سعد أحمد
العمليات الارهابية اليومية في بغداد والمحافظات، في تصاعد وتوسع، وتواجَهُ بانكفاء امني وعسكري، او ما يُشبه العجز في التصدي لها. ورغم البيانات والتصريحات الحكومية والعسكرية حول الاجراءات والتدابير الاحترازية، فإن الخرق يستمر والدماء تسيل، والتوتر على صعيد مزاج خلق الله، سوى المسؤولين، يظل سيد الموقف.
المعروف، في علم وتجارب مواجهة النشاط غير النظامي، الارهابي وغير الارهابي، انه يتطلب وسائل وادوات وخططاً تختلف جذرياً، عما تستلزمه الحروب النظامية، جيش مقابل جيش. الحروب تعتمد على حسابات القوى العددية، وتكامل الاسلحة على الارض وفي الجو، ونوع السلاح وتطوره وقوة نيرانه، ثم التفوق في الخطط والتكتيكات، وسرعة البديهة. اما في حروب العصابات، فالامر يختلف جذرياً، فالعدد لا يلعب دوراً حاسماً الا اذا تكامل مع العناصر والشروط الاخرى، واعتماد شروط خوض الحروب في هذه الحالة، تشكل احياناً مقتلاً، خصوصاً اذا كانت الاندفاعة في الجبهتين مختلة، وتتحول المعركة، اذا لم تتوفر فيها شرط الغطاء الشعبي، والارادة السياسية الموحدة، الى هزيمة وتصدعات تنعكس سلباً على المزاج العام ومعنويات الناس.
لقد انزلقت البلاد، نتيجة التفريط بالوحدة الوطنية، والانفراد بالقرار، واختلاط القرار السياسي القيادي وتدخله، دون ان تكون له دراية وخبرة، في الشأن العسكري، الى وهم قاتلٍ يدفع الى الاعتقاد بان عسكرة المجتمع ومضاعفة عديد القوات المسلحة بكل فروعها واسلحتها، ووضع المدن "عملياً" في حالة انذار وطوارئ، هي الامور الكفيلة بالقضاء على القاعدة وداعش ومن يواليهما ويؤويهما، ويوفر لهما الغطاء والملاذ الآمن.
ولسنا بحاجة لقراءة التاريخ البعيد، والتبحر في رصيد الخبرة المستقاة من مواجهة الارهاب والجريمة، لنقنع انفسنا بان هناك وسائل اكثر مضاءً من اكبر الجيوش في كسر شوكة الارهاب. اذ يكفي ان نعود الى تجربتنا القريبة، قبل بضعة اعوام، حين استفحل النشاط الارهابي التكفيري، وتطاول وامتد في انحاء مختلفة من البلاد، لنكتشف بوضوح يتحسسه الاعمى بسريرته، ان النجاح اقترن بعاملين مترابطين: المصالحة والتفاهم الوطني بين فرقاء العملية السياسية، على علاّتها وعيوبها وثغراتها، وتشكيل قوات الصحوة، التي تحركت في مناخ الثقة بالعمل المشترك، وفعاليته وصدقيته في إحقاق حقوق الجميع، وتجاوز كل اشكال وصيغ التمييز والتهميش والإقصاء والتعديات.
والانتكاسة التي صارت اليها الاوضاع باتت معروفة، من العيب تكرارها كل يوم، وابطالها معروفون، حتى ان الواحد منهم يقول، وهو متلبس بالظنينة: ها انا خذوني..!
امس وصل الجنرال لويد اوستن قائد الجيش الاميركي في الشرق الاوسط، الى بغداد والتقى النجيفي، وتباحث معه دون شك في الشأن الامني، واستشراء الارهاب، وقد اجتمع مع غيره من المسؤولين، وصدرت عن النجيفي مبادرة للحل السياسي، عسى ان لا تلقى مصير سابقاتها.
لكن المواطنين يتساءلون بحيرة: مادامت داعش قادرة على اختراق كل الحواجز الامنية والسيطرات العسكرية في عاصمة البلاد وحواضرها، فلماذا يستمر تعذيبها يومياً بإجراءات هذه الحواجز والسيطرات واجهزتهما "الفالصو"!
لماذا لا تجري اعادة انتشار الحواجز والسيطرات حول بغداد وفي مداخلها ومخارجها، وكذلك في المدن الاخرى، لاراحة المواطنين المعذبين، ولعل في الاجراء وما يتخذ من تكتيكات لا تصل الى داعش قبل ان تُبلغ بها القيادات الامنية والعسكرية، ما يربك التنظيمات الارهابية، ويعيق مخططاتها، ويثير البلبلة في صفوفها..؟
عملية الاربعاء باقتحام احد مرافق وزارة النقل، اشاعت ما يُشبه الرعب والفزع بين الناس، فهل هذا يعني، ان "داعش" تبادلت المواقع مع "دافش"..!؟
داعش تتبادل الأدوار مع دافش:اختراق يومي في بغداد وانكفاء امني في مواجهته..
[post-views]
نشر في: 31 يناير, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
يقول المختار ابو البوكسات الذي يخاف على العملية السياسية انا اعرف من يقتل ومن يهجر ومن يختال وباي سلاح وباي كاتم وباي باج وباي هوية وهم موجودين في البرلمان والحكومة لماذا ذهب الى الانبار ليقاتل اهلها ولم يقاتل داعش الذي يعرفهم باسمائهم اليس تلك حرب مذهبية