اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > "دكاكين" السحر والشعوذة تستقطب العديد من المسؤولين والأطباء!

"دكاكين" السحر والشعوذة تستقطب العديد من المسؤولين والأطباء!

نشر في: 28 يناير, 2014: 09:01 م

تشهد شوارع بغداد والعديد من المحافظات انتشاراً واسعاً  لعدد من المراكز والمكاتب التي تحمل عناوين كبيرة تختص في علاج المواطنين من مختلف الأمراض و بشكل نهائي بعد أن عجز الطب عن شفاءهم ؛ فيما تنتشر في واجهات  بعض المناطق محال أخرى لحيوانات محن

تشهد شوارع بغداد والعديد من المحافظات انتشاراً واسعاً  لعدد من المراكز والمكاتب التي تحمل عناوين كبيرة تختص في علاج المواطنين من مختلف الأمراض و بشكل نهائي بعد أن عجز الطب عن شفاءهم ؛ فيما تنتشر في واجهات  بعض المناطق محال أخرى لحيوانات محنطة و بخور مختلف الألوان، ولافتات كتبت بشكل واضح للشفاء من السحر وطرد الجن ومصطلحات أخرى ،تلك المراكز حجمها وموقعها لم يكن بالشكل الطبيعي  بل تقع في شوارع تجارية هامة في بغداد، وتصل بدلات الإيجار لبعضها الى عشرة ملايين دينار كما هو في احدى تلك المحال الواقع في الكرادة وان كان ملك لصاحب المركز فقيمته تصل الى مئات الملايين ،السحر والجن وشفاء المريض من خلال عمل او تناول شيء وروايات أخرى عاشتها ( المدى ) وزارت العديد من تلك المكاتب التي انتشرت في اغلب مناطق وأحياء العاصمة. 
 
