لم تزل رحى الانتخابات تطحن الكتل المتناحرة التي يصب بعض قادتها الزيت على النار في مواقد "تلفازية وصحفية" استغلت فسحة الحرية لتشترك كلاعب أساس في إشاعة حوار الثأر والتمزق والكراهية وفضح المرشحين او المعترضين على الملأ رغبة في بسط النفوذ امام الهيئة العامة التي لم تزل طيّعة رهن التغييرات المستمرة لابطال التصريحات المتوترة التي انتزع اصحابها الوجوه القديمة ، وراحوا يبارون اندادهم ويستعرضون كفاءتهم في الدفاع بالإنابة عمّن يصفق لفهلوتهم التي تصلح لأذواق جميع المخرجين !
ومن المؤسف ان نسمع يومياً عن تشكيل مجموعة جديدة تروم الدخول في السباق الانتخابي المرجّح يوم 20 نيسان المقبل ليس لانها تمتلك برنامجاً صالحاً لقبول الهيئة العامة المغلوب على أمرها على مدى عشر سنوات مضت ، بل لرسم خطة الاطاحة بمجموعات أخرى وتقليل حظوظ قيادييها وجمع أكبر عدد ممكن من الساخطين والناقمين من أجل تفويت الفرصة عليهم بنيل الاصوات المطلوبة وقطع الطريق على مؤيديهم في تحقيق غاياتهم حتى بلغ الأمر موضع انحطاط خطير باستمالة عدد من الإعلاميين للمشاركة في المواقد وإبقاء مدخنة الكرة العراقية عامرة بسهرات (المعارك الانتخابية) في الفترات الذهبية لبث القنوات المحلية رغبة في شدّ انتباه المشاهدين لشاشاتهم على حساب الظروف العصيبة التي تئن من خلالها اللعبة طلباً لمداواتها على يد الحكماء.
إنه لأمر عجيب ان يسقط احد الاعلاميين المعروفين ممن نكنّ له بالغ الاعتزاز في فخ الدفاع عن مجموعة رُفعت عنها محكمة (كاس) غطاء الشرعية وكان يفترض ان تنخرط ضمن صفوف الهيئة العامة ، وراح يكيل شتى الاتهامات لمحامي كتلة المعترضين وهو مواطن عراقي أصيل لا لشيء سوى انتدابه رسمياً من اندية خولته مسك ملفها القضائي، وكان يفترض بزميلنا ان ينأى الدخول في أزمة الانتخابات إلا من باب الاصلاح والتقويم والنصح والوقوف على الحياد مهما كانت وجهة النظر مختلفة أو يبدي مقترحات للطرف الآخر بلا امتعاض أو كره فهو بالنهاية عراقي مثلك ربما اصاب هنا وأخطأ هناك فما الضير من تبصيره بهدوء بدلاً من انتهاز هكذا موقف اثار استياء المشاهد الحذق الذي لم يجد تفسيراً لردة فعل الزميل العزيز سوى ضعفه تحت ضغط جميل الاتحاد!
ابداً لا يمكن لهذه الانتخابات ان تحرق العلاقات الراسخة بين ابناء اللعبة حتى لو عمد مريدو المشكلات اطالة أمد اللغط والتشكيك والتنكيل ، وكل حريص ومخلص لهذا البلد قد استقرأ مهازل الصراع حتى قبل صدور محكمة (كاس) بعد ان تعالت صيحات البعض من بائعي الذمم عبر المزاد الانتخابي لمن يشتري الصوت في ظل غياب القانون الصارم المحدد لمنظومة اللعبة والضوابط المتاحة امام الناخبين والمرشحين مع تسمية الجهة الرسمية المنفذة والمشرفة على الانتخابات.
ثم أليس من الغريب ان تستنزف لجنة الرياضة والشباب البرلمانية الجهود في مطاردة اعضاء الاتحاد المنحل لمساءلتهم عن ارهاصات عقد زيكو الذي تخلى عن منتخبنا في تشرين الثاني 2012 وطوال تلك الفترة لم يستلّ أحد من اللجنة المذكورة ورقة قضية المدرب الهارب إلا بعد ان وقع الفأس على الرأس ليدفع العراق من المال العام 600 الف دولار كرواتب متأخرة السداد لصفقة خاسرة سميّ لها وسيط مالي تاجر مقيم في العاصمة الأردنية عمّان وليس أحد البنوك الدولية المعترف بها، في حين كل الانظار تترقب قرارات فاعلة من اللجنة للحد من عبث المستفيدين من فصل اتحاد الكرة عن بقية الاتحادات الرياضية وضرب أيدي الملوّحين بورقة (فيفا) كلما سعى مخلصاً لحسم القضية على طاولة القضاء العراقي.
لتتحد القلوب قبل الألسن في توجيه رسالة نظيفة تنظر للانتخابات كأنها مشفى لمداواة نفوس مستفزة عَمدت الى القطيعة بين ابناء اللعبة وتراهن على تفرقتهم والتنابز بينهم في فضيحة التسقيط أمام شعب حضارته تمتد 6000 عام وآن الأوان ان يخجل المنتفعون من وراء لعبة الانتخابات لفضح انفسهم بانفسهم ويهرعوا للقضاء على الفتن ويلتفوا حول أي قرار وطني يخمد نار الأزمة ويجنب اللعبة الاستعانة بالأجنبي !
مواقد الثأر
[post-views]
نشر في: 2 فبراير, 2014: 09:01 م