من بين عدد كبير من رسائل التهاني التي انهالت على المنتخب الأولمبي عقب حصوله على لقب أول بطولة لكأس أمم آسيا تحت 22 عاماً في عهد رئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم سلمان بن ابراهيم، لفت انتباهي رسالة الاخير وهو يخاطب القائمين على شؤون الكرة العراقية مقدماً تهنئته لأسود الرافدين على جلبهم "الفخر لقارة آسيا" وكل العاملين على انجازهم برغم الظروف الصعبة ، وعلى "اخلاقيات العمل والعمل الجماعي عندهم".
أمر يثير الغبطة حقاً ان يهتم الرئيس سلمان بظروف الكرة العراقية التي تواجه حظراً أزلياً وتدنياً كبيراً على مستوى البنى التحتية من ملاعب ومستلزمات تطوير اللعبة وفقر شديد لعشرات المدربين في أقسام الدوري الممتاز والدرجتين الاولى والثانية وسوء التخطيط على مستوى تسمية المدربين لمهام دولية لم يمض انفار منهم دورة أو دورتين في معاقل كروية عالمية يستمدون منها الخبرة والدراية في التعاطي مع ظروف المباريات إذ غالباً ما تحكم العلاقات في اناطة مسؤولية المنتخبات لمدربين يقدمون مصلحتهم الشخصية في كسب لقب البطولة على مصلحة اللعبة واجيالها التي ينبغي ان تسير على خط متواز مع الاهداف المرسومة لهم.
فاخلاقيات العمل التي أكد عليها رئيس الاتحاد الآسيوي لا تحتاج الى فكّ طلاسمها من أي متابع بسيط ، الرجل يشير الى أن اطلاق فكرة التنافس على بطولة أمم آسيا تحت 22 عاماً يعني فتح باب كبير لموهوبين جدد يمثلون الخط الثاني للمنتخب الأول وينالون الرعاية الكاملة مع ملاكاتهم التدريبية من الاتحادات المحلية ليكونوا الرديف الحقيقي في أية مهمة توكل اليهم مثلما تكسب القارة الآسيوية منتخبات قوية متسلحة بشباب يتمتع بامكانيات مثالية لمقارعة المدارس الكروية في بقية القارات اثناء المنافسات العالمية مثل بطولة كأس العالم التي لم تزل المنتخبات العربية تسجل غيابات طويلة عنها ومشاركات خجولة بسبب الستراتيجية المتخلفة بالاعتماد على لاعبين مرهقين ومثقلين بالمشكلات أمّنوا تمثيل المنتخب بحكم العلاقات والدلال وعدم الحساب ، وتبقى الأخطاء متوارثة من سنة الى اخرى ولا أمل في التواجد مع كبار المونديال.
نبارك لكل من منح الثقة لعدد من اللاعبين البارزين امثال جلال حسن وعلي بهجت ومروان حسين الذين أعدّهم المكسب الكبير في بطولة أمم آسيا ومن الممكن ان يلتحق بهم عدد آخر من لاعبي الدوري المميزين والجاهزين ممن وقع بعضهم ضحية المزاج التدريبي وتشربكت حظوظهم مع العقد النفسية لهذا المدرب وذاك ، وهي رسالة مهمة لمن يمتلكه الغرور ويشعر انه انجز (أم المهمات) عليه ان يتمهل قليلاً ، فالانجاز الكبير لم ينبلج فجره بعد وهناك مواجهة صعبة اشبه بالمستحيلة برسم التأهل الى نهائيات آسيا في استراليا العام المقبل.
صراحة لا نريد ان نبخس جهد احد فما تحقق في مسقط طوال الاشواط الاثنى عشر لا يساوي قيمة قطرة من عرق الجهد والتضحية التي يبذلها لاعب المنتخب في شوطين مرتقبين مع التنين الصيني في مدينة دبي وعندها فقط سيكون الحديث عن الانجاز العراقي بكل زهو وفخر لمن يرتفع براية اسود الرافدين الى جوار كبار منتخبات القارة المحك الحقيقي لأي مدرب وطني يرى في مكنوناته التدريبية (ظاهرة) تستحق أن تحظى بالتقييم المنصف اسوة بشيخ المدربين عمو بابا وليس محطة (عابرة) في تاريخ المنتخبات.
ومع ان الفوز حلم كل انسان في شتى مجالات الحياة يحتاج الى مؤهلات خاصة لتحقيقه، فثقافة التحضير له ينبغي ان تكون سامية ولا تفسدها الضغينة او الانتقام ، فما بالنا ونحن نتحدث عن كرة القدم يفترض أن تكون نقية بروح التنافس وتديرها وتمارسها عقول ناضجة بالقناعة لنتيجة الفوز أو الهزيمة كوجهين لعملة الرياضة؟!
إن التاريخ الرياضي سجّل نجاح المنتخب الأولمبي بتوحيد مشاعر العراقيين في بودقة فرح وطني غامر لا يتكرر إلا في مناسبات كروية قليلة وتعامل عدد كبير من الزملاء بعقلانية مهنية لرص الكلمات النظيفة التي ترتقي الى قمة الحكمة وشاطرهم النفس العربي الأصيل الزملاء في المملكة العربية السعودية على خطى الصالح حمادي في أروع تعابير صدقه لبحث اسباب خسارة منتخب بلده في مقال (مبارك عراق .. شكراً قروني ) ، وفي الوقت نفسه استثمر المغرضون الحدث، وشرذموا السلطة الرابعة حيث تحوّل بعض المحسوبين عليها الى (واوية) في (عرس) طائفي بامتياز وحوّروا نصال اقلامهم الى فوّهات قذفت بالسموم الى صدور لاعبي المنتخب الشقيق الذي لا ذنب لفتيته سوى انهم اجتهدوا واستفادوا من خسارتهم وخطّطوا لرد الاعتبار في ملعب لتبادل الكرات بالطول والعرض وليس ساحة معركة للدفاع عن الأرض !
جميع التعليقات 1
د محمد عباس
يبدو من مقالتك ان هناك شى لانعرفه قد يكون شخصي بينك وبين حكيم شاكر تحاول من خلاله ان تقلل من قيمة المدرب حكيم بصورة اواخرى ا رغم الانجاز الكبير للاولمبي الذي حير الخبراء الاجانب وخاصة الخليجيين وبدل ان تكون له عونا لمهمته الغير المستحيلة مع الصين نراك ت