TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لبنان.. العونيّون عقدة في المنشار

لبنان.. العونيّون عقدة في المنشار

نشر في: 27 يناير, 2014: 09:01 م

أجّل موقف التيار العوني تشكيل حكومة توافق لبنانية، بسبب تمسك جبران باسيل، صهر الجنرال عون، بوزارة النفط، مؤكداً أن هذه الحقيبة ستراتيجية للبنان ولمسيحييه تحديداً، وفيها ضمانة جديدة مستحدثة لهم، ففيها العلاقات الدولية المسحوبة منهم، وفيها البعد الاقتصادي المتناقص عليهم، وأن مداورة الحقائب تحمل استهدافاً لتياره وطائفته، واعتمادها أمر فيه تعطيل لعمل المؤسسات واستخفاف بعقول النبهاء، وهو بالطبع منهم، مع اعترافه في الوقت عينه أن مبدأ المداورة في الحقائب، أو عدم تكريس حقيبة وزارية أو إدارة عامة لفريق، هو مبدأ سليم إذا ما تم اعتماده بالتشاور.
يعتمد باسيل على دعم قوى 8 آذار حيث يعلن حزب الله وحركة أمل أنهما لن يشاركا في حكومة لا يكون فيها التيار الوطني الحرّ، ويتعطل التشكيل لأن باسيل، وبإعلان طائفي ساطع يتمسك بحقيبة الطاقة، ما يطرح كماً هائلاً من الشكوك، ويثير سؤالاً منطقياً هو هل إذا أخذ باسيل الطاقة يكون البلد بخير وتتشكل الحكومة، وإذا لم يأخذها لا تتشكل الحكومة ويتعطّل البلد؟، وهل يتحدث الوزراء باسم طوائفهم؟ أم أن الباقين أغبياء ولا يعرفون إدارة ملفّ النفط، واللافت هنا أن تيار المستقبل يسعى لتشكيل الحكومة بسرعة، ولا يصر على مبدأ المداورة للنجاة بلبنان من الدخول في نفق أمني مجهول، عشية الاستحقاق الرئاسي.
نلاحظ بأسف عمق المصلحة الشخصية والحزبية، التي يتمسك بها بعض ساسة لبنان، المنصرفين عن المصلحة الوطنية العليا، فالمعروض على التيار وزارتان مهمتان، هما التربية والأشغال العامة، لكنه لايرى أنهما تعوضانه عن النفط والدفاع، حتى ليبدو للمراقب عن بعد، حجم المصلحة الشخصية الدافع للتمسك بحقيبة بعينها، وتجاوز أن هذا نابع حتى من الحرص على مصلحة الطائفة، وهي مقولة حق يراد بها باطل، وتستهدف الحصول على دعم طائفي نظنه موجوداً بدون هذه اللعبة، التي يمكن لها أن تقود البلد إلى الخراب والفوضى، قد يتم الالتفاف عليها بتشكيل حكومة حيادية، تستفيد من دعم مجموعة العمل الدولية من أجل لبنان، التي تعد بالمساعدة بعد تشكيل الحكومة، وتقدم دعمها للدولة اللبنانية لمواجهة المشكلات الاقتصادية، وأعباء النزوح السوري.
في كواليس الهيئة الناظمة لقطاع الطاقة تأكيدات موثقة، أن هناك عقوداً بمبالغ تصل الى نحو 200 مليون دولار في هذا القطاع، لن تكون نافذة إلا بعد 15 شباط المقبل، وهي ستنتقل إلى عهدة الحكومة الجديدة إذا أبصرت النور، وليس إلى الوزير الحالي، ويبدو أن الوزير باسيل متخصص في وضع العقبات أمام أي حكومة قيد التشكيل، فقد سبق ان جمدت الحكومة ثلاث مرات بسببه، كانت الأولى عندما سقط في الانتخابات وتم الإصرار على مجيئه وزيراً، وتعطلت الحكومة 6 اشهر، والثانية عندما أصر على وزارة الاتصالات، وتعطل التشكيل إلى أن حصل عليها، والتعطيل الحالي بسبب التمسك بوزارة الطاقة، رغم مضي 10 اشهر على عدم تشكيل حكومة، واليوم والبلاد تعيش على وقع قصف الصواريخ والتفجيرات العمياء، فإن تمسك باسيل بوزارة الطاقة يعيق تأليف الحكومة الحيوية لإنقاذ لبنان.
مع كل هذا التعنت، يأتي تهديد الرئيس المكلف مدعوماً من رئيس الجمهورية، بتشكيل حكومة أمر واقع، حتّى لو خلت من العونيين وحزب الله وحلفائهم، لكن ذلك لن يخرج لبنان من مأزقه، ولن يحل مشاكله التي تتراكم يومياً، على يد ساسة يفكرون بذواتهم وينسون المصلحة الوطنية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram