في الجرائم الغامضة التي تفتقد لدليل يقود للجاني او الجناة ، يبحث المحقق عن المستفيد الاول من إرتكاب الفعل الجرمي..وتتبع مساراته التي - غالبا- وفي معظم الاحيان ،تقود المحقق لفك لغز الجريمة .
نتساءل .. وانباء الانبار الفاجعة تقرح الاكباد قبل العيون : من يا ترى المستفيد الاول و الخفي مما يجري تحت سمع السلطات - مجتمعة ومنفردة— ومراقبة المشهد المآساوي-بدم بارد - كما لو كان يجري على شاشة سينما، وليس على ارض الحقيقة العارية عن كل تزويق .. عوائل منكوبة مرعوبة . اطفال رضع ٬ صبية ومسنين ، يهربون من ملاذ غير آمن ، لملاذ غير آمن ، كمن يهرب من الجحيم متوجها إلى جهنم .
ما الذي جناه المدني العراقي البريء ليمر بآهوال ومصائب ٬ويدفع دية دم لم يساهم بسفحه او دعا لإهداره ؟؟
المحرقة في العراق لم تخمد نيرانها منذ أكثر من نصف قرن . ولئن خانت الذاكرة، فسجلات التاريخ لا تقبل الزيغ ولا تنسى .
آعود لسنوات الحصار ، وآستل مقولة مشهورة ، متداولة قيلت بلسان مادلين اولبرايت —وزيرة الخارجية الاميركيه في عهد بوش .، ومقدم برنامج ستون دقيقة الذي يبثه التلفزيون الاميركي ( ليسلي ستال ) يسألها : — سمعنا إن نصف مليون طفل عراقي ماتوا نتيجة العقوبات المفروضة على العراق ، وهذا يعني ، اكثر من الاطفال الذي قضي عليهم في هيروشيما. هل الثمن المؤمل يستحق ذلك ؟
تتلمظ وزيرة الخارجية كمن يلوك قطعة حلوى ، وتجيب : — إننا نعتقد إن الثمن المرتجى ، يستحق ذلك .
يا ولاة الأمر ٬ يا من بأيديهم الحل والعقد — ولو بالإنابة - آي ثمن باهظ على العراقي البريء آن يدفعه صاغرا ومذعنا: تهجيرا ، وإعتقالا ، نحرا بنصل آعمى، قتلا بمفخخة او كاتم صوت . ترويعا ، تهديدا ، تجويعا…
يا ولاة الأمر : آما من طريق سالك آخر غير الطريق إلى المحرقة ؟
من يؤجج نيران المحرقة؟
[post-views]
نشر في: 2 فبراير, 2014: 09:01 م