هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي. (المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخ
هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.
(المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عدة على اعتزالهم اللعب حتى أن قسماً منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.
زاوية (نجوم في الذاكرة) تستعرض في حلقتها 201 مسيرة حارس مرمى فريقي الشباب والقوة الجوية والمنتخبات الوطنية السابق هاشم خميس الذي وُلِد عام 1969 ولعب "49" مباراة دولية، والذي يعمل الآن مدرباً لحراس مرمى نادي القوة الجوية، إذ سيجد فيها المتابع الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.
بدايـاته
بدأ الحارس هاشم خميس مسيرته الكروية في الملاعب الشعبية في منطقة الأمين في بغداد الجديدة متأثراً بالحارس الدولي الكبير رعد حمودي، حيث قاده هذا التأثر إلى الوقوف بين خشبات المرمى. وبعد أن بدأ مستواه الفني يتصاعد من مباراة إلى أخرى قرر الاختبار مع فرق الفئات العمرية في نادي الصناعة وبالفعل نجح في الاختبار مع شباب الصناعة الذي جرى في عام 1986، إذ منحه هذا النجاح الثقة الكبيرة في التطور وبدأت طموحاته تتصاعد باستمرار ولم تمض ِسوى سنتين فقط حتى قرر الانضمام إلى صفوف نادي الشباب الذي كان يعد من فرق المقدمة حيث استطاع الدفاع عن ألوانه بشكل جيد وأصبح يُعد من حراس المرمى الشباب الذين يُشار إليهم بالبنان، لأنه تمكن من تطوير مستواه بشكل لافت للنظر.
الانتقال للجوية
بعد أن قضى موسماً واحداً مع نادي الشباب جاءت دعوة للحارس الشاب آنذاك هاشم خميس لغرض الانضمام إلى صفوف نادي القوة الجوية حيث وجد في هذه الدعوة الفرصة المثالية لتحقيق حلمه الكروي الكبير، لأنه من محبي ومشجعي هذا الفريق، فضلاً عن ذلك أن القوة الجوية يعد من الفرق الجماهيرية الكبيرة التي تجعل لاعبيها تحت أنظار الجمهور وكذلك يحظى الفريق المذكور بمتابعة إعلامية واسعة جداً، الأمر الذي سيساعد هذا الحارس الشاب على تحقيق طموحاته الكبيرة، وبالفعل بدأ الحارس هاشم خميس يدافع عن ألوان فريق القوة الجوية كحارس أساس برغم وجود الحارس الكبير عمر احمد.
وقد برز في عام1991 بشكل لافت للنظر في بطولة كأس المثابرة التي حصل فيها القوة الجوية على المركز الثاني بعد نادي الزوراء إذ برغم تعرض شباكه إلى الاهتزاز ثلاث مرات، إلا أنه قدّم صورة طيبة وتمكن من إنقاذ مرماه من أهداف أخرى حقيقية.
بعد ذلك واصل الحارس هاشم خميس مسيرته الكروية في الدفاع عن شباك فريقه المفضل "القوة الجوية" ولم يتركه مطلقاً، إلا لخوض تجربة الاحتراف الخارجي في الملاعب اللبنانية.
مسيرته الدولية
نظراً للمستوى الجيد الذي قدمه الحارس هاشم خميس مع القوة الجوية فقد تم استدعاؤه من قبل المدرب عدنان درجال إلى صفوف منتخب بغداد في عام 1992 الذي ذهب بجولتين إلى كل من اليمن والسودان وبعد هذه الجولة تم تحويل المنتخب المذكور إلى المنتخب الوطني بعد أن أضيف إليه نجوم المنتخب الوطني الكبار أمثال احمد راضي وسعد قيس وحبيب جعفر وليث حسين وراضي شنيشل وسمير كاظم وغيرهم حيث خاض أول مباراة دولية له مع المنتخب الوطني ضد المنتخب الأردني عام 1993 التي انتهت لصالح منتخبنا بهدفين مقابل لا شيء.
وبعد ذلك توالت مشاركاته الدولية، حيث شارك في تصفيات بطولة أمم آسيا التي جرت في طاجاكستان تحت إشراف المدرب ناجح حمود وتمكن منتخبنا من خطف بطاقة الصعود إلى النهائيات التي جرت في لبنان، كما شارك كحارس أساس في الدورة الرياضية العربية التاسعة التي جرت في الأردن عام 1999 تحت إشراف المدرب ناجح حمود التي حصل فيها منتخبنا على الميدالية الفضية بعد مباراة تاريخية مثيرة جداً أمام مضيف البطولة المنتخب الأردني الذي تمكن من خطف الميدالية الفضية عبر ركلات الجزاء الترجيحية ، أيضاً شارك الحارس هاشم خميس مع منتخبنا الوطني في بطولة الصداقة التي جرت في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1999 التي حصل منتخبنا على لقبها.
شارك أيضاً في بطولة الصين الدولية التي جرت في الصين عام2000 وكانت بطولة تحضيرية لنهائيات بطولة أمم آسيا وجاء منتخبنا بالمركز الثاني فيها، وشارك في نهائيات بطولة أمم آسيا التي جرت في لبنان عام 2000 والتي تأهل فيها منتخبنا إلى دور الثمانية وخرج بعد خسارته القاسية أمام المنتخب الياباني بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، كما شارك في بطولة غرب آسيا الأولى التي جرت في الأردن عام 2000 تحت إشراف المدرب عدنان حمد وحصل فيها منتخبنا على المركز الثالث، كذلك شارك في بطولة غرب آسيا عام 2002 في سوريا وفاز منتخبنا بلقبها للمرة الأولى في تاريخه تحت إشراف المدرب عدنان حمد أيضاً حيث بقي الحارس هاشم خميس يدافع عن ألوان منتخبنا الوطني حتى عام 2004 إذ خاض آخر مبارياته الدولية ضد المنتخب السوري التي انتهت عراقية بهدف واحد مقابل لا شيء.
نقطة التحول
إن نقطة التحول الكبيرة التي حصلت في مسيرة الحارس هاشم خميس تمثلت بانتقاله من نادي الشباب إلى نادي القوة الجوية، إذ أن هذا الانتقال رفع الكثير من أسهمه في بورصة حراس المرمى المحليين في ذلك الوقت، كما أن هذا الانتقال أسهم بوصوله إلى حراسة مرمى المنتخبات الوطنية وكذلك فتح له أبواب الاحتراف الخارجي.
تجاربه في الاحتراف
نظراً للمستوى الكبير الذي قدّمه الحارس هاشم خميس في مباريات نادي القوة الجوية فقد سنحت له الفرصة في خوض تجربة الاحتراف الخارجي في الملاعب اللبنانية حيث مثل فريق السلام زغرتا لمدة ثلاثة مواسم متتالية كما لعب لموسمين آخرين مع فريق الأهلي عالية، إذ أن بقاءه لمدة خمسة مواسم متتالية في الدوري اللبناني دليل أكيد على ثبات مستواه، بل وتطوره، الأمر الذي جعل الفريق الأول يتمسك به كثيراً، بينما سعى الفريق الثاني كثيراً لكي يفوز بفرصة الحصول على توقيعه حيث كانت تجربته في الاحتراف الخارجي مميزة جداً برغم أنها أبعدته عن الإعلام المحلي وهذا الابتعاد أسهم بابتعاده عن تمثيل المنتخب الوطني في بعض المشاركات الخارجية.
أعــز مبارياته
خاض الحارس هاشم خميس خلال مسيرته الكروية الطويلة الكثير من المباريات الجميلة والمتميزة جداً، إلا أنه يعتز بمباراتين مهمتين بقيتا عالقتين في ذاكرته، الأولى مع القوة الجوية ضد نادي الزوراء في نهائي كأس المثابرة التي انتهت بفوز فريقه بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد حيث تمكن في هذه المباراة من غلق كل المنافذ على لاعبي الزوراء الذين كثيراً ما هددوا مرماه، إذ كان السبب الرئيس في خطف فريقه لكأس المثابرة، أما المباراة الثانية فكانت بين منتخبنا الوطني والمنتخب الليبي في دور الأربعة في الدورة العربية التاسعة التي جرت في الأردن عام1999 والتي انتهت لصالح منتخبنا بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، حيث قدّم فيها صورة رائعة للغاية وتمكن من إبعاد الكرات الخطرة عن مرماه بكل براعة واقتدار، إذ أن نتيجة هذه المباراة أهلت منتخبنا إلى المباراة النهائية.
مميزاته
يمتلك الحارس هاشم خميس الكثير من المميزات الجيدة التي يجب أن تتوافر في حارس المرمى ومنها الطول الفارع واللياقة البدنية العالية والهيمنة على منطقة الجزاء وحسم الكرات أو إبعادها، فضلاً عن قدراته الهائلة في التصدي إلى ركلات الجزاء بكل ثقة واقتدار، كما يتميز بروح القيادة وتوجيه لاعبي فريقه بشكل صحيح أثناء المواقف الصعبة والحرجة التي تحصل في المباراة.
وحقيقة الأمر أن الحارس هاشم خميس لو تزامن بروزه وتألقه في وقت كانت الكرة العراقية لا تعاني من قلة المشاركات الخارجية بسبب الحظر الدولي الذي فُرض عليها منذ عام 1990لحصل على شهرة مضاعفة للشهرة التي يمتلكها الآن.
بعد الاعتزال
بعد اعتزاله اللعب في عام 2005 توجه الحارس هاشم خميس إلى تدريب حراس المرمى حيث اشرف على تدريب حراس مرمى منتخب الشباب عام 2005، كما أشرف على تدريب حراس مرمى المنتخب الوطني وكذلك المنتخب الاولمبي وهو الآن يعمل مدرباً لحراس مرمى فريقه القوة الجوية.
أبرز المدربين
عمو بابا، عدنان حمد، أيوب أوديشو، صباح عبد الجليل، حسن سداوي، ناطق هاشم، ناجح حمود، محمد طبرة،عادل يوسف، حسن فرحان، ناظم شاكر، سعدي توما، احمد جاسم، جلال عبد الرحمن، اليوغسلافي ميلان جيفانو فيتش،الكرواتي بيلين وثائر جسام .