلة بأن أضع كل "11" لاعباً في تشكيلة منسجمة من حيث الزمن وتسلسل الأحداث واعتقد أن هذه الفكرة ستجعل الكثيرين يتفاعلون معها، لأنها تذكّرهم بتاريخ وانجازات هؤلاء النجوم الكبار.
إن وصولي إلى"200" حلقة لم يكن يتم لولا المساندة الكبيرة من قبل الزميل إياد الصالحي رئيس القسم الرياضي في المدى، إذ كان الصالحي أول من اقترح عليّ فكرة تناول نجوم الكرة العراقية بسلسلة حلقات متواصلة امتدت لأكثر من خمس سنوات وكذلك كان حريصاً جداً على تواصلها برغم توقف الملحق الرياضي الأسبوعي في المدى وفي بعض الأحيان كان يساعدني في توفير بعض الصور لنجوم وأندية ومنتخبات لا تتوافر في أرشيفي الخاص.
إن كل الذي أتمناه هو أن يتم تبني طباعة هذه السلسلة في أجزاء عدة حتى ترفد المكتبة الرياضية العراقية بحكايات وسير لنجوم كبار تركوا ذكريات جميلة في أذهان محبي الكرة العراقية، لأن عدم طباعتها سيؤدي إلى ضياعها وبالتالي ضياع تأريخ الكثير من الأسماء المهمة في تأريخ الكرة العراقية.
دلالات (نجوم في الذاكرة)
[post-views]
نشر في: 26 يناير, 2014: 09:01 م