اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لا عزاء للسيدات ؟

لا عزاء للسيدات ؟

نشر في: 29 يناير, 2014: 09:01 م

احتشد رهط غفير من السابلة أمام إحدى الواجهات الزجاجية العريضة لمخزن عريق بشارع اكسفورد في قلب لندن، للتمتع بعرض حي ! بعد ان تفتقت خيالات المعلنين عن طريقة مثلى لجذب واستقطاب المشترين - وتحقيق المزيد من الارباح ، بعد موسم التنزيلات ( الذي كانت حصيلته متدنية قياسا للسنوات السابقة). كيف؟
استبدلوا دمى المانيكان المخصصة لعرض الملابس ، بفتيات يانعات من لحم ودم واحتدام مشاعر . وتم سجن اكثر من عارضة لساعة وبعض ساعة في ( فترينة ) العرض الزجاجية ، لتغدو فرصة سانحة لمن لا يشتري : ليتفرج .
فتيات رشيقات في مقتبل العمر .. لبسن معاطف الفراء تحسبا لشتاء قارس (قارص) والبعض منهن ارتدين المايوه، انتظارا لصيف لاهب ٫ لعرض آخر صيحات المودة وما تفتقت عنه قرائح بيوت الازياء . دون إهمال لوازم آخر صرعات المكياج والاكسسوارات المتممة، من اقراط وأساور وقلائد وخلاخيل السيقان، ليضيفوا للصورة الهواجس الخفية للتشويق والإثارة.
ما الذي يدفع إمراة ما للرضوخ لهذا العرض المهين لكرامة الانسان — الرجل قبل المرأة—؟ الحاجة للمال ؟ربما . حب المغامرة والخروج على السائد والمألوف؟ ربما . الرضوخ لرغبات رب العمل ؟ ربما….
امر بالواجهة الزجاجية ، ولا امنع فضولا استبد بي للتمعن بأدوات العرض: الفتاة تقف جامدة كتمثال من رخام ! لا تتحرك ، لا تتكلم . لا تطلق ضحكة .لا تتلفت ...
أي عزاء للنساء في بلدان الثراء الفاحش والفقر المدقع — على السواء— ان يستعملن كسلعة؟
الدعوة ليقظة المرأة ، — وإطلاق سراحها من ربقة العبودية المتلفعة بالعباءة والخمار والبرقع. وتلك السافرة عن النهود والافخاذ والسيقان —مهمة مقدسة .
دعوتها للتمرد على قضبان سجنها ولو كانت من ذهب، وفك قيودها ولو كانت من حرير . تحريضها للاضطلاع بدورها الحقيقي: شريكة الرجل لا تابعة له ، رفيقته لا محظيته ، حبيبته لا ملك يمينه ، نفحة من روحه لا مفقسا لبيوضه ولا جردلا للنفايات يلقى إليه بالمياه الثقيلة كلما دعت الحاجة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram