لا تسمع سوى طنين أجهزة مراقبة الوظائف الحيوية لحالة علي الحلبوسي (ابو محمد) الذي يرقد في غرفة العناية المركزة بإحدى مستشفيات أربيل بعد ان تم نقله اليها من مستشفى الفلوجة الذي تعرض لقصف بعد أربعة أيام من إدخاله اليها فيما يهمس لنا قريبة انه لا يشعر با
لا تسمع سوى طنين أجهزة مراقبة الوظائف الحيوية لحالة علي الحلبوسي (ابو محمد) الذي يرقد في غرفة العناية المركزة بإحدى مستشفيات أربيل بعد ان تم نقله اليها من مستشفى الفلوجة الذي تعرض لقصف بعد أربعة أيام من إدخاله اليها فيما يهمس لنا قريبة انه لا يشعر باي شيء من حوله منذ أسبوعين ولا يعلم بنبأ وفاة أبنائه الاثنين بذات القذيفة التي استهدفت دارهم في حي النزال وسط الفلوجة .
ويقول كريم حسن الحلبوسي في حديث الى (المدى برس) ان قريبة البالغ من العمر 53 سنة هو من مواليد الفلوجة و كان نائب ضابط في الجيش السابق ويعمل حالياً سائق بسيارة أجرة تعود لأخية ويعيل ثلاثة أبناء اثنان ذكور في الدراستين المتوسطة والإعدادية وفتاة وحيدة كان من المفترض ان يعلن زواجها لابن عمها مؤخراً ولكن اندلاع الحرب في الانبار ادى الى تأجيل الزواج .
ويضيف الحلبوسي ان قريبة رفض قبل اكثر من أسبوعين الخروج من المدينة بالرغم من تكرر الاشتباكات على مشارفها بعد ان تقدم الجيش اليها واستمرار القصف بقذائف الهاون ، مشيراً الى انه كان مقتنعاً بأن الأحداث ستهدأ عن قريب ويصار الى حل سياسي ينهي النزاع هناك .
ويتابع بأن يوم الاربعاء الموافق (15/1/2014) كان ومنذ صباحه الباكر ينذر بسقوط ضحايا اكبر من المعدل بسبب كثافة القصف والذي كان نصيب (ابو محمد) احدى تلك القذائف التي سقطت بشكل مباشر فوق مطبخهم أثناء تناول وجبة الافطار ، لافتاً الى انها كانت ضخمة وادت الى تراكم الأنقاض في مدخل البيت ومنعتهم من إنقاذهم بشكل سريع وتطلبت الاستعانة بجهود اغلب الجيران والقريبين من موقع الحادث في حي النزال.
ويوضح ان الأولاد الاثنين قتلوا في الحال فيما نجا الأب بحالة صعبة للغاية والبنت والأم أصيبتا بجروح بسيطة وان الكادر الطبي في مستشفى الفلوجة بإجراء عمليتين عاجلتين لابو محمد لم تفلح في تحسن وضعه الغارق في غيبوبة منذ يوم الحادث فيما لخص التقرير الطبي الى إصابته بشظية مستقرة قرب الدماغ وتضرر الكبد والكلية اليمنى وكسور متعددة في الساق .
ويشير قريبة الثاني علي محسن الحلبوسي في حديث الى (المدى برس) ان تواجدهم في مستشفى الفلوجة لم يعد له معنى مع غياب الاحتياجات الطبية الخاصة بالعمليات والعناية المركزة وزادت قناعتهم بوجوب المغادرة بعد سقوط قذيفتين بالقرب من باب المستشفى وصالة الطوارئ ولكن الوجهة كانت مجهولة بسبب حراجة حالة المصاب وصعوبة التنقل داخل وخارج المدينة التي تعاني من اشتباكات الجيش والمسلحين على الأطراف وكثافة القصف على أحيائها.
ويبين ان الحل السحري وفرته منظمة خيرية عراقية تكفلت بنقل ابو محمد في سيارة إسعاف خاصة تحملت نفقات العلاج في مستشفى خاص بأربيل مع عدد اخر من الحالات الحرجة فيما بقيت ابنته وزوجته لدى احد أقربائهم في مدينة عنه . ويؤكد ان قريبهم ابو محمد رجل مشهود له بالصلاح والاستقامة بين أبناء مدينته وعشيرته وهو في ذات الوقت إنسان بسيط في التعليم الدراسي ولكن لدية راي بان الحاصل في الفلوجة هي معارك سياسة بالدرجة الأساس بين الطرفين ولا يملك كل أهالي المدينة فيها ناقة ولا جمل ولكن دورهم يقتصر فيها على دفع الثمن.