الرئيس الهندي السابق عبد الكلام : عالم ومخترع وشاعر رؤيوي
يحدد البروفيسور عبد الكلام سمات القيادة الناجحة التي لابد أن تتوفر في قيادة مشاريع التكنولوجيا والقيادة السياسية بما يأتي :
1- أن يمتلك القائد الرؤية vision
2- أن يطرق وسائل غير مستكشفة من قبل الآخرين - فالناس يستسهلون الطرق المطروقة كي لا يدفعوا الأثمان المترتبة على مغامرة التجريب .
3- أن يعرف القائد كيف يتعامل مع النجاح و الأهم من ذلك كيف يتعامل مع الفشل ،
4- أن يتحلّى بالشجاعة في اتخاذ قرارات مسؤولة ،
5- أن يكون شفّافاً و مرئياً من قبل الجميع ويختلط بالناس يوميا وينبغي له دوما أن يكون وثيق الصلة بشعبه .. (يعني دون مناطق خضراء وحمراء وصفراء محمية ).
6-أن يعمل بنزاهة كاملة وسط محيط من المساعدين و المستشارين الذين يناظرونه نزاهة ليتمكّن من تحقيق الأهداف المؤشّرة.
،يحيا الرئيس الهندي البروفيسور زين العابدين عبد الكلام ذو النزوع الروحاني العميق ببساطة وتواضع كمتصوف درويش يقدس المعرفة ويفكر برفعةِ عالم جليل لم ينغمس بانحياز سياسي و لم يتحدث باسم دين أو طائفة أو قومية أو عرق لأنه داعية علم ومعرفة وحالم لا يشغله سوى مستقبل بلاده .
يقول البروفيسور عبد الكلام في قصيدة بسيطة عن أهمية التعليم والإبداع المفضي إلى المعرفة:
التعلّم يمهّد السبيل للإبداع
الإبداع يقود إلى التفكير
التفكير يخلق المعرفة
المعرفة تجعلك شخصاً عظيماً ..
عمل عبد الكلام على تطوير البرنامج النووي الهندي والصواريخ البالستية واعتبره الهنود بطلا قوميا حقق تطلعاتهم في امتلاك التقنية والقوة لتحقيق السلام واعتمدته الحكومة الهندية مستشارا علميا لها قبل ان يختاره الهنود وهو الرجل المسلم -رئيسا وكان بحق جديرا برئاسة بلد متعدد الثقافات لأنه من الرجال القلائل في التاريخ الإنساني ممن جمعوا بين العلم الميداني والفكر المستقبلي و قيادة بلد وهو من وضع الخطوط الرؤيوية لمستقبل الهند حتى عام 2020 ، ويعرف عالميا بأنه من أعلام العلم والتكنولوجيا في عصرنا فاستحق لذلك ثلاثين درجة دكتوراه من جامعات العالم العلمية.
يقول عبد الكلام " إن من أهم الدروس التي تعلمتها في برنامج الهند الفضائي و الصاروخي هو أن لا نكتفي بالتعامل مع النجاح بل ينبغي أن نتعلّم كيف نتعامل مع الفشل أيضاً و أودّ كثيراً أن يدرك الشباب كيف يتعاملون مع الفشل ".
لعبد الكلام عدد من الكتب ابرزها كتاب سيرته الذاتية ( أجنحة النار ) وكتاب ( الهند 2020- رؤية للألفية الجديدة) وكتاب ( رحلتي ) وكتاب ( العقول النيرة – استغلال الطاقة في الهند)
كرّس الرجل حياته للبحوث العلمية والمنجزات التقنية فلم يتزوج وما عرف عنه أي انحياز لموقف سياسي سوى الانتماء للهند ومستقبلها في وقت يتهافت رؤساء دولنا على صغائر الأمور ويفصحون عن عوزهم للمعرفة ويتباهون بانتماءاتهم السياسية الضيقة على حساب مصلحة أوطانهم ، فلا يعنون بالثقافة والتعليم ومستقبل الوطن ، بينما يفخر عبد الكلام في محاضرة عن تجربته وتجربة الهند مع الثقافة والمعرفة، بأنه "أثبت حضوره ونجاحه عن طريق العلم "، وكأنه يشير إلى أن بلاده ذات الأكثرية الهندوسية وديانات أخرى عديدة لم ترفعه إلى المركز الأول في الهند – وهو المسلم - إلا بالعلم والتفوق وما عرف عن زهده ونزاهته وطوال فترة رئاسته ،وبعدها ظل يدعو إلى أن يمتلك كل بيت مكتبة وأن تتاح للجميع حرية القراءة واختيار نمط التعليم المناسب لكل فرد.
يتبع
جميع التعليقات 2
علوان حسين
ما أحوجنا نحن العراقين لهكذا رئيس يجمع مابين العلم والنزاهة والزهد , العراق لايبنى إلا بهكذا رجال , لنتعلم من الهنود درسا ً في الإختيار , شكرا ً للمبدعة الكبيرة السيدة لطفية الدليمي على تنويرنا دوما ً ورفدنا بالجديد الجميل مع الود .
احمد ابراهيم عباس
عرب وين طنبور وين ------- والله لو توذن اسبوع محد يسمع