اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > طلبة جامعة لا يعرفون جواد سليم

طلبة جامعة لا يعرفون جواد سليم

نشر في: 1 فبراير, 2014: 09:01 م

حسين رضا احد طلبة كلية التربية الأساسية يحرص اسبوعيا وبخاصة ايام الجمع على التواجد في شارع المتنبي ومغزى ذلك كما يقول رضا ليس الاطلاع على ما هو جديد في عالم إصدارات الكتب لكن الجو هناك يحيلك الى وجود الحياة من خلال التواجد الكثيف لأدباء وفناني البل

حسين رضا احد طلبة كلية التربية الأساسية يحرص اسبوعيا وبخاصة ايام الجمع على التواجد في شارع المتنبي ومغزى ذلك كما يقول رضا ليس الاطلاع على ما هو جديد في عالم إصدارات الكتب لكن الجو هناك يحيلك الى وجود الحياة من خلال التواجد الكثيف لأدباء وفناني البلد ،مضيفا ان غياب الاماكن الترفيهية يفرض على العديد من الشباب التواجد هناك بحسب قول رضا، لا يختلف عن رضا العديد من الطلبة المتواجدين هناك،وليس همهم الكتاب ، بل التمتع بشرب الأركيلة بمقهى الشابندر او مواعدة صديق او صديقة والتمتع بالأجواء على المركب العائم على ضفاف دجلة،(المدى) ولجت عالم الشباب لتطلع من خلال أحاديثهم عن الثقافة الأدبية والتاريخية والفنية للبلد ومستوى الوعي الذي يحملونه.

 

المشهد الأمني وأجهزة الموبايل

محمد فاضل عويد 20عاماً طالب كلية الفنون الجميلة قسم الفنون التشكيلة بين لـ( المدى) أن هناك تدهورا كبيرا في جميع مفاصل الحياة ،والمجتمع العراقي يعاني من عزلة كبيرة عن التطور الحاصل في الحياة اليومية قياساً لمجتمعات وبلدان العالم الأخرى. 
عويد أكد ان هناك العديد من طلبة كلية الفنون الجميلة لا يعرفون من هو محمد غني حكمت و حافظ الدروبي و جواد سليم بالرغم من اختصاص الكلية هو الفنون بجميع الاختصاصات ، هذا الإهمال من الشباب لتاريخ العراق وشخصياته السياسية والأدبية والعلماء جاء بسبب إهمال الدولة الواضح في عدم بناء المسارح أو الصالات الفنية والمتاحف التي تهتم بتاريخ وحضارة البلد ،مضيفا ان هناك مبرراً آخر هو إقبال الشباب وقضاؤهم أوقاتا طويلة بالجلوس على الحاسوب واجهزة الموبايل والاستخدام المفرط لشبكة التواصل الاجتماعي والانترنيت وغيرها من الأمور التي تشغل الشباب والشابات من القراءة والحضور في الندوات والأمسيات واللقاءات الفنية المفيدة بحسب قول عويد.
لاعبو الكرة أشهر من الأدباء
تشارك عويد الرأي المواطنة سليمة خلف 50 عاماً موظفة أم لأربعة أولاد جميعهم خريجو كليات الهندسة ، الإعلام ، الزراعة وثانوية التي بينت لـ( المدى ) انه من المؤسف والغريب ان بعض الطلبة الجامعيين لا يعرفون من هو شكسبير أو نصب الحرية أو حتى تاريخ العراق الحديث ، خلف عزت أسباب ذلك الى أن المجتمع العراقي وعبر ثلاثة قرون مرَّ بظروف صعبة جداً منذ الحرب العراقية – الإيرانية وحتى يومنا هذا لنستمع في قضية معينة أو نحتفل بانجاز وأصبحت لعبة كرة القدم فقط هي سيدة المتعة في المجتمع ،وتجد الطالب يعرف أسماء اللاعبين اكثر مما يعرف اسماء الشعراء والفنانين وعن هذا الإهمال للطالب معرفة رموز وشخصيات البلد، أوضحت خلف إن الفترة الحالية تعد من اخطر المراحل التي يمر بها المجتمع بسبب الأوضاع الأمنية والطائفية التي يعيشها البلد، فضلا عن سطوة المد الديني على مختلف مرافق الحياة ،ولا ننسى التطور الحاصل في شبكات التواصل وكثرة الفضائيات التي شغلت الطالب عن متابعة تاريخ البلد بحسب قول خلف.
 
الفقــر والعــوز والخوف 
المواطن ميثم هيثم يوسف 41 عاماً يشير لـ(المدى ) أن الحروب التي تعرضَ لها الشعب العراقي تعد شبيهة بالكوارث التي يمر بها المجتمع ،وتصدع بظلامها نظام القيم والأخلاق بالتالي يؤدي الى اهتزاز في المثل العليا التي تعودَّ عليها عبر تاريخهِ الطويل حتى وان كانت ضمن فكر البداوة وحضارتها، وتخدشت منظومات الذوق العام التي يرضعها ويتعلمها منذ الطفولة، ميثم يبين أن السلب والنهب وتفاقم الرشوة والمحسوبية والمنسوبية وكثرت نسبة الفقر والجوع و العوز في المجتمع هي احد ألأسباب الرئيسة في تخلف الشاب والمواطن من معرفة تاريخه وحضارته، ميثم أوضح أن تباين القدرة الشرائية للمواطنين بشكل ملفتٍ للنظر فضلا عن تعمق جروح العراقيين في داخل نفوسهم وصارَ الخوف والرعب يلفهم ويحيط بهم حتى في داخل بيوتهم ،لذا نرى أن الحياة الحالية للفرد العراقي مليئة بالمخاوف ، فالموظف يخاف من مديرهِ وهكذا، لقد أصبح الخوف من كل شيء، خاصة من السلطة هو الهاجس الذي يتحرك وفقه العراقي، في ساعات حياتهِ اليومية، وقد لا يبدو هذا الخوف ظاهراً، بل يبقى في أغلب الأحيان كامناً ومكبوتاً ولا شعورياً، لكنهُ ينعكس على السلوك العام للأفراد والمجموعات في داخل المجتمع، وقد خلق هذا الخوف المكبوت في داخل النفس العراقية نزعةً قوية واضحة وظاهرة، نحو التحذلق والمنافقة، مما عززَّ الدافعية والحافز في داخل الشخصية العراقية نحو الرياء والمكر والكذب أحيانا!
طلبة دراسات عليا لا يعرف تاريخ البلاد! 
حيدر عطية كاظم طالب ماجستير / كلية التربية اوضح لـ( المدى) أن المجتمع العراقي يعيش في الوقت الحاضر بالمرحلة الخطرة جداً ومن الممكن ان توصف (بالانحدار ) حسب قول كاظم،مؤكدا أنه لا يستغراب من الإهمال في شتى المجالات والدليل كما أشاهده الآن هو طلبة الدراسات العليا الذي يفترض بهم أنهم نخبة المجتمع لا يعرفون أدنى فكرة عن عمالقة المجتمع وتاريخ البلد ،و لكنه يعرف الطوائف الدينية والتخندقات الحاصلة في المجتمع وغيرها من الأمور . عطية عزا أسباب إهمال المواطن وعزوفه عن حضور الأماكن العامة والمتمثلة في المتاحف واللقاءات الفكرية وغيرها هو بسبب بيئة المجتمع نفسه.. عطية أشار إلى قصور واضح من قبل المؤسسات الحكومية ومنها الإعلامية في الاهتمام بالجانب الفكري ،وهذا ما نشاهده في العاصمة بغداد مثلاً لهذه الحالة من خلال وجود شارع المتنبي فقط ،فكيف الحال في المحافظات؟
أهمية الخبرات العلمية
فاضل حميد مجيد مهندس 33 عاماً قال لـ( المدى) إن جميع المشاكل التي يعاني منها المجتمع بما فيها عدم معرفة الطالب والشاب والموظف الحكومي بتاريخ البلد هو بسبب غياب المكتبات الحكومية التي كانت تملأ المناطق والأحياء، وهناك برلمانيون يعانون من ذلك التخلف ،بالإضافة إلى عدم توفير جميع مستلزمات القضايا المهمة في تثقيف وتقويم الفرد فى المجتمع ودعمها معنويا وماديا خصوصاً الكفاءة التي تنهض بالبلد وتقوِّم واقعه وتعمل على تقدمه وضمان مستقبله في الوصول به إلى مصافي الدول العظمى والمتطورة، التي فيها جميع الامتيازات وخاصة في دول المهجر من حرية في العمل والتفكير والحركة وإعطائها مجالا من المشاركة في وضع الأمور بنصابها والاستئناس برأيها .
عودة الكفاءات للبلـد
مجيد أشار الى أن للخبرات شأناً كبيراً عبر مشورتها وتقديمها كواجهة للتباحث والتفاوض مع الغرب في عقد الصفقات والتعاقد مع الشركات الأجنبية والبحث عن سبل انجاز تلك التعاقدات وتوفير الأجواء المناسبة واحترام عقلياتهم من دون المساس بخصوصية الآخر، حميد أوضح إن هذا الموضوع مهم حتى في وضع خطط كفيلة لتقويم الفرد في المجتمع منذ الدراسة الابتدائية وحتى مزاولة عملة في خدمة المجتمع مبيناً أن الكثير هذه الكفاءات لديها الرغبة الصادقة وتدعوها مشاعر الحب والوفاء والإخلاص لعراقها بالعودة والعمل ولكن عرقلة عودتها تتم بواسطة الوقوف بوجهها من قبل النفعيين والجهلة وأصحاب المصالح الضيقة لذا توجب عمل سن قوانين خاصة تحد من تدخلات أولئك الجهلة وان كانوا من طبقة السياسيين الذين يسمون بالسياسيين ظلما وبهتانا بعودة وعمل واستقرار العلماء العراقيين للعراق .
التراكمات السياسية والاجتماعية 
فادية البدري 45 عاماً من سكنه بغداد ذكرت لـ( المدى) أن المجتمع العراقي يعيش الآن في حالة من الإهمال العام بدأت تنمو وتسود بشكل ملحوظ بفعل الواقع المتخلف بأغلب مستويات الحياة التي يعيشها المجتمع ، البدري تشير إلى أن التراكمات السياسية والاجتماعية التي خلفتها الظروف والأزمات في مراحل حكم العراق السابقة تولَّد الجهل العام الذي هو انعكاس للوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي المتخلف في البلد ، والجهل العام هو نتاج تعبئة أيديولوجية وسياسية منحرفة تقوم بها مجموعة من القوى والكُتل الحزبية التقليدية المسيطرة على رقاب المجتمع باستغلال الموروثات التقليدية في تركيبة المجتمع ونزعته الروحية الدينية لهذا أن جميع هذه المشاكل كانت أهم الأسباب التي خلقت أجيالا بعمر الأربعين يجهل تاريخ وحضارة البلاد، فنأخذ على سبيل المثال والكلام للبدري ان مواطنا عراقيا عاش لأكثر من عشرين عاما في الأسر أثناء الحرب العراقية- الإيرانية وهو معوق ليعيش مرارة الحياة في الأسر والان غير قادر على توفير العيش الملائم للعائلة، كيف يمكن له أن يوفر مستلزمات الإطلاع والقراءة؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. mariam

    مرحبا اخي الفاضل لماذا فتحت جرحا ثقافيا مبرحا لا ينفك نزفا ,طلبة الجامعة وخريجين جامعة لا يعرفون السياب والملائكة والرصافي , لا يعلمون شيءالبتّة عن زها حديد , او حافظ الدروبي , او او اقرأ على هذا الجيل السلام .

  2. عراقي

    من حقهم ان لايعرفوا شئ حتى ان اساتذتهم الذين وصلت اعمارهم الى الخمسين عاما ربما لايعرفوا جواد سليم لان اعمارهم قضيت بزومن القائد الضرورة والرمز والمارد وعبد الله المؤمن والمهيب الركن وصاحب القادسية الثانيه وغيرها من الالقاب التي تحتاج لسنوات لتفسيرها ود

  3. الماضي اجمل

    جواد سليم وهو جواد محمد سليم علي عبدالقادر الخالدي الموصلي (1921 - 1961) نحات من العراق، يعتبر من أشهر النحاتين في تاريخ العراق الحديث، ولد في انقرة لابوين عراقيين واشتهرت عائلتة بالرسم فقد كان والده الحاج سليم وأخوته سعاد ونزار ونزيهة كلهم فنانين تشكيليي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram