اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أبو رغيف في فيلم "أمير الانتقام"

أبو رغيف في فيلم "أمير الانتقام"

نشر في: 3 فبراير, 2014: 09:01 م

غضب السيد نوفل أبو رغيف المدير العام لثلاث دوائر ثقافية، من مقالة كتبها فنان مسرحي قدم من خلالها رأياً نقدياً يخص المسرح، الفنان الذي اعترض على تصورات السيد صاحب الثلاث مناصب في التعامل مع دائرة عريقة مثل دائرة السينما والمسرح، صدر  بحقه أمراً "رئاسياً" بتوقيع السيد ابو رغيف يمنعه من الدخول الى دائرة السينما والمسرح، واذا اقتضى الامر عدم السماح له بالسير في الشارع المقابل للمسرح الوطني، الفنان "الذي تنشر ثقافية المدى في  عدد اليوم حكايته مع ابو رغيف" توهم ان القضية تتعلق بتطوير المسرح والسينما، بينما الواقع يقول إن دائرة السينما والمسرح تحولت الى منصة شعرية يحملها المدير العام معه اينما يحل في عواصم الدنيا، ليقدم إلى الاشقاء العرض والاصدقاء الاجانب معلقاته الشعرية .
المدير العام الغاضب من نقد الواقع المسرحي في العراق، رفع سيف الدفاع عن المنصب، فقرر ان لا مكان لكل من يتجرأ ولا يسبح بحمد المسؤول، وإشاعة "التمرد على اولي الامر" في وزارة تعيش أزهى عصور الفن والثقافة.
وقبل أن ندخل في تفاصيل ما حدث، تعالوا نتابع ما نشر عن خسائر "مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية"، فقد نشرت وسائل الإعلام أن ما صرف من ملايين الدولارات على افلام أنتجتها دائرة السينما والمسرح لم يتسن لمواطن "واحد" مشاهدتها لان الوزارة ومعها السيد المدير العام لا تملك دار عرض سينمائية واحدة، وأن مبالغ مهرجان بغداد عاصمة الثقافة، بدل أن تصرف على إدامة البنى التحتية للثقافة، فإنها أنفقت على فعاليات لم يحضرها سوى أفراد يعدّون على أصابع اليد، ولكننا بدلا من أن نسمع أصواتاً تدين هذا الإصرار على سرقة المال العام في وضح النهار، فقد خرج علينا من ملأ الأجواء بكاءً على "اهانة" رمز ثقافي وضياع قيم احترام المسؤول  ، ووجّه برقيات تحذير إلى كل من تسول له نفسه الامارة بالسوء ان يناقش الرجل القابض على شؤون الفن والثقافة في البلاد.
وبموازاة هذه البيانات والخطب، والاجراءات البوليسية ، لم يسأل أحد نفسه لماذا تسود أعراف دولة الفساد التي حولت وزارة الثقافة الى مجرد بناية تتحول الى ثكنة عسكرية كلما فكر الوزير ان يقوم بزيارة ترفيهية لها؟
للأسف البعض لا يملك مشروعا ثقافيا يناسب اللحظة التي نعيشها بمفاهيم الحياة الآن، وليس بمفاهيم القرن الرابع الهجري.. ولهذا نجدهم يُغطون على الخراب والفساد الذي ينخر جسد العراق بمعارك وخطب عن ممثلة "كافرة" لا تريد أن تعرف أننا نعيش عصر فيلم "الرسالة" وعن فنان "مخرب" لا يريد ان يرى حالة التطور التي شهدتها مسارح بغداد والرشيد والاحتفالات وعشرات غيرها التي تغص بالجمهور كل ليلة، لأن مهمة مسؤولينا ليس توفير الكتاب والفيلم السينمائي والمسرحية الهادفة للناس، وإنما تحشيد الجيوش لفتح بلاد الكفار ونشر نظرية "حزام العفة". التي قادها ابو رغيف ضد ممثلة ألمانية قبل شهور. ولأننا أصحاب رسالة تؤمن بأن الخلاص من كل المشاكل تتلخص في العودة إلى قرون مضت.. وإعادة إنتاج المجتمع في ضوء حكايات وأخبار خرافية.
اليوم يتوهم البعض بأن الحكومة يهمها أمر الثقافة، فالمثقفون كانوا يأملون بنخب سياسية تفهم طبيعة المجتمع العراقي، وتسعى الى اختراق العقبات والحواجز لتصل إلى الإنسان العراقي وتقيم معه علاقة تفاعل مطلوبة من اجل خلق السجالات والتحريض على الرأي والمساهمة في تشكيل ملامح الحاضر والمستقبل، ولهذا ينسى الناس ان الشيء الوحيد الذي يكرهه السياسي عند المثقف هو تدخله فيما لا يعنيه واعني به محاسبة الساسة ومساءلتهم عن المحسوبية والبيروقراطية ونهب المال العام والمحاصصة الطائفية، فالمثقف في عرف ساستنا كائن خطير ينظر له بمنتهى التوجس والريبة، إلا من دخل حظيرة الحكومة جبرا أو اختيارا.
ولهذا لا غرابة ان يمثل نوفل ابو رغيف شخصية امير الانتقام، فيقرر معاقبة كل من تسول له نفسه الاقتراب من " قلعته الحصينة" .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ayad saaid

    الأخ علي حسين المحترم بعد التحية أود أن أصحح بأن القرن الرابع الهجري هو من أعظم قرون الثقافة العربية وأزهاها .المتنبي أبو العلاء المعري المدرسة الفاضحة بر~اسة الحسين بن حجاج في بغداد وابن لنكك في البصرة و400 جارية في كل ليلة تغني وتشدو بأجمل أبيات الشعر ا

  2. ابو اثير

    أستاذنا الفاضل ... ماذا تتوقع من وزارة وزيرها يقضي معظم وقته في شن خطط القتال والحروب على مواطنيه .هل سمعت يوما أو شاهدت يوما وزيرها أفتتح مر سما أو زار مسرحا أو ألتقىأديبا أو شاعرا أو فنانا أو رائدا من الرواد المثقفين... . . أنها وزار ة تحتاج ال

ملحق منارات

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

العمودالثامن: شجاعة نائبات

 علي حسين إذا كنت مثلي مجبراً رغم أنفك، على سماع أخبار هذه البلاد العجيبة، فإن هناك جيشاً قوامه العشرات من المدونين ، يشن حملة ضد محامية ذنبها الوحيد أنها دافعت عن قانون الأحوال...
علي حسين

قناطر: الشعر هو ما يجعلنا نحلم

 طالب عبد العزيز قليلاً ما أكتب الشعر في الصيف، بل هو لا يأتيني فيه، فأنا أكره الحرَّ والشمس اللاهبة، ذلك لأنني رجل شتوي بامتياز، أحبُّ البرد والرياح القارصة والمطر والثلوج، ولا أجمل من...
طالب عبد العزيز

فلسفة الحكم في العراق

محمد حميد رشيد الحكم في العراق مبني على شعارات مجردة وفرضيات مبهمة وعواطف ملتهبة وعلى قواعد عامة لا تكفي أن تكون نظام لتسيير مؤسسة صغيرة وليست دولة كبيرة. وهناك من يقول ان الدستور هو...
محمد حميد رشيد

العراق: أحوال شخصية ام تكريس لظاهرة السلطة الموازية؟

حارث حسن واجهت معظم الدول الإسلامية الحديثة إشكالية التناقض بين مبادئ وأحكام الفقه الإسلامي (الذي يستخدم خطأً باعتباره مطابق للشريعة)، وبين المبادئ التي تقوم عليها الدولة الحديثة. يتعلق الأمر بمسألة شرعية هذه الدولة، والتي...
حارث حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram