TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > من يؤجج نيران المحرقة؟

من يؤجج نيران المحرقة؟

نشر في: 2 فبراير, 2014: 09:01 م

في الجرائم الغامضة التي تفتقد لدليل  يقود  للجاني  او الجناة ،  يبحث المحقق  عن  المستفيد  الاول  من  إرتكاب الفعل الجرمي..وتتبع مساراته التي - غالبا- وفي معظم الاحيان ،تقود المحقق لفك لغز  الجريمة .
نتساءل .. وانباء الانبار  الفاجعة  تقرح  الاكباد قبل العيون  :  من يا ترى المستفيد الاول و  الخفي مما يجري تحت سمع السلطات - مجتمعة ومنفردة— ومراقبة المشهد المآساوي-بدم  بارد -  كما لو كان يجري على شاشة سينما،  وليس على ارض الحقيقة العارية عن كل تزويق .. عوائل منكوبة  مرعوبة . اطفال رضع ٬ صبية ومسنين ، يهربون من ملاذ  غير آمن ، لملاذ غير آمن ، كمن يهرب من الجحيم متوجها إلى جهنم  .
ما الذي جناه المدني العراقي  البريء  ليمر بآهوال ومصائب ٬ويدفع دية  دم  لم يساهم بسفحه او دعا لإهداره  ؟؟
المحرقة في العراق لم تخمد نيرانها  منذ أكثر من نصف قرن . ولئن خانت الذاكرة، فسجلات التاريخ لا تقبل الزيغ  ولا تنسى .
آعود لسنوات الحصار ،  وآستل مقولة مشهورة ، متداولة قيلت بلسان مادلين اولبرايت —وزيرة الخارجية الاميركيه في عهد بوش .، ومقدم برنامج ستون دقيقة الذي يبثه التلفزيون الاميركي ( ليسلي ستال ) يسألها : — سمعنا إن نصف مليون طفل عراقي ماتوا نتيجة العقوبات المفروضة على العراق ، وهذا يعني ، اكثر من الاطفال الذي قضي عليهم في هيروشيما.  هل الثمن المؤمل  يستحق ذلك ؟
تتلمظ وزيرة الخارجية  كمن يلوك قطعة  حلوى  ، وتجيب : — إننا نعتقد  إن الثمن المرتجى ، يستحق ذلك .
يا ولاة الأمر ٬ يا من بأيديهم الحل والعقد — ولو بالإنابة - آي ثمن باهظ  على العراقي البريء آن يدفعه  صاغرا ومذعنا:  تهجيرا ، وإعتقالا ، نحرا بنصل  آعمى، قتلا بمفخخة او كاتم صوت . ترويعا ،  تهديدا ،  تجويعا…
يا  ولاة  الأمر : آما من طريق  سالك  آخر غير  الطريق إلى المحرقة ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram