مرت بالأمس الذكرى 217 لولادة فرانس شوبرت، الموسيقي النمساوي الكبير الذي بدأ التأليف مبكراً، وطواه الموت مبكراً كذلك وهو في الحادية والثلاثين من العمر. ولد شوبرت وسط الموسيقى، فكل أعضاء عائلته كانوا موسيقيين متحمسين، فعلمه أبوه العزف على الكمان، وعلمه
مرت بالأمس الذكرى 217 لولادة فرانس شوبرت، الموسيقي النمساوي الكبير الذي بدأ التأليف مبكراً، وطواه الموت مبكراً كذلك وهو في الحادية والثلاثين من العمر. ولد شوبرت وسط الموسيقى، فكل أعضاء عائلته كانوا موسيقيين متحمسين، فعلمه أبوه العزف على الكمان، وعلمه أخوه الكبير العزف على البيانو. وسرعان ما أخذ يعزف الفيولا في الرباعي الوتري المنزلي، في عائلته. درس شوبرت ثلاث سنوات على يد أنتونيو سالييري (1750-1825) الذي صوره فيلم أماديوس (من إخراج ميلوش فورمان في 1984) في صورة الشرير. رغم أن علاقة موتسارت بسالييري لم تكن حسنة في البداية، فإنهما في نهاية المطاف كانا يحترمان أحدهما الآخر كزملاء في المهنة، وكان سالييري من علم ابن موتسارت، فرانس سافير، فنون الموسيقى.
لم يحصل شوبرت في حياته على الشهرة التي يستحق، ولم تعترف به الأوساط الموسيقية مؤلفاً هاماً، خاصة وقد هيمن بيتهوفن على المسرح الموسيقي دون منازع. فشل شوبرت في الحصول على مناصب موسيقية، ولم ينجح في تقديم أمسية موسيقية كاملة تقدم فيها أعماله فقط إلا قبيل وفاته، بعد أن استفحل عليه المرض. لكنه بالمقابل كان يجد العزاء والتعويض بين حلقة ضيقة من أصدقائه الذين عرفوا قيمته وأهميته، وفي أداء أعماله في البيوت. لذا نجد أنه ألف موسيقى الحجرة بغزارة، ورفع من مستوى الأغنية "ليد" لدرجة لافتة. ومع ذلك ألف الكثير من الأعمال الأوركسترالية التي حازت شهرة فائقة بعد وفاته بفترة طويلة، منها سيمفونيته في دو الكبير التي نشرت في 1840، وسيمفونيته "الناقصة".