علاج للسرطان والعقم
الشيخ أحمد الوائلي 54 عاماً خريج معهد الإدارة والاقتصاد للعام الدراسي 84-85 صاحب (مركز القرآن يشفيني) خبرته في هذا المجال تصل الى 25 عاما حسب قوله أشار لـ( المدى ) ان هناك الكثير من الدجالين يعملون في مجال السحر وأعمال الشعوذة وهم بالأساس مشعوذون يضحكون على الناس البسطاء، وتحديدا في حالات طرد الجن وإخراج السحر من المرأة المسحورة او الرجل ،وكذلك في موضوع الاستخارة والتنجيم ،والكشف عن أعمال السحر وغيرها ،وبين الوائلي انه يعالج المرضى بآيات كتاب الله العزيز الجبار إيمانا بقوله (وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) وعلاجي هو قراءة القرآن والعسل ( قراءة آيات من القرآن على العسل ) وهناك أصناف كثيرة من العسل مرتبطة بشفاء المريض، موضحا بانه لا يتقاضى أية مبالغ عن العلاج ونترك للمريض حرية شراء العسل من السوق او من المركز ونعطيه الإرشادات بشأن طريقة الاستخدام ، مضيفا انه تم معالجة العديد من الحالات المرضية من أمراض عضوية ونفسية ،وهناك العديد من الأمراض التي لا يستطيع الطب الكشف عنها ومعالجتها مثل السرطان والعقم تم معالجتها من قبلنا.
أطباء ومسؤولون تم شفائهم
الوائلي يكشف عن مراجعة العديد من الأطباء والشخصيات السياسية والمسؤولين لمعالجتهم من بعض الأمراض وبالفعل تم معالجتهم من خلال مركزنا ، الوائلي رفض الكشف عن الأسماء لاعتبارات وصفها بالخصوصية لمرضاه ، الوائلي أشار الى أن من واجب الحكومة مراقبة هذه المحال والمكاتب التي للأسف الشديد انتشرت بشكل غير طبيعي ، وفى سؤال لـ( المدى ) عن الجهة التي أعطته الحق بفتح المركز أجاب الوائلي أنا ورثتها عن أبي وأجدادي .
صرفت من سلفة 100 راتب لعلاج مشكلة الإنجاب
أم سيف 42 عاماً من منطقة الشعب تشير لـ( المدى ) انها تعاني من مشكلة عدم الإنجاب فمنذ أكثر من خمسة عشر عاما وهي تراجع الطبيبات والمستشفيات المتخصصة من اجل الخلاص من مشكلة العقم ،و كانت جميع الفحوصات تشير الى أن هنالك بويضات صغيرة لا يمكن علاجها . 
أم سيف تتبين أنها جزعت من المراجعات بحثا عن العلاج الذي كلفها مبالغ طائلة جدا، وهذا ما دفعها الى اليأس الذي جعلها تؤمن بكلام بعض النسوة الكبار اللواتي نصحنها باللجوء للقراءة عند المشايخ وغيرهم ، وتأخذ وتشرب الماء المقروء عليه بآيات من القرآن، ولشدة رغبتها بإنجاب وليد لها تقر به عيونها ، قررت أن تستجيب لإحدى صديقاتها وتذهب معها وبدأت تذهب من شيخ الى آخر، وأخيرا صدمت بشخص عرفنا فيما بعد بانه مشعوذ وقد تسبب هذا المشعوذ بمشاكل كبيرة بيني وبين زوجي ،بسبب المبالغ الكبيرة التي دفعتها له من سلفة المائة راتب التي استلمتها لكوني موظفة إلى أن يأست تماما وادركت أخيرا بان الحمل والإنجاب بالنسبة لي من الأشياء المستحيلة إلا بإرادة الله.
الظاهرة مورثة عن العهد
البابلي والسومري
الدكتور فهمي الجبوري أستاذ علم الاجتماع في جامعة بغداد بيَّن لـ( المدى ) ان الجانب الأكاديمي لم يبتعد يوماً عن هذه الطقوس ( السحر والتنجيم وغيره) في العراق بل على العكس درسها وتوغل بها حتى ان وزارة التعليم أسست منذ التسعينيات مركزاً متطوراً اختص بها وسمي بمركز دراسات وبحوث علم الباراسايكولوجي اي علم الماورائية او علم الخوارق كما يسميه بعضهم، وكان في هذا المركز صنفان الأول من الأساتذة المختصين بالعلم الباراسايكولوجي وعلم الاجتماع وعلم النفس والآخر من الممارسين والمهتمين بهذا المجال. 
الجبوري اكد على القيام بدراسات متنوعة وعديدة يمكن رجوع الباحثين اليها، وهذا دليل على ان هذه الطقوس لم تأتِ مصادفة ولم يمارسها العراقيون من العدم بل هي طقوس ومعتقدات ورثناها منذ عهود البابليين والسومريين، واستمرت الى يومنا هذا لكن الملاحظ انها طقوس تختفي او تضمحل في مراحل وتعود في أزمان أخرى، وسبب ذلك ان البشر يلجؤون لا شعورياً الى أمور قد يعدها آخرون تخلفاً لكنها تبعث في داخلهم شعوراً بالاطمئنان او قيامهم بما يلزم، وهذا أفضل من اليأس بحد ذاته، ومسألة تحقق المراد من عدمه يعتمد على ما يشعر به الفرد نفسه، ومن الغريب ان نجد رواج هذه الأمور حتى في البلدان المتقدمة، فنجد ان نسبة كبيرة من مواطني أوربا زاروا ولو لمرة واحدة العديد من المعاشب أو المراكز التي تهتم بالعلاج في الأعشاب أو الطب الروحاني أو الصيني وغيرها إذن فهذا الأمر لا ينطبق على مجتمعات دول العالم الثالث فقط، بل هو يمتد الى اغلب البلدان.
 
علاج المرضى بالحجامة
أبو طه 52 عاماً يشكو منذ فترة طويلة ألماً في الظهر ويشير الى ( المدى ) انه راجع الكثير من الأطباء والشيوخ حتي وصل الأمر الى ( حنة ) الظهر والقدم وصرف مبالغ طائلة على العلاج من غير جدوى، ونصحه العديد من الأقرباء والأصدقاء الى العلاج بالحجامة لاعتبار فوائدها عديدة بحسب الذين راجعوا الحجامين . 
أبو طه زار احد المنازل المتخصصة بالحجامة في وسط بغداد وتحديدا في منطقة الكفاح و قيل له من قبل المراجعين أن الحجامة لها فوائدها في معالجة حالات الصداع المزمن وآلام الروماتيزم المختلفة وآلام المفاصل وخاصة للمرضى بداء السكر، واكد احد المراجعين له أن للحجامة دورا أساسيا في معالجة آلام الظهر والمفاصل والنقرس وأمراض البطن والإمساك وعسر الهضم وفقدان الشهية والأرق ومشاكل الحيض وغيرها من الأمراض ، مضيفا انه
يعاني من ألم شديد أسفل الظهر وكان لا يستطيع الجلوس إلا متكئا على وسادة أو غيرها ، وعندما وضعت المحجمة على موضع الألم ، شعر ت براحة تامة وبعد يومين عادت الأعراض نفسها وبشدة اكثر .
أطباء ومدرسات وطالبات أغلبية المراجعين
يعرف بـ(س. م) في منطقة باب الشيخ أوضح لـ ( المدى ) بان العشرات من مختلف الأشخاص من أطباء ومدرسات وطالبات وحتي الشباب يقومون بمراجعته وجميعهم يعانون مشاكلاً إما اجتماعية او نفسية أو أمراض مختلفة أخرى ؛ مبينا انه يتعامل مع جميع الحالات بسرية، ويعمل بقراءة القرآن ومناقشة مرضاه كونها ستخفف من القلق النفسي وساق مثالا على ذلك ان امرأة متزوجة تعاني عدم الانسجام مع زوجها خشية من عمل السحر ،وشخص أخر متزوج منذ خمسة سنوات وهو يعاني من مشكلة عدم الإنجاب الطفل ،بعد ان أثبتت التحاليل المختبرية عدم حصول ذلك بسبب ضعف البيوضات، موضحا ان هناك العديد من الحالات التي تمت معالجتها ، مشيرا الى أن الوضع المعاشي والنفسي عند المجتمع والتقاليد هي السبب الذي يدفع المواطنين الى اللجوء محال وأماكن الشفاء حتى ولو كانت هناك قناعة كاملة بعدم وجود مصداقية .
الدوري له نصيب من السحر
أبو سجاد 65عاما من سكنة الفضل يشير لـ( المدى ) أن ممارسة السحر وغيرها من الأمور لا يمكن تصورها ، وكثيراً ما كنا نضحك عندما نرى بعض من يمارسها هم لاعبون ومدربون وإداريون ، مبينا انه و منذ الطفولة ونحن نسمع روايات عديدة، مستذكرا انه كان يذهب مع أمه وعماته إلى أماكن عمل السحر ويستمع إلى تعليق الخيوط (...)أو قراءة آيات قرآنية في أماكن معينة في البيت أو وضع مادة في الأكل، أو إلى رش ماء خلف الباب و شد قطعة قماش خضراء وغيرها من أمور الشعوذة ، أبو سجاد أشار إلى ازدهار ظاهرة استخدام الخواتم عند الدجالين وبأربعة أصابع ،مضيفاً انه كانت للملاعب العراقية وجود مثل هذه الحالات وأتذكر أن الدوري كذلك يتحكم به المراهنين و(القمرجية / لاعبو القمار) ممن يؤمن بأعمال السحر والشعوذة مستذكراً شخصية فاعلة في اتحاد كرة القدم سابقا كان يجند ساحراً في كل مباراة يلعبها الفريق الذي ينتمي إليه ،وأيضا هناك مدرب عراقي لنادٍ بغدادي يرمي حرزاً في مرمى فريقه قبل كل مباراة حسب قول أبو سجاد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. هادی

    بشان رزق . رزقی تعبان

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram