أعاد ليوث الرافدين هيبة الكرة العراقية وأعادوا الألق العراقي البهي الذي فارقنا منذ سبع سنوات بعد اعتلاء أسود الرافدين منصات التتويج هناك في جاكرتا في عام 2007 ليعيد الكَرَّة اليوم الليوث بعد سبع سنوات عجاف تكفلت بوضع كرتنا في المركز 115 حسب آخر تصنيف لـ(فيفا) لينبري فتية حكيم شاكر ويقفوا على منصات التتويج في العاصمة العمانية مسقط بكل اصرار وعزيمة الابطال يوم لقنوا المارد السعودي درساً في علوم كرة القدم عندما أجهزوا عليه مرتين إحداها في مستهل المشوار الاسيوي والثانية في اختتام البطولة الذي كان مسكاً بلون عراقي وطعم مياه دجلة والفرات لتزغرد أمهات الشهداء الذين سقطوا ضحية الارهاب الذي يضرب بنا يوميا وتغرد البلابل فوق نخيل البصرة الفيحاء وتهب نسائم كردستان الحبيب من فوق شلالات كلي علي بيك وبيخال لتصل صحراء الانبار التي تعاني اليوم ظروفاً خاصة، لكن الليوث وضعوا حداً لكل تفاصيل التفرقة العنصرية والطائفية المقيتة جعل كل ابناء شعبنا العراقي بلحمة وطنية واحدة من خلال توحيد حناجرهم التي أطلقت اسم العراق ملء أفواهها فرحة بالنصر المؤزر الذي خطه هؤلاء الفتية بأقدامهم التي تفننت بهز شباك الخصوم والإجهاز عليها.
منتخبنا الأولمبي بدأ مشواره بفوز على المنتخب السعودي بثلاثة اهداف ليختصر كثيرا من معوقات المشوار التي قد تعترض طريقه على الاقل لزرع الثقة في نفوس اللاعبين بعد تزعزعت بأدائهم البائس في بطولة غرب اسيا التي كانت بمثابة البروفة الاخيرة لهذه البطولة المهمة كونها في النسخة الاولى التي يجب ان يظهر العراق فيها بمظهر البطل ، فيما عاد لاعبونا ليجهزوا على المنتخب الاوزبكي بهدفين ليواصلوا زحفهم نحو اللقب بعد ان كانت التنبؤات لا تشير بذلك حتى انبرى ليوثنا ليهزموا التنين الصيني بهدف نظيف في مباراة تُعد فألاً حسناً لمباراتنا التي سيخوضها منتخبنا الوطني معه يوم الخامس من آذار المقبل برسم الجولة الاخيرة للدور الاول المؤهل الى نهائيات كاس آسيا 2015 ، ومنها عقد منتخبنا العزم نحو التفكير جديا بلقب البطولة الذي بدأ يراود الكثيرين من المقربين للوسط الرياضي من خلال الاداء العالي الذي ظهر به لاعبونا وفعلا جاء الفوز على منتخب اليابان بمنتهى الروعة ليضع منتخبنا في الدور نصف النهائي حتى أعاد الكرَّة ليوثنا ليضعوا انفسهم طرفا في المباراة النهائية التي ابتسمت لهم على حساب المنتخب السعودي .
مبارك نقولها من الاعماق لكل من وضع اسمه وقلبه ونفسه مع هذا المنتخب في تحقيق هذا الانجاز الذي يعد فاتحة خير لنا لبدء مشوار التألق مجدداً ومحو الصورة السيئة التي رُسمت من قبل على اداء ونتائج المنتخبات العراقية ، ولا زال المشوار طويلا خصوصا ان هؤلاء الفتية ستمكنهم أعمارهم من تمثيل العراق لفترة زمنية طويلة بحكم ما يتمتعون به من اعمار مناسبة واجسام صلبة تكاد تكون فائقة ما يتمتع به هؤلاء اللاعبين من اعمار ليكونوا هم عماد المستقبل وهم رجال المرحلة المقبلة فالمزيد من العطاء ينتظرهم لاسيما ان اختباراً قد يكون صعباً أمامهم يوم الخامس من آذار المقبل وهم يواجهون التنين الصيني بخيار واحد فقط برغم تواجد خيارين لخصمنا الصيني في التعادل او الفوز ، لكن وبلغة الإصرار سيقول الأسود كلمتهم بكل تفانٍ وثقة مفرطة ليحجزوا بطاقة التأهل الى استراليا عام 2015 .
الليوث تُعيــد الهيبـة
[post-views]
نشر في: 27 يناير, 2014: 09:01 م