الحرب، أي حرب، ينطبق عليها بدقة قول "إنما الأمور تعرف بعواقبها او خواتيمها". يعني بنتائجها. والحرب وان قيل عنها انها مغامرة، فهي مقامرة أيضا. فرقها عن القمار بمعناه العام ان نتائجه قد تتحقق فجأة وبدون مقدمات. أما الحرب فان مقدمات الفوز او والخسارة فيها قد تلوح قبل انتهائها. من منا لم يكن يتوقع خسارة صدام يوم احتل الكويت؟ نعم في تاريخ الحروب هناك مفاجآت، لكن زمن المفاجآت، مثل المعجزات، قد ولى.
كثير من الناس قد يقرأ مؤشرات نتائج الحرب قبل انتهائها فيراها سائرة نحو النصر. وكثير منهم ، أيضا، قد يراها سائرة نحو الكارثة. لا علاقة لهذا التصور بالوطنية او الخيانة. ولا يستخدم هذين المصطلحين الا من له حسابات لا اعتبار فيها لأرواح الناس ودمائهم. فمن يرى ان الحرب ستتوج بالنصر ليس بالضرورة ان يكون وطنيا ومن يتصور عكس ذلك ليس خائنا. هكذا هو وضع الناس في العراق اليوم وهم يتابعون اخبار الحرب الدائرة في الانبار.
يفترض بهذه الحرب، التي قاربت على شهر او اكثر، انها انطلقت من اجل القضاء على العمليات الإرهابية اليومية بالعراق. فما هو حال العمليات الإرهابية لحد يوم امس؟ بصراحة سودة ومصخمة. فالتفجيرات مستمرة، لا بل ان الشهر الفائت حقق رقما قياسيا بعد ضحايانا مقارنة بالأعوام السابقة. الارهابيون لا يستطيعون الصمود طويلا ان كانت هناك دولة حقيقية تحترم انسانها. ها هم اليوم يلعبون شاطي باطي في الدول الهشة فقط: سوريا العراق ليبيا اليمن. حظنا العاثر وحظ الإرهاب أوجد لهم منطقة يسرحون ويمرحون بها بين دولتين هشتين: سوريا والعراق. الهشاشة في البلدين سببها الرئيس عدم احترام حرية الانسان وقمعه اذا تظاهر سلميا من أجل حقوقه. وهذه هي التي ترقص لها "داعش" بجفية.
قمع الأسد بالقوة التظاهرات السوريا الأولى، التي كان كل من فيها لا يحمل غير الدفوف ويغني، ففتح الباب للقاعدة وغيرها ان تعالوا فهذا يومكم. المالكي اشرف بنفسه على قمع تظاهرات ساحة التحرير السلمية بكل معنى الكلمة، ثم قمع كل تظاهرات لا تصفق له أينما وجدت، فتداعشت علينا "داعش".
الشهر مر والمفخخات تزأر وقتلانا يكثرون. هل هي صحوة موت من الإرهابيين فاكثروا المفخخات كي يغطوا هزيمتهم، أم ....!
سترك يا رب.
صحوة موت أم ...؟
[post-views]
نشر في: 5 فبراير, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو علاء
اولا لا توجد حرب فيها نصرا متالقا ونصرا تدق فيه طبول وافراح تعم القلوب لو سقط انسان واحد بيرا يمحي كلمة النصر بدمه الطاهر فاي نصر تتحدث النصر عندما تحل الامور بالنقاش والتراضي والتنازل من كل الاطراف فلا نصرا ولا فراحا في نهاية كل حرب كل الحروب مدمره اما م