الكثير من دول المنطقة حملت الألقاب المعبرة عن اعتزازها بتضحيات شعوبها وثرواتها  الطبيعية، الجزائر بلد المليون شهيد، لبنان بلد اول ديمقراطية في العالم العربي، الإمارات بلد التطور الاقتصادي، مصر ام الدنيا، والعراق قبل ان يدخل حروبه للدفاع عن البوابة الشرقية، وقبل حماقة غزو الكويت، وقبل ان يبدي في الوقت الحاضر استعداده ليكون حارس البوابة الغربية للدفاع عن نظام بشار الاسد، كان يحمل لقب بلد ملايين النخيل، وحضارة ما بين النهرين، ولوقوعه الجغرافي على خطوط الطول والعرض  للحروب الاقليمية، فقد  القابه السابقة واحتفظ بلقب وحيد هو بلد المليون صحوة، نتيجة السعي لتسليح العشائر للوقوف مع  القوات المسلحة في اداء واجبها بملاحقة ومطاردة  الجماعات المسلحة والقضاء على الارهاب واجتثاثه من جذوره.
  محافظة الانبار وعلى خلفية تنفيذ عملية عسكرية لتطهيرها من تنظيمات داعش والقاعدة شهدت انقساما عشائريا، فبعضها انضم الى "مجلس الثوار" واعلن حمل السلاح لمواجهة  "قوات المالكي"،  وبعض العشائر الاخرى وقفت مع القوات  المسلحة لتطهير المدن من المسلحين  وموعد الحسم لم يحن بعد والاوضاع الانسانية في الفلوجة بتراجع، فيما  تتصاعد اعداد النازحين معلقين آمالهم على العشائر والجيش للعودة الى مساكنهم.
واحدة من مشاكل عرقلة تطهير الفلوجة وعلى حد قول المعنيين بالشأن الامني العراقي، تعود الى تشكيل صحوات جديدة وتسريح القديمة، ورئيس مؤتمر صحوة العراق احمد ابو ريشة الذي استعاد دوره مؤخرا اعلن أن "قوات العشائر وضعت خطة متكاملة بالتنسيق مع قيادة شرطة الانبار لاقتحام الفلوجة وطرد الجماعات المسلحة منها، وان سبب تأخر التنفيذ هو الخوف على ارواح المدنيين فيها وممتلكاتهم، ونعمل على اقتناص الفرصة المناسبة بحيث لا يسفر الهجوم عن سقوط أي مدني من أهالي الفلوجة وسيكون الحل داخليا من قبل العشائر نفسها فاستدعت عناصر الشرطة شخصيات عسكرية لديها خبرة في الحرب على الإرهاب وطرد عناصره من دون تدخل الجيش".
ما اعلنه ابو ريشة يشير بشكل واضح الى اهمية ابعاد الجيش، والاعتماد فقط على (قوات العشائر) بمعنى الصحوات، وفي ذات الوقت انضمت عشائر اخرى الى "مجلس ثوار العراق" وشكلت له فروعاً في محافظات صلاح الدين وديالى ونينوى وكركوك فضلا عن الانبار وبعض مناطق غربي بغداد، وانتخبت هيئة سياسية تتولى مهمة تنسيق المواقف بين المجالس في محاربة "قوات المالكي".
عشائر الأنبار معظمها يحمل السلاح وهي لا تختلف عن بقية المحافظات الاخرى، في ظل  التوجه والتشجيع الرسمي لتشكيل مجالس الإسناد، وغياب قانون حصر السلاح بيد الدولة، وعرقلة تحقيق مشروع المصالحة، وقد اتهم ابو ريشة مستشارها عامر الخزاعي بتشكيله :"صحوات مزيفة لا وجود لها الآن على أرض الواقع في الأنبار فخدع الحكومة بتلك الصحوات، واستنزفت الكثير من المال العام بلا جدوى في حين تقوم العشائر بالقتال ضد الإرهابيين بدوافع وطنية لضمان استقرار الاوضاع الأمنية في البلاد".
العراق اليوم بلقبه الجديد بلد المليون  صحوة، وهي "تصيح وتستريح" لتزويد عناصرها باسلحة حديثة لتعزيز قدراتهم القتالية،  جعل أصحاب القرار في حيرة من امرهم في تحديد ساعة الصفر خشية اندلاع نزاع عشائري، والخيار المطروح لتنفيذ  الصولة المرتقبة ضد داعش  بعد خروج  جميع أهالي الفلوجة من  مدينتهم  المنكوبة.