نائب من زمن العراق الديمقراطي يترأس لجنة برلمانية ، نشر في شوارع بغداد وساحاتها العامة اعلانات تحمل صورته ، واستعداده لتقديم الارشادات والنصائح القانونية مجانا ، وجزاه الله خيرا على هذا العمل المعبر عن رغبته في خدمة ابناء شعبه ، والتصاقه بالجماهير والتعاطي مع همومها ومعاناتها في احلك الظروف والأحوال وتراجع الأوضاع الأمنية .
مبادرة النائب تستحق الاشادة والتقدير، لانه جعل افتتاح العيادة متزامنا مع قرب اجراء الانتخابات التشريعية من دون ان يحدد موقعها وجدول المراجعة اليومي، والمعروف عن دكتور العيادة انه كثير السفر الى الخارج، واخذ على عاتقه مهمة تطوير علاقات العراق الخارجية مع الدول الشقيقة والصديقة .
صاحب العيادة وفقه الله وسدد خطاه وجعله في مقعده النيابي في مجلس النواب بدورته المقبلة، لم يحدد شروط المراجعة ، وخاصة بالنسبة للنساء ، فهل يحق للمرأة طالبة الاستشارة زيارة العيادة من دون محرم؟ وهل تشمل خدماتها بقية الطوائف والاديان والاقليات ، ام تقتصر على فئة محددة ، ولا يجوز لغيرها طلب الاستشارة، هذه الاسئلة وغيرها تبرز لدى اي شخص ، استوقفه الاعلان ،وردد مع نفسه عبارات الاشادة بصاحب المبادرة وحرصه على تقديم افضل الخدمات القانونية .
ابو العيادة القانونية خاض الانتخابات التشريعية السابقة ، وحصل على اقل من عشرة اصوات طبقا لنتائج المفوضية ، ولكنه استطاع ان يشغل مقعده في المجلس عن طريق المقاعد التعويضية ، وهو لا يختلف عن الاخرين في الوصول والجلوس تحت قبة البرلمان باصوات رؤساء كتلهم او بالنظام الانتخابي المعتمد ، وفي الدورة قبل السابقة ، منحته القائمة المغلقة حق تمثيل الشعب ، فواصل النضال والمسيرة الجهادية ، انطلاقا من شعوره وإيمانه بأهمية الاحتكاك المباشر مع الجماهير باصدار بيانات التنديد والاستنكار من خلال مكتبه الاعلامي وبشكل شبه يومي عند حصول انفجارات في العاصمة بغداد ، وهو يجهل معظم مواقع احيائها باستثناء المنطقة الخضراء والطريق المؤدي الى المطار .
من المحتمل جدا ان تغلق العيادة القانونية ابوابها بعد انتهاء الانتخابات ، ومن المحتمل ايضا ان يتفرغ صاحبها في حال فشله في الوصول الى البرلمان لتقديم الاستخارة مستعينا بالمسبحة 101 لزملائه من النواب السابقين والجدد والمسؤولين ليساعدهم في غياب فرص التوافق على اتخاذ القرارات المصيرية ، وقد تمتد شهرته في قدرته على حسم الملفات الشائكة بطريقة
الـ "101" الى الخارج ، فتستعين به الدول الكبرى لانهاء نزاعات اقليمية ، ثم يضمن الترشح لنيل جائزة نوبل للسلام لجهوده في حفظ امن المنطقة .
من المناسب ان يبادر بقية النواب لضمان مقاعدهم في الدورة المقبلة بافتتاح عيادات لتخصصاتهم ، فمن كان منهم يحمل شهادة الطب البيطري عليه ان يسارع على الفور لتقديم خدماته المجانية لعلاج الاغنام من الحمى القلاعية ليحصد فيما بعد المزيد من اصوات ابناء الارياف ، ومن كان معلما فعليه تقديم دروس في محو الامية ،اما اصحاب الشهادات المزورة فامامهم فرصة تقديم الاستشارة لمن يطلب براعتهم في تزوير الوثائق الرسمية .
عيادة قانونية
[post-views]
نشر في: 29 يناير, 2014: 09:01 م