اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > قلّة الرياض الحكومية تزيد من أعداد الأهلية التي تعاني الإهمال

قلّة الرياض الحكومية تزيد من أعداد الأهلية التي تعاني الإهمال

نشر في: 29 يناير, 2014: 09:01 م

مشروع مربح بمبالغ زهيدة  وبموافقة موظف من وزارة التربية ضمن لجنة التقديم لتأسيس روضة أهلية ،فالطريق إلى ذلك متاح ويعد من المشاريع اليسيرة لضمان الربح المادي ،في البداية تطبق جميع الشروط الواردة بالعقد ولكن في ما بعد ومع مرور شهرين على بداية العا

مشروع مربح بمبالغ زهيدة  وبموافقة موظف من وزارة التربية ضمن لجنة التقديم لتأسيس روضة أهلية ،فالطريق إلى ذلك متاح ويعد من المشاريع اليسيرة لضمان الربح المادي ،في البداية تطبق جميع الشروط الواردة بالعقد ولكن في ما بعد ومع مرور شهرين على بداية العام الدراسي بشهرين تنقلب الموازين ويغيب كل شرط من شروط الروضة عنها  .اليوم نشاهد العديد من رياض الأطفال وخاصة في المناطق البعيدة والشعبية وعدد من رياض الأطفال في منطقة واحدة تفتقر للكثير من الشروط  المتفق عليها مستغلين عدم وجود جهات رقابية تتابع  تلك الرياض التي تعد اللبنة الأساسية لبناء الطفل بشكل سليم وسوي ،فضلا عن كونها نقطة الشروع لتجهيز الطفل للمرحلة الابتدائية من الدراسة.
تحدث للمدى عدد من الأمهات  وسلطنَ الضوء  على ما يجري في تلك الرياض ومعاناة عوائل الأطفال من السلبيات الموجودة فيها.
وجبة غذاء للترغيب
لمى عدنان – موظفة في بادئ الأمر اشترطت مديرة الروضة عدة شروط ،منها الزي المدرسي الموحد، والكتب المنهجية للأطفال، والاشتراك بعجلة النقل  وعدة تفاصيل أخرى مما دعانا إلى الموافقة على التسجيل فيها ،ومن دوافع ترغيب الطفل في الروضة في بداية العام الدراسي وجبة الغذاء التي تقوم الروضة بتقديمها  إلى التلميذ  لمدة شهرين فقط كما تبين عدنان ،بعد ذلك يبدأ تقديمها بالتناقص إلى وقت تنقطع فيه تماما، وهذه كما تؤكد عدنان  من عناصر ترغيب  الأهل في التسجيل  بهذه الروضة، مبينة ان هذا الأمر يؤثر على الحالة النفسية للطفل، حيث تقدم له وجبة غذاء هو بحاجه لها ونوع من الخدمة المريحة ،وبالتأكيد يجد المتعة من خلال مشاركة الأطفال في تلك الأمور، ولكنها تنقطع عنه لأسباب إدارية خاصة بالروضة وهذا ما يؤثر على نفسية الطفل ،والأهم عند الإدارة هو تحقيق الربح المادي.
روضة واحدة بالمنطقة
 عبير خليل – معلمة- بينت ان المناطق الشعبية تتميز بكثافة السكان وعدد الأطفال  لا يتناسب مع ما موجود من رياض أطفال حكومية في تلك المناطق، فمنطقتنا (والكلام لخليل )هناك  روضة واحدة  في بناية قديمة صغيرة ، وبعيدة عن بيوت المنطقة  ،وهذا ما دفع الكثيرين إلى الذهاب  للروضة الأهلية على الرغم من عدم وجود الخدمات الكافية للطفل، وعند ذهاب أولياء الأمور لها عند الصباح تبدو الروضة بشكل مناسب من النظافة والترتيب، ولكن بعد مرور ثلاث ساعات من بداية الدوام يتغير كل شيء ويأخذ الإهمال حصته من خلال المراقِبات اللواتي يهملن الطفل تماما، والسبب في ذلك- كما تبين خليل- هو العدد الكبير للأطفال في الصف الواحد،  فبداية الدوام جيدة ، ولكن مع نهاية الدوام تصبح الروضة  مصدراً للأمراض وانتقالها من طفل لآخر، مبينة انه من الواجب توفير روضة حكومية أخرى  بمعدل روضتين في كل منطقة مزدحمة بالسكان ،حتى لا تضطر العوائل إلى اللجوء للرياض الأهلية .
   فقدان الثقافة التربوية
محمد علي – موظف-نشاهد اليوم الكثير من النسوة وهن غير تربويات قد باشرن  فتح روضة أهلية في مناطقهن أو في الأحياء القريبة من محل سكناهن من أجل سد وقت فراغهم وهن فاقدات للثقافة التربوية والسلوك النفسي والإرشادي وطرق تدريس الطفل في رياض الأطفال كما يبين علي متسائلا :أليس من المفروض ان تقوم دورات تثقيفية وتطويرية للكادر الذي يعمل بتلك الرياض؟  
مضيفا ،بانهم بحاجة إلى ذلك ،لأن هناك الكثير ممن يديرون الروضات الأهلية لا يملكون شهادة تربوية ولكن من ضمن إجازة التأسيس أن المتقدمين عليها ثلاثة أشخاص ،ومن ضمنهم شخص واحد تربوي ،وهذا من ضمن شروط المديرية العامة للتعليم الأهلي والمسائي ،وبيّن علي ،من شروط التأسيس يجب توفير العنصر المهم وهو الوعي الثقافي الذي من جانبه سيسهم في خلق الكثير من المفاهيم المهمة في تفكير الطفل أثناء تدريسه وتوجيهه وليس كما معمول به الآن في بعض رياض الأطفال الأهلية حيث تدير الروضة ربة بيت غير مؤهلة لإيصال التعليم إلى الطفل في مرحلة تعد الأهم في حياة الطفل بحسب قوله.

قضاء للوقت فقط
بينت أفياء عدنان – موظفة- للمدى  : من المؤسف ان بعض  العوائل لا تبالي بما موجود من سلبيات في رياض  الأطفال الأهلية ،غير مهتمين في الأعداد المتزايدة في الروضة الواحدة  ، وللأسف كما تقول عدنان هو قضاء الطفل لوقته داخل الروضة  ومنعه من المشاجرة واللعب مع الأطفال الآخرين في البيت ولم يكن لهم أي اهتمام في ما تقدمه الروضة لطفلهم،مضيفة ،ان هناك مشكلة مهمة تتمحور في  وسائل النقل  حيث نشاهد باص الروضة مزدحماً بالأطفال ولا يتناسب العدد مع استيعاب عجلة النقل، وهذه الجوانب تؤثر بشكل سلبي على نفسية الطفل وصحته ،إضافة إلى تعرضه للأذى ،مبينة ان الأطفال يلعبون داخل الروضة من دون رقيب أو موجّه من قبل المراقبات في الروضة اللواتي ينشغلن في أمور تخص عوائلهن،وكذلك عدم حصول الأم على معلومة من الروضة بشأن طفلها وسلوكه مع أقرانه داخل الصف.

التربية: التسجيل وفق الضوابط
سلامة الحسن المتحدث الإعلامي في وزارة التربية بينت أن التسجيل لرياض الأطفال الأهلية يكون في مديرية التعليم الأهلي والمسائي  وفق شرط  أن يتم التقديم من قبل ثلاثة أشخاص ،ومن ضمنهم شخص تربوي وهناك شروط أخرى تتعلق في بناية الروضة وتوفر عناصر السلامة والأمان والبناية ،مبينة ان استقطاب الروضة لعدد كبير من الأطفال يعود إلى الروضة وما توفره للطفل من وسائل مفيدة واهتمام فلا هناك تحديد في العدد الكلي للروضة وإنما نحدد العدد الكلي للطفل في الصف  الواحد ،وهناك لجان مختصة من قبل وزارة التربية تقوم بالتفتيش المستمر والتوجيه .وهناك عدد من الروضات قدمت بحقها شكاوى وتمت محاسبتها وبعض من الشكاوى كيدية، ونلاحظ ان الروضات الأهلية تزداد بزيادة الكثافة السكانية في المنطقة، وعلى الرغم من ذلك فإن هناك اهتماما مباشرا من قبل وزير التربية برياض الأطفال الحكومية والاهتمام بها ولكن هناك روضة واحدة في كل منطقة ونحن نعيش كثافة سكانية مرتفعة تتطلب خططاً وضوابط جديدة لإعداد رياض أطفال اكثر.

الصحة :لجان تفتيشية صحية تقوم بدور رقابي
وأضاف زياد طارق عن صحة بغداد :أن هناك تنسيقا من قبل وزارة الصحة ووزارة التربية في ما يخص التلاميذ بشكل عام لاسيما رياض الأطفال الأهلية ويكون ذلك ضمن استمارة التسجيل في الروضة أو المدرسة من حيث الحالة الصحية السليمة  للطالب ،وإكماله جميع اللقاحات وأن يكون مؤهلا بدنيا لدخوله الروضة .ومن جهة أخرى الاطلاع على ما تحوية الروضة أو المدرسة من مواصفات بيئية و صحية سليمة ،وبين ان وزارة الصحة لها جولات تفتيشية لفحص الكثير من الخدمات المتوفرة للطفل  ،على سبيل المثال خزانات المياه وأخذ عينات منها وفحصها  للتأكد من سلامتها، إضافة إلى الحانوت المدرسي وما يقدم من مأكولات .
وبما ان ووزارة الصحة ليس لها نظام تغذية   يقدم بشكل رسمي أو شخصي من قبل المدارس والروضات الأهلية، فهناك لجان أيضا تشرف على ما يقدم ،ويكون التنسيق بين الوزارتين على ان تكون الروضة ضمن الرقعة الجغرافية للقطاع الصحي.

محافظة بغداد: الالتزام
 بالثقافة التربوية
كما  بينت عضو لجنة التربية في مجلس محافظة بغداد – دهاء الراوي أن الطفل في مراحل حياته الدراسية الأولى يكون هو بأمسّ الحاجة إلى التوجيه  السليم وتسلم المعلومة الصحيحة  بشكل يتناسب مع عمره ومواهبه وقابلياته، لكي يستطيع الموجه له في الروضة  ان ينمي قابلياته ومواهبه ، فهنا من المهم الالتزام بالثقافة التربوية لجميع الكادر الذي يعمل في رياض الأطفال أسوة برياض الأطفال الحكومية وما يمتلكون من شهادات ،وأوضحت الراوي انه تم افتتاح فروع لرياض الأطفال في الكليات الأساسية لتخريج معلمات جامعيات لرياض الأطفال ،وهذا أمر ضروري جدا ويجب توفره على الرغم من قلة بنايات رياض الأطفال في جميع المناطق، ودعت الراوي وزارة التربية إلى الاهتمام بهذا الشأن كي يتوجه الأهالي إلى الالتزام بالروضة الحكومية لما تقدمه من نشاطات تربوية تؤثر في الطفل من قبل المعلمات التربويات ،مضيفة ان اللجنة قدمت طلبا إلى المجلس  لتخصيص قطعة ارض في بلدية المنصور  حسب طلبهم لبناء تلك الروضة، والمجلس في زيارات  مستمرة لرياض الأطفال الحكومية حيث تمت متابعة واقعها التربوي والصحي والكادر التدريسي والمراقِبات في تلك الرياض .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram